تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

.. ولا أدرى كيف يقال ذلك فى حديث الذباب مع قوله صلى الله عليه وسلم، فيه: "فإن فى أحد جناحيه داء وفى الآخر دواء"؟ وقد أتى رسول الله "بأن" التى هى للتأكيد!!

وكيف يكون هذا الأسلوب المؤكد من قبيل الظن والتخمين فى أمر دنيوى؟!

بل كيف يكون قوله صلى الله عليه وسلم: "من تصبح بسبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" (2) من قبل الظن والتخمين فى أمر دنيوى؟! إن معظم أحاديث الطب-إن لم تكن كلها- إنما ساقها صلى الله عليه وسلم، مساق القطع واليقين مما يدل على أنها بوحى من الله - سبحانه وتعالى -0

والطب طبان: طب القلوب والأديان، وبه جاء الأنبياء والمرسلون - عليهم الصلاة والسلام - وطب الأبدان، وهذا نوعان: نوع روحانى كالرقى والدعوات، ونوع مادى جسمانى كالاستشفاء بالعسل، والتمر والحبة السوداء، والكمأة ونحو ذلك (3).


(1) سبق تخريجه ص 452.
(2) أخرجه البخارى"بشرح فتح البارى"كتاب الطب، باب الدواء بالعجوة للسحر10/ 249رقم5768 5769، ومسلم "بشرح النووى" كتاب الأشربة، باب فضل تمر المدينة 7/ 250 رقم 2047، من حديث سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه واللفظ لمسلم.
(3) انظر: الطب فى السنة للدكتور محمد السنهورى الفصل السادس (مشكلات أثيرت حول بعض الأحاديث والرد عليها) ص330 - 335.

ووظيفة النبى صلى الله عليه وسلم، أولاً وبالذات هو طب القلوب والأديان، ولكن شريعته وسنته قد اشتملت على الكثير من طب الأبدان سواء أكان روحانياً أم جسمانياً (1)، وليس أدل على ذلك من الآيات القرآنية العديدة التى تتحدث عن ذلك كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (2).
والآيات القرآنية التى تتحدث عن تطور الجنين فى بطن أمه فى سورة المؤمنون وغيرها (3).
والآيات العديدة التى تتحدث عن الطهارة، وخطورة إتيان الرجل زوجته الحائض حتى تطهر. قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} (4).وقوله تعالى فى طب عسل النحل: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} (5)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير