[القول الراجح أهميته و حكم العمل به]
ـ[نصار بن محمد المرصد]ــــــــ[11 - 02 - 07, 02:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه.
أما بعد:
فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ نصار المرصد حفظه الله، في مسألة ضرورة العمل بالقول الراجح، و وجدته قد أورد أدلةً في ذلك، و نقل أقوال الأئمة و العلماء، و عمل على الترتيب و التنسيق.
و هذه مسألة مهمة لاسيما في هذا العصر الذي انتشر فيه التحزب بين المسلمين و عاد فيه التعصب، و كثير من المتعصبين قد يأخذون بالمرجوحات لأغراض سياسية و أهداف دنيوية يلبسونها لباس الدين؛ لذلك كان الإسهام في بيان ضرر ذلك، و دعوة من وقع فيه من المسلمين للعودة إلى الصواب نوعاً من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و تواصياً بالهدى و الحق.
أسأل الله أن يرزقنا السداد و الرشاد، و جزى الله الكاتب خيراً.
محمد الصادق مغلس
صنعاء 5/ 6/1425هـ
22/ 7/2004م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، اللهم صلي و سلم عليه و على آله و صحبه و سلم.
أما بعد:
إن الدين الإسلامي، دين اليسر و رفع الحرج و دين التخفيف و الرحمة و الوسطية و الاعتدال، و قد بيّنت نصوص الوحيين – القرآن و السنة – ذلك، قال تعالى: ((يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر)) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn1))، و قال سبحانه: ((ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج)) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn2))، و قال: ((و ما جعل عليكم في الدين من حرج)) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn3))، و قال عز وجل: ((ذلك تخفيف من ربكم و رحمة)) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn4))، و قال: ((يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الإنسان ضعيفاً)) ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn5)). و قال – صلى الله عليه و آله و سلم: ((أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة)) ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn6))، و قوله – صلى الله عليه و آله و سلم: ((إن الدين يسر و لن يشاد الدين أحدٌ إلاّ غلبه)) ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn7)).
و تتجلى مظاهر اليسر في دين الإسلام في عدة أمور أجملها علماء الإسلام في عدة قواعد أذكر منها: عدم التكليف بما لا يطاق، و المشقة تجلب التيسير، والضرورات تبيح المحظورات و الضرر يزال و غيرها.
و لكن تحت دعوى التيسير و الوسطية و الإعتدال ظهرت طائفة من المسلمين تساهلت في كثير من الأحكام و تأولتها و ذلك لفهم خاطىء لهذه الخصيصة التي تميزت بها الشريعة الإسلامية " و من مظاهر هذا الفهم الخاطىء لقضية اليسر أنك تجد من يبحث في كل مسألة عن أخف الأقوال و أسهلها بدعوى التيسير على الناس، فتراه يقول برأي الإمام ابن حزم في إباحة الغناء و رأي الحنفية في عدم اشتراط الولي في عقد الزواج .. " ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn8))، و من مظاهر الفهم الخاطىء لقضية اليسر أيضا القول بأن اختلاف العلماء في مسائل الخلاف يسوغ للمرء أن يأخذ بأيّ قول يريد سواءً كان راجحاً أم مرجوحاً.
فأحببت أن أبين هذه المسألة راجعاً إلى الكتاب و السنة و فهم السلف لها، و ناقلاً لأقوال الأئمة في ذلك.
خطة البحث
قسمت البحث إلى ثلاثة مباحث كالتالي:
المبحث الأول: تمهيد: و فيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: تعريف الترجيح و الراجح.
المطلب الثاني: أهمية العمل بالقول الراجح.
المطلب الثالث: أسباب ترك العمل بالراجح، و العمل بالمرجوح.
المبحث الثاني: حكم العمل بالقول الراجح و الإفتاء به: و فيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: أدلة العمل بالقول الراجح من القرآن.
¥