وحكم الرجلِ على الآخر بمثل ذلك ـ وإن كان غير صواب ـ لا يدل على قلة فقه وعقل كما تقرر، وإلا لزم منه أن أئمتنا ليس لهم كبير فقه ولا عقل فيما لم يصيبوا فيه، سواء في الحكم على الرجال، أو في الأدلة على المسائل.
وكم زكي من غير زكي، واغتر بغير تقي؟!
ولا أعني أن الفاضل الهدلق من أولئك لا والله، أحمي سمعي وبصري، فلا أعلم إلا خيرا.
ثم ثانيتك: في غير محلها، بل كلامي في سياقه إذ الترويج هنا للفاضل وكتبه، وما أعجب به أولئك الفضلاء من نقله، أردت أن أبين أن هذه التي أعجبتهم ـ وهم طلاب علم شرعي ـ ليست بذاك ولا تستحق كل هذا العناء والجهد، فخير منها ما في "الفتح".
ولم يكن في لفظي ولا مفهومه: أن الفاضل الهدلق لا يعرف إلا تلك أو هو في معزل من كتب العلم!
أما ثالثتك: فهي أعجبها وأغربها إذ عقلتَ على لفظي:
(وهذه التصانيف الكثيرة المجرودة (ككتب التراجم الذاتية التي أخبر أنه جمع منها ما يملأ قبة الصخرة) أكثرها غثاء، وهراء، وقصص، ومجون إلخ، لا تفيد قارئها علما ولا إيمانا، ولا فكرا ولا اتساعا في علوم الشريعة، التي عُظِّم هذا الفاضل مِن أجلها).
بقولك:
(زعمك أن كتب السير الذاتية والتراجم ونحوها من مادة اطلاع الهدلق هو مما لا ينفع، وهذا زعم كاذب ورجم بالغيب ومن جنس قول الذين قالوا: لو كان خيراً ما سبقونا إليه والقاريء المطالع لهذه الكتب يجد فيها من تجارب الخلق ما يعتبر به وينتفع به، وهو بعض مقاصد قصص القرآن وأخبار الأولين، ولا أعلم في الوحي ولا الإجماع ما يمنع أن يصل العاقل الفقيه حبل معرفة أخبار الأمم وتجارب أبنائها).
قارن بإنصاف تعليقك بكلامي، فأنا كتبتُ: (أكثرها .. لا تفيد قارئها علما ولا إيمانا، ولا فكرا ولا اتساعا في علوم الشريعة، التي عُظِّم هذا الفاضل مِن أجلها).
فأين هذا من تعليقك؟!
ولا أدري كيف تقارن ما قص الله في القرآن من عبر مستخلصه مما به عظيم العظه، بكتب تراجم الراقصات والمغنين والفنانين ونحوهم من سقط العباد .. أليس ما في القرآن والسنة وكتب أهل العلم مغنيا عن كتب الراقصات والمغنين وأشباههم من الأراذل؟
وكونك لا تعلم في الوحي ما يمنع، فلعله غفلة عما في هذه الكتب، أليس في جملة منها صور النساء المتبرجات وربما المتعريات، والدعوة الي الفجور والترويج له، ومثل هذا وأسوء مما لا يخطر ببال من لم يطلع عليها؟
وهنا شباب عزاب أغرار إغراؤهم بمثل هذا وتمجديه، يجعلهم يحاكونه؛ فيصدهم ذلك عن ذكر الله والإيمان والتقوى.
وهل فعل هذا الأئمة المقتدى بفعالهم؟!
لو كان ما يفعله الفاضل الهدلق لم ينشر ولم يصفق له؛ لهان، فأعلمُ أن مثله ذوو عدد، لكن شأنهم خاص لم يروج لفعالهم، ولا خطر على النشء من ذلك.
وفي هذ القدر كفاية.
وفق الله المشاركين للعلم النافع.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 07:16 م]ـ
بارك الله فيك ..
هذا تكرار لنفس أفكار مشاركتك الأولى وليس بسطاً للحجة ..
وتكرار للحديث عن الخيرية،وبينا متى تكون هذه الخيرية صواباً ومتى لا ..
ونفيتَ العلم، ونحن بالتجربة والحس والمشاهدة استفدنا علماً وأدباً وإيماناً من تلك المطالعات وأقله = استبانة سبيل المجرمين، والاعتبار بصوابهم وخطئهم ..
ثم تكرار للحديث عن طريق حكم الأخ وبينا أن هذا الطريق لا يمكن نفي إفادته مطلقاً فكان الإعراض عن مثل هذا أولى وأسلم للصدر ..
ومما يدل على نقص التصور حديثك عن صور المتبرجات والعاريات، ولا أدري من أين أتيت بهذا، وكتب التراجم والسير الغربية ونحوها لا يوجد شيء من هذا فيها إلا النادر الذي لا حكم له، وفي مكتبتي ما يزي عن خمسمائة مجلد في الأدب والتراجم والسير والفلسفة الغربية لا يحضرني الآن عشرة مجلدات فيها ما تزعم ..
وقدمنا أن تراجم أولئك تراد لما فيها من النفع الذي يقدره الفقيه فينقل لأمته النفع صافياً فيعمل ورثة الأنبياء بعمل الأنبياء ..
وأما الحذر من دخول غير الفقيه في هذا،فلو اقتصرت عليه = لم نعقب عليه ..
وأظن أن وجهتي النظر اتضحتا بما تقدم ..
ومرة أخرى: شاكر لك حسن قصدك ..
ـ[أحمد الرشيد]ــــــــ[04 - 11 - 10, 12:39 ص]ـ
وفيك بارك الله
ولم أقل إني سأبسط الحجة بل كان أكثر تعليقك ناتج عن عدم فهم لكلامي، لذا كان إيضاحا للتقرير فقط.
وأراك تعيد أني نفيت العلم، وتطلق مع أن كلامي مقيد وقد كررته ..
أما نفيك لصور المتبرجات والعاريات، وتقييدك الكتب بـ (الغربية)، وكونه نادر لا حكم؛ فهو عجب على عجب، وإن كان القصد (التمثيل) بما تلك من المحاذير التي نفيت أن يكون في الوحي ما يدل عليه.
وإن كان هناك غيرها؛ كإضاعة الوقت الذي هو أغلى ما عند المسلم بهذا الكم من كتب الساقطين، وإضاعة المال في مثل هذه المصارف مما يستحق صارفها عند السلف أن يحجر عليه، وما في هذا الكتب من شبهات وشهوات وغيرها، وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة، أما استبانة سبيل المجرمين، فليست بحاجة إلى قراءة سيرة راقصة ومغن ولاعب وفاسق، فقد بان سبيلهم قبل قراءة تراجمهم.
شكرا لك!
¥