تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[همام الحارثي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:01 م]ـ

الهَوامِل الهَدْلقيّة ..

عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق

تولّاك الله - أبا حيّان - بلُطفٍ منه حيث كنت .. وأعاذك من فتنة الباطل , ونَصَر بك الحق , وجعل ماأنت فيه من رفعةٍ شاهداً لك على حضيض شانئك , وما أنت عليه من كريم الطبيعة ذابّاً عنك لؤم شاتمك , ودفع عنك بما تعلمتَه هذه الحزازات الحاكّة , وبما دريتَه هذه اللجاجات الصاكّة , نعم .. وألهمك مواقع رشدك في أمورك كلها , حتى تكون حالك مقرونةً بالأفضل من قولك , ومعقودةً بالأمثل من عملك , وبعد: فكتابي - أيدك الله - نصصتُه إليك أسألك فيه عما بليتُ به في أيامي الفارطة من هذه الأنفس الذّبابيّة , لم كانت تقع على الشيء فتتركَ أذاها؟ ماالحامل لها على الوقوع , والنازع بها إلى الأذى؟

ولم كانت مع هذه النّحيزة البغيضة والعلّة الدَّوِيّة أضعف من أن تثبت , حتى إنها ربما هربت من شَبَه الظّلّ؟ وما السّر في أن بعض من أكرمه الله من بني آدم يأبى هذه الكرامة فلا يزال في ثُغاءٍ ورُغاء , وهو يعلم أن ذلك إنما هو من حِلية ذوات الأربع من هذا الهَمَل؟

وما السبب في أنك تجد الغَمَر من الصِّبْية أصرحَ عقلاً من بعض من شاب عُثنونه؟ وما بال الرجل يُشامُّ أهلَ العلم ويشرَكهم فيه ماشاء له الله , ثم إنه إذا تحدّث بعدُ أو كتب كان هو والأكّار من نَبَط السّواد كفرسيْ رهان , أعني في الجهل والحمق لا في السَّبَق والمضمار؟

ثم - أبا حيان - ماهذا الشرّ الثّاجُّ من ثعَب هذه الأنفس المريضة؟ والقيحُ النّازُّ من ثبَج هذه الذوات الكريهة؟

حتى لترى أحدهم يكدح ليله ويتعب نهاره ويبري حاله؛ ثم لايجعل وَكْده إلا في حرب أهل الفضل , والشغبِ على أرباب المروءات , وهو لو صرف شيئاً مما هو فيه إلى أن يعمل كما يعملون إذن لأنجح كما أنجحوا .. ماشأنه - لحاه الله - تشتدّ قدماه فتمشي الفراسخ إذا كان حاسداً وَضِر النفس , ثم إنها ترتخي مفاصله وتتثنى أطرافه - عياذا ً- فلا يقوى على أن يطفر الخطوة والخطوتين إذا هو سلك سبيل الخير .. حدّثني؛ من أين - حرسك الله - مدده القوّة في الأولى؟ وكيف - حماك الله - خذلانُه في الثانية؟

هذا ما أنهاه الخاطر - أبا حيان - في هذه النازلة , وأما سجال العلم كما علّمتنا فإنما يكون مع أهل العلم , وأما من يلحن لحنَ الصّبية في المكتب , ولا يعرف حاقّ الهمزة من موضعها؛ ويورد البيت ذكره أهل العلم في كتبهم كحصى البطحاء ثم لايقيمه على وجهه؛ فما أحراه بالزّجْر والتجاهل حتى لا يتقحّم فيما يؤذيه من كبار العلم وعُظْم مسائله , وهو - والله - لن يظفر منا بما يحلم به من هذا ولو صرخ إلى يوم يبعثون .. وإنما كنتُ - أبا حيان - حُدّثتُ أنك قد وافيتَ بغداد منصرفَك خائباً من بعض من كنتَ قصدتَه؛ فأحببتُ أن أتحفك بهذه الطريفة وزندك وارٍ يقدح شرراً على أهل النقص , وخبيئتك تتلظى غضباً من حال الردى؛ علّنا أن نظفر منك بنادرةٍ تخلّد بها صاحبنا كما كنت جعلت الوزيرين أُضحوكةً في فم الزمان .. وكتب: عبدالله الهدلق , من القرن الخامس عشر من الهجرة , والناس على ماعهدتَ منذ ألفٍ ونيّف , مازادهم أمد الأيام إلا سوءاً على سوء , والسلام ..

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 04:04 م]ـ

مما علقتُ به على هوامل الشيخ:

إيه يا أبا أحمد!!

لا أراك-أطال الله في السلامة بقاك- قد أتحفتَ أبا حيان بطرفة إلا بقدر ما عزيته عما لاقاه في دهره، ولا أظنه يقرأ رسالتك إلا وعينه تهمل بالدمع فرحاً أن أنجاه الله من هذا البلاء الذي وصفتَ، ولا أظن نفسه تبقى كئيبة كما هي عادته؛فمن رأى بلوى غيره هانت عليه (بلوته) ..

وبعض الخلق يهون عليه القِران لمكان لين جانب مثلك، ولكنه يجهل أن قِرن الحليم إذا غَلُظ أودى، ولربما طمع ابن اللبون في بيض الأنوق،وهو بدر السماء لا يُنال، ولو ناله لم يستطع له صولة فهي هلكة نفسه ..

وبعد ..

فعد عن ذا يا أبا أحمد؛ فتلك أيام لم يعد يحجز الأذى فيها عن أهل العلم غلاء ورق ولا فقدُ ناشر فكثر الغثاء وعم البلاء، وذو العقل يشقى ..

ـ[السليماني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:12 م]ـ

إخواني الفضلاء:

حين رأيت مقابلة الشيخ الباحث الشرعي عبد الله الهدلق -أسأل الله لى وله الهداية -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير