["المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع" عرض ونقد،،]
ـ[محمود الجيزي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 05:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
من الكتب القيمة جدًا في مجال الببلوجرفيا العربية "المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع"، الذي صنعه د. محمد عيسى صالحية، في إطار مشروع كبير يتولاه "معهد المخطوطات العربية"، الذي تولى تكليف وإعانة "صالحية" كما تولى نشر "المعجم" وذلك منذ عقد التسعينات من التاريخ الميلادي، فقد ظهر الجزء الأول من الكتاب سنة 1992م، وتتابعت أجزاؤه بعد ذلك،،
وفي الآونة الأخيرة توفر الكتاب بصيغة: ( PDF) في الملتقيات العلمية الشرعية، فأحببت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع؛ فذكرت ماوقفت عليه من فوائده، تعميمًا للفائدة، وتيسيرًا للانتفاع بالكتاب ..
ولندلف إلى داخل الكتاب لنلم بشيء من منهجه في هذه العجالة قبل الشروع في عرض طريقته وما عليه من ملاحظات:
...
قسم المؤلف عمله هذا إلى خمس أجزاء؛ مرتبًا مادة المعجم على أسماء المصنفين، ومرتبًا هذه الأسماء على اسم الشهرة بقطع النظر عن الاسم الحقيقي للمؤلف، وهو يذكر في مطلع ذكر كتب المؤلف اسمه قدر الطاقة، وسنة وفاته لكن بالرقم (وقد يقع فيه تحريف، فلا تركن إليه دومًا).
وقد كان تقسيم الأجزاء على النحو التالي:
الجزء الأول: (ا - ث)،
الجزء الثاني: (ج - ذ)،
الجزء الثالث: (ر - ظ)،
الجزء الخامس: (م - ي)،
وتلاحظون أنني تركت بياضًا للجزء الرابع؛ وذلك أنه لم يطبع في حين طباعة الكتاب لأنه فقد في أثناء حرب العراق مع الكويت.
...
وبعد أن صدر المعجم أعقبه "معهد المخطوطات العربية" بإصدار مستدركين عليه؛ هاك بيانهما:
المستدركان مصنفهما غير جامع الأصل؛
فالمستدرك الأول:
صنعه وقدم له/ هلال ناجي راجعه وصنع أثباته/عصام محمد الشنطي
يبدأ بحرف الألف ... وينتهي بحرف الثاء (أ - ث).
والمستدرك الثاني:
صنعه/ د. عمر عبد السلام تدمري
يبدأ بحرف الجيم ... وينتهي بحرف الذال (ج - ذ).
(ومن ثم فالاستدراك لم يشمل جميع حروف الهجاء المرتب عليها الأصل)
وكلا المستدركين له فهارس علمية ممتازة ومفيدة وليس كذلك الأصل فإنه عار تمامًا عن الفهارس
اكتفاء بترتيب أسماء المؤلفين على حروف المعجم.
...
والآن وبعد هذا العرض السريع للكتاب وذيوله؛ أرى أن من أراد أن ينتفع بـ"المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع"؛ لابد أن يحيط علمًا بما يأتي:
1 - الأصل مع المستدرك عليه ينتهي تاريخ تتبعهما للكتب المطبوعة إلى سنة 1996م بحد أقصى، ومن ثم فمن رام كتابًا طبع بعد هذا التاريخ فليس المعجم مظنة بحثه .. ولا أكتمكم سرًا أنه قد فاتهم مما هو على شرطهم عددًا ليس بقليل وليس بكثير أيضًا .. وهذا لا ينقص من قيمة هذه الدرة العلمية النفيسة لأن هذا راجع لطبيعة البشرية ونقص الإنسانية.
...
2 - وبما أن مادة المعجم مرتبة على أسماء المؤلفين المشتهرة - كما سبق ذكره - وبقطع النظر عن الكنى ونحوه ا (أبو .. ابن .. إلخ) - فهنا لابد من لفتة هامة:
إذا كان المؤلف الذي تبحث عن كتبه له عدة أسماء للشهرة فإن لم تجده في اسم فقدر أنه في غيره، تظفر به؛ فالحافظ ابن حجر، تظفر به في (الحاء) "حجر" ولا تظفر به في (العين) شهرته الأخرى "العسقلاني".
وفي الحقيقة كان ينبغي أن يكون من تمام هذا العمل وضع إحالات للقارئ، حتى لا يسبق إلى ظنه عدم وجود مبتغاه إن رامه في مكان فلم يظفر به .. وهذه أحد المؤاخذات على المعجم وذيوله.
...
3 - منهج المعجم غير مطرد في استيعاب الطبعات وبيان حالها ... فتارة يكتفي بذكر طبعة للكتاب ويكون له عدة طبعات ... وفي الغالب يذكر كل أو جل طبعات الكتاب ... فالله أعلم هل وقف على الطبعات الأخرى، ولم ير من شرطه الاستيعاب (يعني الطبعات دون الكتب)، أم لم يقف عليها فلذا لم يذكرها ... لذا لا ينبغي أن يقتصر الباحث على ماذكره من طبعات فإن المطابع على وجه الأرض تلد في كل لحظة مولودًا جديدًا .. ولايمكن للجامع أن يستبع مهما وفر له من إمكانات لكن حسبه أن يقارب ... وهذا مافعله صانعوا المعجم.
وعليه فلا يحسن بالباحث المستفيد من المعجم أن يظن أن الطبعة المذكورة ليس هناك غيره ولا خير منها.
...
4 - ولم أظفر -فيما أذكر - بذكر المؤلفات من النساء في طيات المعجم (؟؟) ولست أدري ما علة ذلك.
...
5 - ولم أتيقن بالضبط إلى أي سنة يستوعب المعجم أسماء المصنفين، لكنه بكل حال لم يعرج على كتب المعاصرين، وأغلب ظني أنه وقف عند حدود سنة 1300هـ .. وذلك أني لم أقف على ذكر أحد من المؤلفين بعد هذا التاريخ؛ فقد وقفت فيه على ذكر مؤلفات الشوكاني المتوفى سنة 1255هـ.
والقصد أن من طلب كتابًا لمعاصر فليس المعجم من مظان بحثه.
...
وبقيت عندي أمور أخرى وملاحظات تحتاج إلى تمحيص واستقراء، وربما جد عندي غيرها وأنا أراجع الكتاب .. فإذا حدث ذلك ذكرتها بإذن الله،،
دمتم بحفظ الله،،