تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المكتبات العربية في لندن .. تحتضر]

ـ[عبدالله الوشمي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 03:00 ص]ـ

هذا تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط عن المكتبات العربية في لندن

أحببت نقله للإخوة الكرام نظرا لما احتواه من معلومات مفيدة

[المكتبات العربية في لندن .. تحتضر]

7 منها أغلقت في فترة قصيرة .. والبقية تبيع الأقمشة والمكسرات .. إلى جانب الكتب

لندن: إيمان الخطاف قبل بضع سنوات خلت، كان زوار العاصمة البريطانية لندن من المثقفين العرب يحرصون أثناء سفرهم إليها على شراء مجموعة من الكتب العربية النادرة، أو الممنوعة في بلدانهم، وهو ما شجع على تأسيس عدة مكتبات عربية في لندن، تركز بعضها في نقاط حركة السياح العرب. إلا أن معظم هذه المكتبات لم تستطع الصمود، إذ أغلقت 7 مكتبات عريقة أبوابها بصورة مفاجئة خلال العقد الأخير، وكانت البداية مع إغلاق «مكتبة الوراق» الواقعة في منطقة همرسميث، غربي وسط لندن، والشهيرة بالكتب التراثية القيمة.

يبدو أن إغلاق «الوراق»، الناتج عن ارتفاع الالتزامات المالية في بريطانيا، وتراجع القوى الشرائية، قرع جرس الخطر، معلنا دخول بقية المكتبات العربية مرحلة حرجة. وحقا، أغلقت أبوابها «مكتبة الكشكول»، التي كانت تتبع «دار رياض الريس» اللبنانية المعروفة، وبذا غابت شمسها عن منطقة نايتسبريدغ الراقية، وشكل إغلاقها صدمة للسياح العرب من محبي القراءة والتسوق من المكتبة التي كانت تبعد خطوات قليلة عن متجر «هارودز» الشهير.

وقبل نحو سنة ونصف السنة، أغلقت كذلك «مكتبة الأهرام»، التابعة لـ «مؤسسة الأهرام» المصرية، وكانت تقع في شارع إدغوير رود الملقب عن جدارة بـ «شارع العرب»، بالإضافة إلى إغلاق مكتبات أخرى، مثل: «مكتبة الماجد»، و «مكتبة الهاني»، و «مكتبة الشروق»، و «مكتبة الرافد». وهكذا، لم يتبق اليوم من المكتبات العربية في لندن سوى «دار الساقي» الواقعة في شارع ويستبورن غروف، والتي تكافح هي الأخرى من أجل البقاء. أمين جواد، مدير «مكتبة الساقي» اللندنية، شرح في حديث لـ «الشرق الأوسط» أن «احتضار المكتبات العربية المهاجرة راجع لثلاثة عوامل هي: الضعف العام في معدلات القراءة، وارتفاع أسعار الكتب في لندن مقارنة بالدول الأخرى، إلى جانب عامل اللغة». وأردف «الشباب العرب الموجودون في لندن أصبحوا يهتمون بالقراءة باللغة الإنجليزية أكثر من العربية»، مبديا تخوفه من إمكانية أن يأتي يوم لا يعود القارئ العربي يجد فيه مكتبة تروي ظمأه في العاصمة البريطانية.

مما يذكر أن «الساقي» تعد أول مكتبة عربية تؤسس في لندن وذلك عام 1997، (أي قبل 13 سنة)، وهي تضم بين أرففها مئات الكتب المتنوعة، ما بين الفلسفة والسياسة والفكر، وكتب الأديان والمذاهب، إلى جانب تخصيص ركن كبير للروايات العربية، وآخر متخصص في كتب قضايا المرأة، وقسم الشعر المعاصر، وعلم النفس وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى كتب الاقتصاد والنفط، وبعض الكتب الإنجليزية المهتمة بمنطقة الشرق الأوسط.

من جهة ثانية، لعل أبرز ما يلفت انتباه زائري مكتبات لندن العربية المتناقصة العدد هو الارتفاع الباهظ في أسعار الكتب. فمثلا، روايات الدكتور غازي القصيبي يتراوح ثمنها بين 10 إلى 20 جنيها استرلينيا، بارتفاع يتجاوز نحو 150 في المائة عن أسعارها في المملكة العربية السعودية. ويجتاح هذا الارتفاع المؤلفات القديمة أيضا، فمجموعة «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» للمزّي تبيعها «الساقي» بـ380 جنيها استرلينيا (نحو 600 دولار)، في حين تصل قيمة «موسوعة قبائل العرب» لعبد الحكيم الوائلي إلى 125 جنيها استرلينيا (195 دولارا)، أما «رسائل ابن عربي» (7 أجزاء) فتباع بـ80 جنيها استرلينيا (125 دولارا).

ويرجع أمين جواد الارتفاع الباهظ في أسعار الكتب العربية المهاجرة إلى ارتفاع تكلفة شحنها، ومصاريف توفير الكتاب نفسه، وهو ما يجعل أسعار الكتب تتضارب في ما يمكن وصفه بـ «البورصة الثقافية» بين مكتبة وأخرى. بينما يتحفظ عن وصف دكاكين الكتب العربية المتبقية في لندن بـ «المكتبات»، مبررا ذلك في كونها تبيع إلى جانب الكتب سلعا أخرى مختلفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير