تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عبدالقادر الأرناؤوط المحدث الحافظ والإمام القدوة.]

ـ[أبوصالح]ــــــــ[25 - 01 - 07, 12:01 ص]ـ

الحمدلله وحده ..

من الناس إذا ذكرتهم افتقدتهم ..

وأحدهم هو الشيخ المحدّث أبومحمود عبدالقادر الأرناؤوط – رحمه الله -.

هذا مقالٌ عنه .. يكشف ربّانية هذا العالم الفاضل.

يُذكر أن للشيخ حلقة مسجلة من برنامج صفحات من حياتي الذي يقدّمه ويعدّه الأستاذ فهد السنيدي. أتمنى أن لو تُرى الحلقة مؤرشفة في الانترنت.

المصدر: موقع الألوكة.

http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=346

قبلَ زُهاء خمسَ عشرةَ سنة انتسبتُ إلى المعهد الشرعيِّ لطلاَّب العلوم الإسلاميَّة (الأمينيَّة سابقًا)، الدَّوام الصَّيفي، وأنا يومئذ طالبٌ في المرحلة الثانويَّة، وكان اسم الشيخ عبد القادر الأرناؤوط مُدرجًا في جَدول الحِصَص المقرَّرة، مدرِّسًا لمادَّتَي الفقه ومصطلح الحديث، وقد سبقَت شهرةُ الشيخ إلى أُذُنيَّ، قبل أن أبصرَه بمقلَتَيَّ، فكنت أسمعُ من زملائي الطلاَّب الثناء العطرَ عليه، وأنه أحدُ كبار علماء السنَّة في عَصرنا.

رسمتُ للشيخ صورةً في نفسي، فكنتُ أتوقَّع أن أرى شيخًا تحفُّه أُبَّهَةُ المشيخَة المصطَنعَة التي اتَّخَذها بعض أشياخ عصرنا، تراهُم يمشون في زَهْو وعُجْب كالطَّواويس، والناسُ متعلِّقون بأذيالهم، يحيطون بهم من كلِّ جانب، يتسابقون إلى تَقبيل الأيدي، والتمسُّح بالثياب، والفَوز بعبارة ثناء.

دخل علينا الشيخُ بتواضع جَمٍّ، وجلس على كرسيِّ التدريس، مرحِّبًا بنا في بداية هذه الدورة الصيفيَّة الجديدة بكلمات تَفيض رقَّةً وأُنسًا، بلهجَة أب غَيور شديد الحرص على بَنيه، كنت أُصغي إلى كلماته العَذبة الصادقة وأكاد أسمعُ معها وَجيب قلبه، وأتأمَّل في وجهه فأرى في قَسماته أماراتِ الصدق والتقوى مُشعَّة بادِيَة، زادت حُمرةَ وجهه جمالاً على جمال، وكانت عيناه الزرقاوان تلتمعان ذكاءً كنجمَين مضيئين أو جوهرتَين كريمتَين نادرتَين، وقد زاده الله بَسطةً في العلم والجسم، فكان ممتلئَ الجسد، قويَّ البنيَة، كما امتلأ فقهًا وحكمةً وعلمًا، ووالله لقد ملأت صورةُ الشيخ نفسي هَيبةً وتوقيرًا وإجلالاً.

مَدَحتُكَ بالحَقِّ الذي أنتَ أهلُهُ ومِنْ مِدَحِ الأقوامِ حَقٌّ وباطِلُ

لم أنقطع عن هذه الدورات العلميَّة الصيفيَّة ستَّ سنين متتالية، وكانت دروسُ الشيخ فيها أحبَّ الدروس إلي؛ لما فيها من فوائدَ علميَّة، ونصائحَ تربويَّة. قرأنا عليه فيها غيرَ كتاب من كتب مصطلح الحديث، وبحقٍّ لقد بهَرَنا الشيخ بقوَّة حفظه وحُضور ذهنه، وبخاصَّة حفظُه لمتون الأحاديث، ولوَفَيات رواة السنَّة. وقد حبَّب إلينا في دروس الفقه العملَ بالحديث الصحيح، وعدمَ التعصُّب لاجتهادات الفُقَهاء المخالفة للأدلَّة الصحيحَة الصريحَة، وكذلك وجَّه أنظارنا إلى أهميَّة علم المصطَلح، الذي يعدُّ السبيلَ لتمييز السنَّة النبويَّة، ومعرفة صَحيحها من سَقيمها.

توثَّقَت صلَتي بالشيخ مع الأيام، وازددتُ منه قربًا، وما كنت أشعرُ معه إلا أنني مع أبي الرحيم الشفيق، وما أكثرَ ما كنت أرتادُ مكتبتَه العامرةَ التي فتح أبوابَها لتكون مثابةً لطلاب العلم، أبحثُ في كتبها عن بعض المسائل الشرعيَّة، أقضي فيها ساعات، من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء، أسأله عن كلِّ ما يَعرض لي من مسائلَ تعتاصُ علي، وأنتفعُ بما يجيب به سائليه من ضُيوف وطلاب علم ومُستَفتين.

ومع اغترابي في السنوات الأخيرَة عن الشام، لم أنقطع عن شيخنا المفضال، فقد كان من أوَّل من أسعى إلى لقائه في زياراتي لدمشق، وكذا كنتُ أحرِصُ كلَّ الحرص على لقائه كلَّما زار الرياض.

جُمهور سيرته العَطرَة

أَرومَتُه واسمُه:

ترجعُ أصول شيخنا إلى يوغسلافيا من بلاد البُلقان، فقد ولد في قرية (فريلا/ vrela) من إقليم كوسوفا، سنة 1347هـ الموافق سنة 1928م، وسمَّاه أبوه باسم: قَدْري، غير أنه أطلق على نفسه في أوائل شبابه اسم: عبد القادر الأرناؤوط، وبه اشتُهر بين الناس، وهو الاسمُ الذي يثبتُه على أغلفة كتبه وتحقيقاته، غير أن اسمَه بقي في الأوراق الرسمية: قَدْري بن صُوقَل الأرناؤوط، أما نسبُه العالي فهو: قَدْري بن صُوقَل بن عَبْدول بن سِنان بْلاكاي الأرناؤوط.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير