ـ[محمد الفيضي]ــــــــ[08 - 04 - 10, 07:53 م]ـ
وكذلك:
الردُّ عَلَى "حَسَنِ الترابي"
"ما هكذا يا سعد تورد الإبل"
لفضيلة الدكتور الشيخ العلامة:
محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى-
1349 هـ ـ 1416هـ
عميد كلية الحديث الشريف ورئيس شعبة العقيدة بالدراسات العليا
بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقا
تفريغ: محمد مصطفى الشامي
فلسطين- 1427هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنْ لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء: 1).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب: 70 - 71)
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي، هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الإخوة الحضور أحييكم بتحية الإسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
وموضوع حديثي معكم كما سمعتم شطر بيت، حيث يقول الشاعر:
أوردها سعدٌ وسعدٌ مُشْتَمِلْ
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
وهو مثل يضرب فِي الإنسان الذي يداول لعمل لا يجيده وله فيه خلط وخبط، هما سعدان: سعدٌ فهيم والذي كان يورد الإبل وسعد هذا تزوج وانشغل، وأورد الإبل سعدٌ الآخر بليد لا يجيد أن يسوق الإبل عند ذلك قال فيه القائل:
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
هذا عنوان المحاضرة الخارجي على الغلاف، والعنوان الداخلي للمحاضرة "التجديد بمفهوميه" لنرى في التجديدين ما ينطبق عليه هذا المثل حيث يكون أحد التجديدين بسعد الفهيم، والتجديد الآخر بسعدٍ الذي لا يفهم الأمور ويتخبط.
إذن الموضوع الرئيس للمحاضرة التجديد بمفهوميه، الله سبحانه وتعالى لم يتركْ هذا الدين ليضيع ضياعا ولكن كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام يقيد لهذا الدين من يجدده كلما يحتاج إلى التجديد؛ ولكن الشأن كل الشأن أنْ نفهمَ معنى التجديد فِي هذا الحديث، الدين ثابت - وحي ثابت - إذن الدين في ذاته وجوهره لا يَحتاج إلى التجديد، الذي يَحتاج إلى التجديد موقف الناس من الدين ومفاهيم الناس للدين، قد يطرأ على مفاهيم الناس لدين الله انْحِرَافٌ وخلل وتغيير في مفهوم الدين الذي يُغَيَّر ويَنْحرف فيه المنحرفون ويطرأ عليه ما يطرأ، إذن المفاهيم والتصورات؛ ولكن الدين في حد ذاته دينٌ ثابتٌ لا يطرأ عليه التقادم.
فور وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام حَدَثَ فِي المدينة حَدَثٌ خطير خافت الناس على دينها وخاف الصحابة وفي مقدمتهم الخليفة الأول أبو بكر الصديق أنَّ الناس ترتد وأن الدين ينتهي، حيث بادرت بعضُ قبائل العرب بالارتداد فور وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وبعضهم منعوا الزكاة واستعدَّت الروم للهجوم على المدينة قالوا:"إن الرجل الذي كانوا ينتصرون به قد مات"، وحدث في المدينة وفي نفوس سكان المدينة مالا يُتَصَوَّر، عند ذلك ألهم اللهُ الخليفةَ الأول إلى حلٍّ سليمٍ وسريع؛ ولكن هذا الحل عند الآخرين لم يكن محل اقتناع، رأى أبو بكر أولَ عمل يعمله للقضاء على هذه الفتنة المتوقعة أنْ يُنَفَّذَ جيش أسامة، وجيش أسامة أكثر أهل المدينة وفيهم كبار الصحابة ومنهم أبو بكر ورأى غيره من مستشاريه في مقدمتهم عمر رضي الله عنه تأخير تنفيذ هذا الجيش قالوا: حتى يستتب الأمن الداخلي، كيف نغزو الخارج ونحن خائفون من الداخل؛ ولكن أبا بكر أصر إصرارا على الرُّغْم من اتفاق الصحابة جميعاً على خلاف رأيه وقال أبو
¥