[يتقدمهم الغنيمان والعمر والعبداللطيف .. بيان لعدد من العلماء عن معرض الكتاب لعام 1431هـ]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[08 - 04 - 10, 07:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد كان المهتمون بالكتاب من أهل العلم وغيرهم يترقبون معرض الكتاب لهذا العام 1431هـ، لا سيما بعد أن وُعدوا من المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام بأن يكون حال هذا المعرض أفضل مما كان عليه في الأعوام السابقة من حيث خلوّه من الكتب المحرمة ومن سائر المنكرات، ولكن ما أن انعقد هذا المعرض في المدة من 16ـ26/ 3/1431هـ حتى فوجئ الجميع بأنه في السوء كالمعارض السابقة التي أشرفت عليها وزارة الثقافة والإعلام إن لم يكن أسوأ منها، ويمكن إجمال المخالفات فيما يلي:
أولها: الإذن ببيع جميع الكتب في المعرض ورفعُ الحظر عن جميع المنشورات الإعلامية دون استثناء، فنتج من جرّاء ذلك أن بيعت كتب الزندقة والإلحاد المحادّة للإسلام وكتب اليهود والنصارى وجميع الملل المنحرفة، وكذا كتب الحداثة والرذيلة والشعر الماجن (الأدب المكشوف) والروايات المفسدة للدين والأخلاق، وهذا مناقض لنظام الحكم في البلاد الذي ينصّ على اعتماد الإسلام في كل شؤونه، ومناف لخصوصية المملكة بلاد الحرمين وقبلة المسلمين، بل بيعت في المعرض الكتب السياسية الطاعنة في حكومة هذه البلاد ورجالها، وكل ذلك موثق، بل صرح وزير الثقافة والإعلام في صحيفة الجزيرة الصادرة في يوم الخميس 25/ 3/1431هـ أنه لم يصادر أي كتاب من المعرض، بل إن الوزير نفسه ـ كما جاء في صحيفة الوطن الصادرة يوم الاثنين 22/ 3/1431 ـ دعا إلى جلب كتب أحد رموز الضلال والرذيلة، وتساءل عن سبب تغييبها عن المعرض، مع أنها كتب منحرفة وصدرت فيها فتاوى ومقالات.
ثانيها: أن كثيراً من الذين صُدِّروا في هذا المعرض في نشاطاته الثقافية وفي فعاليات التكريم وفي منصّات الإهداء هم من الصحفيين ومن أنصاف المثقفين وكتّاب القصص التافهة وروايات الرذيلة، وأجلبت الصحف في الدعاية لمؤلفاتهم زوراً وتلبيساً، في حين هُمِّش أعيان البلاد وهم الواجهة المشرقة لها؛ من علماء الشريعة وأساتذة الجامعات وأصحاب التخصصات النافعة للأمة من الأطباء والمهندسين وغيرهم.
ثالثها: فتح باب الاختلاط في عدة صور؛ منها قيام بعض النساء بالبيع، والعرض في بعض الأركان، وإجراء المقابلات مع الرجال، كما عمّ الاختلاط فيه الزائرين من الرجال والنساء، وصارت أكثر أيام المعرض من نصيب الاختلاط، مما نتج عنه مماسّة الرجال للنساء، وبذلك انكفّ أكثر النساء عن المعرض حياءً من مزاحمة الرجال، وحفاظاً على أعراضهنّ، فحُرمْن من الكتاب في أكبر سوق له، بينما كانت الحال في المعارض السابقة أنه يخصص لهنّ أيام خاصة بهنّ، فلا يدخل معهنّ رجل، حتى الباعة يكنّ من النساء، ولا ندري ما الداعي للسماح بالاختلاط غير المنضبط بالآداب الشرعية في المعرض!
وحيث إن هذا المعرض استمر على هذا المسلك خمس سنين لم يتغير عن منهجه، بل إنه يزداد سوءاً عاما بعد عام؛ فإنه ـ إن بقي على هذه الحال ـ جدير بالمقاطعة من قبل دور النشر والزائرين.
وإن الموقعين إذ يشكرون سمو النائب الثاني ـ وفقه الله ـ على صدور أمره بمنع الاختلاط ومصادرة الكتب المخالفة فإنهم يطالبون بمحاسبة الذين لم يعملوا بموجبه وأخروا إمضاءه حتى لا ينفذ، كما يطالب الموقعون بأن يعاد الإشراف على معرض الكتاب إلى وزارة التعليم العالي كما كان في أعوام سلفت، وتقوم عليه لجنة موثوق بها حتى يمكن تلافي أخطاء المعرض ومشكلاته، وذلك باستبعاد الكتب المحرمة، ومنع المكتبات المعروفة بالتوجه المنحرف من المشاركة، ومنع حضور الأشخاص المعروفين بالفكر المنحرف.
نسأل الله أن يحفظ هذه البلاد، ويوفق ولاة الأمر فيها إلى ما يحب ويرضى، وأن يجعلهم أولياء لأوليائه تعالى أعداءً لأعدائه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
أسماء الموقعين على البيان:
1. فضيلة الشيخ/ د. عبدالله بن محمد الغنيمان
رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقاً
2. الشيخ/ أ. د.ناصر بن سليمان العمر
المشرف العام على موقع المسلم
3. الشيخ/ د. عبدالرحمن الصالح المحمود
الأستاذ في قسم العقيدة بجامعة الإمام سابقاً
¥