إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ((الجن:26 - 27) وهو سيدهم سيد الرسل وإمام المرسلين وخاتم النبيين ليس بإنسان عادي، كذب الترابي.
(8) عدم قبول الترابي بالأحاديث الصحيحة إلا بعد عرضها على العقل!!!
وأخيراً يَرَى الدكتور الترابي أن بعض أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام أو أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام كلها لا تُقْبَل حتى تُعْرَضَ على العقولِ ما قَبِلَ العَقْلُ قُبِلَ وما رَدَّه العقلُ رُدَّ ويقول:" يجب أن نعيد للأصل الأصيل ميزته وهو الدليل العقلي"، الدليل العقلي في زعمه هو الأصل الأصيل وقد فقد ميزته لأن أهل السنة والجماعة والأصل عندهم الدليل النقلي بل عند المحققين الدليل العقلي لا يعارض الدليل النقلي إنْ كَان العقل سليماً والنص صحيحاً لا تعارض بينهما - هذا عند التحقيق - ولكنه يرى أن الأحاديث كلها لابد من عرضها على العقل وقد سبقه إلى هذا الشيخ المودودي الذي وصفه بأنه هو الإمام هذا هو رأيه، أي أن تُوْزَنَ الأحاديث بالأدلة العقلية قبل كل شيء، بناءً على ذلك رَدَّ حديثُ الذباب (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ... الخ الحديث) يقول:" مردود هذا الحديث لأنه مخالف للعقل" والحديث في صحيح البخاري وعند أهل السنن رواه جمع غفير من الصحابة والتابعين إن لم يصل إلى درجة التواتر فهو حديث مشهور ومع ذلك رده الدكتور الترابي بدون تردد لأنه يخالف العقل.
(9) وشهد شاهد من أهلها:
ثم هنا رواية غريبة ووجه غرابتها الراوي لهذه الرواية محمد سرور زين العابدين يقول:"ضمنا مجلس مع الدكتور حسن الترابي قبل إحدى عشرة سنة وسمعته ينكر نزول عيسى في آخر الزمان، فقلتُ- محمد سرور-: له كيف تنكر الحديث المتواتر؟؟، محمد سرور يقول قال للترابي كيف تنكر الحديث المتواتر؟ قال: "لا .. أنا لا آخذ الحديث بأسانيده ولكن اعرضه على العقل وهذا الحديث مخالف للعقل وأنا لا آخذ به"، فرده.
(10) الترابي يأخذ علم الطب من الطبيب الكافر ولا يأخذ من النبي عليه الصلاة والسلام:
وفي حديث الذباب عبارة فاتتني أن ارويها وهي مهمة قال الدكتور:" آخذ ما يتعلق بالذباب وعلم الطب آخذه من الكافر ولا آخذ من رسول الله" عليه الصلاة والسلام، الذي يهز في النفس جرأة الدكتور الترابي أن يذكر الكفر مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، لو قال لا آخذ إلا من الطب لهان الأمر لكنه يقول:"إني اخذ هذا العلم من الكافر ولا آخذ من رسول الله" عليه الصلاة والسلام، احكم بما شئت.
هكذا نقلت لكم بعض النقاط في تجديد الدكتور الترابي في الدين الإسلامي وكلامه وخلاصة القول بأن هذا النوع من التجديد ليس التجديد الاجتهادي الذي أشرتُ إليه بل هذا تجديد تغييري، تغيير للدين وتبديل للدين وليس هو تجديد، ليس كتجديد بعض الزعماء الذين لهم جَمَاعات وجددوا بعض النقاط وطوروا بعض التطويرات ولكن تجديد الدكتور الترابي تجديد تغييري يريد أن يُغَيِّر الدين الإسلامي عقيدة وشريعة وبما يأتي ماذا يريد الدكتور؟؟ هل يريد التحلل من الدين كلياً؟؟ لستُ أدري لأنه لم يظهْر لي أي احتمال أقوله في هذا الباب، إذا كان يريد القضاء على العقيدة وعلى الشريعة وينال من رسول الله عليه الصلاة والسلام بل من الله، ما الذي بقي لديه؟؟، إذا كان لدى الحضور احتمال آخر، وأما أنا بعد أن درستُ ما كتبه الدكتور وما كُتِبَ عنه لم أجدْ أي احتمال يريده هذا الرجل، علماً بأنه ليس بجاهل كان عالماً فاضلاً كاتبا مجيدا ومحاضرا مفيدا لَمَّا كان على استقامته.
فاسأل الله تعالى أن يتوب علي وعليه وعلينا جميعا وان يشرح صدره للإسلام ويرده للإسلام من جديد وأما والحالة على هذه وهو على خطر خطير جدا، اسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق والثبات على الدين.
وصلى الله وسلم وبارك على آله محمد وصحبه.
أيها الإخوة الأسئلة كثيرة ليس بالإمكان الإجابة عليها كلها الآن، ثم إنها بحاجة إلى التحرير بالنسبة لبعضها فأُجِيبُ على ما تيسَّر الآن، ثم أرجو أن أتمكن بوقت آخر أوسع لأفرغها ثم أجيب عليها بعد المراجعة.
الحمد الله وعلى آله وصحبه وبعد نجيب على بعض ما تيسر من هذه الأسئلة الكثيرة، هنا سؤال في غاية الغرابة، وإن كان في وقتنا هذا لا يستغرب شيء.
¥