تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[موسوعة العائلات البيروتية ... الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الاصول العربية واللبنانية والعثمانية]

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 07:14 ص]ـ

" موسوعة العائلات البيروتية ... الجذور التاريخية"

للباحث حسان حلاّق

جريدة المستقبل 8/ 2/2010

(جهاد الترك)

.... الكتاب الأحدث للدكتور حسان حلاّق بعنوان "موسوعة العائلات البيروتية الجذور التاريخية واللبنانية والعثمانية"، الصادر أخيراً عن "دار النهضة العربية" في بيروت. والأرجح أن الأمر كذلك نظراً الى المقدمة التاريخية المستفيضة التي تتصدر هذه الموسوعة. إذ يجتهد الكاتب في استقراء الأحداث والوقائع والظروف التي تكونت في بوتقتها العائلات البيروتية منذ بدايات الفتح الإسلامي. فإذا به يضع بانوراما تاريخية موثقة لمراحل حقيقية مشوقة ومتحركة للكيفية التاريخية التي ولدت فيها بيروت في ذاكرة العائلات التي توافدت إليها أو كانت مستقرة فيها منذ أقدم الازمنة. ولعلّ حسان حلاّق، وهو يستعرض تلك الكثرة الكثيرة من العائلات البيروتية ومن تفرع منها بعد ذلك، يؤرخ، في الوقت عينه، لمشهد متحوّل من التماوج الديموغرافي الاجتماعي الثقافي، الذي ساهم بالتدريج في ابتكار هذه المدينة على نحو مغاير. والأغلب، على نحو استثنائي متفرد لا مثيل له في أي عاصمة عربية أخرى.

ويبدو أيضاً أن الأهمية القصوى التي تنطوي عليها هذه المقدمة، إنما تكمن في ذلك السياق المتواصل بين مرحلة وأخرى من تعاقب الحكم الإسلامي على بيروت وما تخلّل ذلك من محاولات لقوى عسكرية أخرى كانت لها أطماع استراتيجية في المنطقة. تنساب هذه المشهدية بين حكم إسلامي وآخر على نحو غير متقطع. لا يعمد المؤلف الى تقطيع أوصال التاريخ بحثاً عن أصول ونشأة العائلات البيروتية. على النقيض من ذلك، نراه يتذرع بأسباب منهجية وواقعية وحقيقية كذلك، للانتقال من فترة الى أخرى، ومن عصر الى آخر، على نحو من رؤية تاريخية شاملة ومتحركة في آن لإلقاء الضوء على صيرورة العائلات البيروتية واستمرارها ودوام بقائها في المدينة. والأرجح أن ذاكرة بيروت المحفورة في عمق الزمن وفي مناطقه البعيدة النائية، قد استولدت في خضم هذا التراكم المتجانس للعائلات البيروتية، إسلامية ومسيحية.

بدت بيروت، في مقدمة الكتاب، مدينة حقيقية، في الشكل والمضمون، تتجاذبها العائلات التي توجهت إليها، منذ القدم، من المغرب وتونس ومصر وفلسطين وبلاد الشام والحجاز والجزيرة العربية وسواها على قاعدة من التلاقي المتناغم من دون معوقات مهما علا شأنها أو تناقص. والأغلب، كذلك، أن هذا التمازج الفريد من نوعه الذي عثر على هوية عربية جديدة له في بيروت، قد استحال بمرور الأزمنة مادة اجتماعية وثقافية صلبة يصعب تجاهلها في أي قراءة تاريخية موضوعية لهذه المدينة. الوجهة .. بيروت ولعلّ في المقدمة الموثقة جيداً والتي وضعها حلاّق لتشكل إطاراً مرجعياً، تاريخياً واجتماعياً، لتعداد العائلات البيروتية، وفقاً لأحرف الهجاء، ما يحمل على التبصّر الهادئ في حيثياتها ووفرة المعلومات المندرجة فيها. لا نقع في هذا السياق، على سبيل المثال، على ما قد يشير الى أن العائلات العربية التي اختارت بيروت وجهة لها، عادت وأحجمت عن ذلك وقررت الانتقال الى أمكنة أخرى. لا شيء كان يحول دون أن يقدم عدد من هؤلاء، بقلة أو بكثرة، على الهجرة من جديد الى ديار عربية إسلامية أخرى وفقاً لأحوال الغزو والحروب والمستجدات السياسية ووقائع العصور المختلفة. وهذه من طبائع الناس في أحوال معاشهم وحياتهم.

ومع ذلك، يبدو أن الأكثرية الساحقة من العائلات العربية التي حطت رحالها في بيروت، بقيت على ما هي عليه. لم يقدم معظمها، على الأقل، على طلب النزوح من جديد أو التفكير في القيام بمغامرات غير محسوبة لشدّ الرحيل الى أمكنة اخرى على خارطة الوطن العربي مترامية الأطراف. لم يشر الكاتب الى شيء من هذا القبيل. ولو عثر على ما ينبئ بذلك لكان فعل على الأغلب. ثمة دليل آخر على احتمال صوابية هذا التصور، يتمثل، في الدرجة الأولى، بأسماء العائلات العربية، وتعدّ بالمئات، التي احتفظت بكياناتها كما هي مع تعديل بسيط، من هنا وهناك. وقد دأبت هذه على التوالد من جيل الى آخر عبر قرون من الزمن، قلّت أو كثرت، من دون أن يحدث انقطاع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير