أما ما قلته يا أخي في كونك ستظل من العاملين في السنة وأنك ستظل تخطئ، فأسأل الله أن يبصرك ويهديك ويعلمك، ولكن من غير سرقة، مع رجاء تقليل هذه الأخطاء ما أمكن، واعلم أنك محاسب على كل عمل تعمله في هذا الدين أمام ربك.
ألا واعلموا أيها الناس أن ما أقدمت عليه في كتابي إنما كما قلت فيه شهادة أُخرجَت ((وأنا تحت وطأة أمانة حُمِّلتُها وددتُ لو أنّ غيري كَفَانِيها)) وقد علمتُ ما ستحدثه هذه الشهادة قبل صدورها، ولكن لا ضير أنْ رفعتُ عن كاهلي ثقل هذه الأمانة، وكل إنسان أُلزم طائره في عنقه، فهذه أعماله تنطق عليه فمن شاء احتج بما فيها ومن شاء احتاط لدينه وسنة نبيه، وهذا عملي ينطق عليّ فإن كان ما ادعاه علي حقا فالله يحكم بيننا، ويعلم الله وهو على ما أقول شهيد: إني ما افتريت عليه ولا ابتغيت ذلك، وكيف أبيع ديني وأمانتي بافتراء على مسلم وقد علمتُ عاقبة المفترين عند ربي. وأقول لك يا أخي: إن كنتُ في حكم قراقوش (وكان بحثا مقدما لأستاذ القسم في مادته في أول دراستي الجامعية)، وكتاب حوار على مائدة الحقيقة (وكان بحثا في الرد على بعض علمانيي العصر صدر في السنة الأخيرة من دراستي) وكتاب أبي عبيدة بن الجراح (كان بحثا فائزا على مستوى الجمهورية عقب تخرجي)، والليث بن سعد (دراسة مع تحقيق رسالته إلى الإمام مالك، بحث فائز أيضا على مستوى الجمهورية) فضلا عن أعمال أخرى نشرت أو لم تنشر (منها رسالتي للماجستير رياض الأنس تحقيق ودراسة ولم تطبع من قبل حسب علمي لا كما قال الأزهري)، فإني وإن كنتُ فيها صغيرا فإنه كما تعلم لا يبقى أحد على حاله، فأسأله جل شأنه أن يعلمني ويرفع بالعلم درجتي، وأن يطهر سريرتي ويجعل أعمالي خالصة لوجهه الكريم. أما قوله أني أسبه فلم يكن ذلك كما فعل هو , وأين أنا فيما ادعاه علي في مقابل سبه الفاحش لبعض الأئمة كأبي حنيفة و أصحابه.
أمَّا هذا الذي ابتغَى شيني بوهمين أو ثلاثة ــ في نسبة المؤتلف والمختلف ــ زاعما أنّي إن كنت كذلك في أول أعمالي فكيف بما يُستقبل منها، أقول: لا ضير يا أخي أن أراجع أخطائي بنفسي وأنبه عليها فأرجع عنها فرارا من حمل وزرها يوم القيامة أنْ علمتُها ثم استكبرتُ عن بيانها، واعلم أن الكتاب ذُكر في بعض حواشي عملي ــ إن كنت قرأتَه ــ على الصحة في نسبته للدارقطني، واعلم أنْ ليس هذا يا أخي أول أعمالي، وإنْ يكن فحمدا لله أن تُحصر أوهامي على قلتها في أول أعمالي كما زعمتَ بهذه النسبة، فإنه يُرجى لمن كانت هذه أول أعماله أن يحسِّن عمله في أعمال أخرى لاحقة، وهذا خير ممن يظل على أوهامه مصرا عليها فاحشة من أول أعماله إلى آخرها حتى يُعرف بذلك ويشتهر به، وأسأله تعالى أن لا يَفتنِّي، وأنْ لا يجعلني ممن يسرقون أعمال غيرهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل، هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.))
هذا ما كتبه أخي أحمد وأوصاني برفعه ولقد تكلمت مع أخي محمد في تهمته بالسرقة فقال أنه أخطأ في عدم ذكره لاستفادته من تحقيق د. عامر في مقدمة كتابه كما يفعل في طبعات كتبه الأخرى من الإشارة للكتب المحققة قبل طبعته , وأنه لا يستكبر عن قبول الإنتقاد البناء له ويشكر من يفعل ذلك ويأخذه في الإعتبار ويقوم بتصحيح ما أخطأ فيه , ولكنه أخذ على انتقاد أخيه أحمد له شدته في رده وعدم التسليم له في كل ما قال ومحاولة إسقاطه وعدم ذكر أي محاسن له في تحقيقاته.
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه , وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
وأن يجنبنا نزغ الشيطان , وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه , وأن يصلح بين إخواننا
في الدنيا وفي جنته يجعلنا ممن قال فيهم (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين.)
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[12 - 03 - 10, 04:21 م]ـ
إلى الجميع
أما آن لكم أن تتقوا الله
أما آن لكم أن ينصرف كل واحد منكم لعملٍ ينفعه في آخرته
لقد أحسن الإخوة في الملتقى وسدوا باب الفساد في المشاركات الأولى
ففتحتم بابا جديدا ليشغلكم الشيطان، وتشغلون الناس معكم
والأزهري والشال ظنا أنهما ناس من الكبراء، وعلية القوم، ولذلك كلف كل واحد منهم من يرفع له الرد على الآخر.
اتقوا الله فأنتم (الشال والأزهري) مازلتم لا أقول على أول الطريق، بل لم تقفوا على الطريق أصلا.
وأبو العباس يوقد نيران الفتنة هنا وهناك ثم يقول: سأبدأ الصلح بينهما
وفجأة يدخل برد من ردود الفتنة، فيقوم الأزهري بالرد انتقاما لنفسه، فيترك العمل ويتفرغ للفتنة
يا أبا العباس لا تكتب أي رد بعد الآن إن كنت صادقا، واجمع الأزهري بالشال، للصلح، والتعاون على البر والتقوى، فهما قريبان منك.
وأقول للأزهري: لا ترد، لأن الهدف هو أن ترد وتتفرغ للردود، تعلم من أخطائك، واعلم أن كل ما صدر لك من كتب كان مفيدًا ونافعًا، وفيه أخطاء، الأمل فيك الإصلاح في المستقبل، وأنت أهل لذلك.
وأقول للشال: توقف عن الردود، وإذا وقفت على خطأ لأحد، فاكتب في كتاب كذا، وقع خطأ كذا، وانتهى الأمر، دون تفاصيل، وأريد أن أرى لك عملا كبيرا محققا حتى أنتقدك، ولكن بحب واحترام.
الرجا التوقف، وهذا رجاء من أخ لكما.