تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وصايا للمذاكرة في الاختبارات, للشيخ الشنقيطي - حفظه الله -]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 01 - 07, 08:30 م]ـ

المجيب هو العلامة الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي - الفقيه المدني المعروف و المدرس بالمسجد النبوي الشريف - حفظه الله ..

كماتعلمون يافضيلة الشيخ أننا على أعتاب الاختبارات النهائية فهلا ذكرتنا حفظك الله ماينبغي علينا فعله في هذه الأيام .. ؟؟

الجواب:

-أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علينا وعليكم بالنجاة من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة و امتحان الدنيا وامتحان الآخرة وبلاء الدنيا والآخرة ونسأله بعزته وجلاله أن يسلمنا إلى كل خير وطاعة وبر أنه ولي ذلك والقادر عليه-.

أوصي بأمور:

أولها للطلاب:

أوصيهم أن يجعلوا الآخرة أكبر همهم ومبلغ علمهم وغاية رغبتهم وسؤلهم وأن يكون خوفهم من اختبار الآخرة أشد من خوفهم من اختبار الدنيا وأن يجعلوا اختبار الدنيا مذكراً لهم اختبار الآخرة فكم اهتمت النفوس وشحذت الهمم وأصبح الإنسان في قلق وكرب بهذه الاختبارت وماعند الله أولى بذلك كله بل أولى بما هو أعظم من هذا كله، ولاشك أن الإنسان الموفق يتخذ من هذه المواقف زاداً يعينه على ذكر الآخرة ولايزال قلب الإنسان حياً ماذكر الآخرة بل لايزال الإنسان موفقاً لكل خير ماعمر قلبه بامتحان الآخرة، والله أثنى على من ذكر الآخرة وقام بحقها وأولاها ماينبغي أن يوليها ونسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل ووالله ما دخل الخوف من الآخرة والخوف من امتحان الآخرة في قلب إنسان إلا أسهر عينه في طاعة الله وجعل جسده وجوارحه في محبة الله ومرضاة الله وتهذبت أخلاقه واستقامت أقواله وأفعاله على طاعة الله بذكر الآخرة وما وجد الناس ولاوجد الصلحاء والأتقياء والعلماء والفضلاء شيء يعينهم على طاعة الله – عز وجل- بعد كتاب الله مثل ذكر الآخرة فإنه ماعمر قلب بذكر امتحان الآخرة إلاوجدت صاحبه على أحسن وأكمل مايكون عليه الحال، وكان بعض العلماء يكون إنه يوضع الحب للإنسان بكثرة خوفه من الله - عز وجل - باستدامة ذكر الآخرة.

أما الأمر الثاني: أوصي به إخواني من الطلاب فهو أن يرفقوا بأنفسهم وألا يحملوها مالا تطيق فإن النفس أمانة في عنق الإنسان فلا يحملها من التعب والسهر والنصب مالاتتحمله.

الأمر الثالث: أن يحدد الطالب أوقات للمراجعة والمذاكرة وأوقات للنوم والراحة ويعطي الجسم حظه حتى لايكون ظالماً ولايبغي بهذا على هذا.

الأمر الرابع: الذي أوصي به طالب العلم في مثل هذه المواقف أن يكون دائم الذكر لله - عز وجل - كثير الاستغفار محافظاً على الفرائض كالصلوات فلايقصر في الصلاة مع الجماعة ويسهر إلى ساعات متأخرة بحيث تضيع عليه صلاة الفجر وكذلك أيضاً يتقاعس عن الصلاة ويأتي حتى تفوته الجماعة أو يأتي متأخراً لا بل ينبغي في مثل هذه المواقف أن يكون أشد محافظة على الصلاة وكلما حافظت على الفرائض وجدت التوفيق من الله خاصة في أيام الشدائد وصدق الله إذ يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} فقرن الله الصلاة مع الصبر وإذا وجدت المنكوب والمكروب في أيام كربته ونكبته كثير الصلاة كثير الاقبال على الله فاعلم أن الفرج أقرب إليه من حبل الوريد لأنها صلة بين العبد وربه، ومن وفى لله في حقوقه وفى الله له والله مع العبد ماكان العبد معه، ولذلك أوحى الله إلى حواري بني اسرائيل أنه معهم إذا أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وآمنوا برسله وعزروه ووقروه - صلى الله عليه وسلم - ومن كان الله معه فنعم المولى ونعم النصير.

الأمر الخامس: أن تبرأ إلى الله من الحول والقوة فلاتعتمد على ذكائك ولاعلى فهمك ولاعلى جدك ولاعلى اجتهادك ولكن توكل على الحي الذي لايموت وسبح بحمده وكفي به سبحانه ولياً ونصيراً ومن كنوز الجنة لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، لأنها كنز من كنوز الجنة ومفتاح خير للإنسان إذا برأ لله من الخير والقوة كمل الله نقصه وجبر كسره وأقر بالعاقبة عينه إذا بريء الإنسان من حوله وقوته وأسلم الحول والقوة لله مع أنه حافظ وفاهم فإن الله يوفقه ويلهمه ويسدده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير