المعروف، وتقتني المكتبة أيضاً (20) نشرة من هيلوكيوت البريطانية الخاصة ببداية الرحلات الاستكشافية الأوربية حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وهذه المجموعة تعد من المجموعات الأولى عن الشرق الأوسط الواصفة لشواطئ العربية والبحر الأحمر ورحلات ابن بطوطة. كما استطاعت الحصول على المكتبة الخاصة لإمام جامع باريس الشيخ حمزة أبو بكر لمقتنياتها منذ أعوام قليلة، وهي عبارة عن مكتبة متكاملة بها (170,17) عنوانًَا تقع في (19,821) مجلداً، من كتب ودوريات ومخطوطات ومجموعة من الوثائق والكتب النادرة المهمة باللغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية، كما يوجد بها مصاحف فاخرة. وكذلك هي دائما حريصة على اقتناء المكتبات القيمة من أي مكان كانت، وخاصة التي تحتوي على معلومات عن منطقة الجزيرة العربية عامة والمملكة السعودية خاصة.
وفي دولة الإمارات العربية:
يعد مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي – من المراكز المتخصصة في الحفاظ على التراث، فهو هيئة خيرية أنشئت في إبريل عام 1991م – من أكثر الهيئات عناية بالمكتبات الخاصة، حيث تميزت مكتبة المركز باقتنائها لمجموعة من المكتبات الخاصة التي أنشأها واستفاد منها علماء وأدباء ومفكرون، ثم آلت إلى مكتبة المركز لتثريها بالكثير من الكتب والنوادر والاختيارات الجيدة , إضافة إلى التعليقات والحواشي العلمية التي دونها صاحب المكتبة على كتبه في أثناء المطلعة التي هي غالبا ما تكون تعبيراً عن رأيه العلمي سواء كان ذلك نقداً أم شرحاً أم إضافة أم توضيحا.
أما عن طرق وصول هذه المكتبات إلى المركز فهي متعددة، فمنها ما وصل إلى المركز على سبيل الوقف والصدقة الجارية, ومنها ما أهدي للمركز ومنها ما وصل إليه بالشراء، ومن هذه المكتبات ما كان من مصر ومنها ما كان من بلاد الشام، ومنها ما كان من بلاد المغرب، ومنها ما كان من دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها.
وقد تجاوزت هذه المكتبات أربعين مكتبة خاصة , منها ما كان صاحبها عالماً في اللغة و الأدب فجمع في مكتبته عيون كتب الأدب، ومنها ما كان صاحبا عالماً بالعلوم الشرعية فجمع في مكتبته أمهات كتب هذا الفن، ومنها ما جمعت أهم كتب التاريخ وعلم الآثار؛ لأن صاحبها كان متخصّصاً بتلك العلوم.
وقد ألزم مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث نفسه بالمحافظة على كل مكتبة من هذه المكتبات كما كانت عند صاحبها , دون أن ينثر عقدها الذي نظمت فيه، وما ذاك إلا محافظة على هذه المجموعة واعترافاً بفضل ذلك العالم الذي بذل جهده ووقته في علم وتعلم وتعليم، وترك لنا هذه المكتبة شاهداً على فضله وسبقه، وذلك لأن لكل مكتبة خاصة لها طابعها الخاص ورونقها الذي تزهو به، ولأجل ذلك فقد. وقد تعهد المركز هذه المكتبات بالعناية والصيانة والترميم والفهرسة لتكون متاحة للباحثين والدارسين كافة.
وفي فلسطين:
ورغم الاحتلال الواقعة تحت وطأته البلاد، إلا أن مكتبة بيت المقدس أبت إلا أن تكون شامخة شموخ المدينة التي تحتويها، فكما تحدت المدينة الاحتلال وحافظت على عروبتها، فقد عملت في الوقت نفسه على الحفاظ على عروبة أبنائها وتراثهم، حيث ضمت العديد من المكتبات الخاصة بداخلها، حيث تضم المكتبة بداخلها 20350 كتابًا، وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام: الأول وهو ما كان في مكتبة دار كتب المسجد الأقصى، وكانت 4000 (أربعة آلاف) كتاب، والثاني مجموعة قامت بشرائها دائرة الأوقاف الإسلامية وهي 4000 (أربعة آلاف) كتاب كذلك، وأما باقي الكتب فكانت كلها عبارة عن مكتبات خاصة اقتنتها المكتبة بعد وفاة أصحابها، وعلى الرغم من ذلك فقد ضاع الكثير من الكتب بسبب عوامل الاحتلال، ونقلت مئات المخطوطات إلى الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا.
كانت هذه بعض الصرح التي تعمل على الحفاظ على المكتبات ولعلنا لاحظنا أنها اشتركت جميعها في عجز الميزانية، فهل تتحرك الدول لتخصص جزءا من ميزانياتها، ووضع الأمر على أجندة الأولويات.
المكتبات الخاصة في أوروبا
¥