تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1. إتباع الهوى: فقد سُمّي أهل البدع أهل الأهواء، لأنهم اتبعوا أهواءهم فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الإفتقار إليها، و التعويل عليها، حتى يصدروا عنها، بل قدموا أهواءهم، و اعتمدوا على آرائهم، ثم جعلوا الأدلة الشرعية منظوراً فيها من وراء ذلك، و أكثر هؤلاء هم أهل التحسين و التقبيح و من مال إلى الفلاسفة و غيرهم، و يدخل في غمارهم من كان منهم يخشى السلاطين لنيل ما عندهم، أو طلباً للرياسة، فلابد أن يميل مع الناس بهواهم و يتأول عليهم فيما أرادوا – حسبما ذكره العلماء و نقله الثقات من مصاحبي السلاطين. ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn27)) و اتباع الهوى في الأحكام الشرعية مظنة لأن يحتال بها على أغراضه فتصير كالآلة المعدة لاقتناص أغراضه كالمرائي يتخذ الأعمال الصالحة سلماً لما في أيدي الناس و بيان هذا ظاهر و من تتبع مآلات اتباع الهوى في الشرعيات وجد من المفاسد كثيراً. ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn28)) مع أن المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبداً لله اختياراً كما هو عبد لله اضطراراً و الدليل على ذلك أمران:

· الأول: النصوص الصريحة الدالة على أن العباد خلقوا للتعبد لله والدخول تحت أمره و نهيه، كقوله تعالى: ((و ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون .. ) و قوله تعالى: ((و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها .. )).

· و الثاني: ما دلّ على ذمّ مخالفة هذا القصد من النهي أولاً عن مخالفة أمر الله، و ذمّ من أعرض عن الله، و إيعادهم بالعذاب العاجل من العقوبات الخاصة بكل صنف من أصناف المخالفات، و العذاب الآجل في الدار الآخرة. و أنّ أصل ذلك اتباع الهوى و الإنقياد إلى طاعة الأغراض العاجلة و الشهوات الزائلة. فقد جعل الله اتباع الهوى مضاداً للحق وعدّه قسيماً معاكساً له كما في قوله تعالى: ((يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) و قال تعالى: ((فأما من طغى و آثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى) و قال في قسيمه: ((و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) و قال: ((و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى))، فقد حصر الأمر في شيئين الوحي - و هو الشريعة - و الهوى فلا ثالث لهما، و إذا كان كذلك فهما متضادان إذ حين تعين الحق في الوحي توجّه أنّ الهوى ضده، فاتباع الهوى مضاد للحق، قال تعالى: ((أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم) و قال: ((و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات و الأرض و من فيهن) و قال: ((أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و اتبعوا أهواءهم) و قال: ((أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله و اتبعوا أهواءهم)). ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn29))

2. الإنهزامية في محاولة تليين الإسلام ليوافق رغبة الإنسان و هواه أو ليوافق الواقع: و هذا ما نراه واقعاً في غالب المنهزمين في زماننا، فإنهم لهزيمتهم النفسية أمام استعلاء الكفر و استكباره يعمدون إلى لي أعناق النصوص لتوافق رغبات الناس و أهوائهم، أو ليوافق الواقع المخالف لشرع الله، حتى يظهروا بصورة حسنة أمام دول الكفر العالمي. إذ يعجز أحد هؤلاء - على سبيل المثال - عن تقديم الحكم الشرعي المستمد من قول النبي – صلى الله عليه و سلم: ((لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn30))، فيقول: كيف نستطيع أن نقدم الإسلام و منه هذا الحديث لأهل بريطانيا مثلاً و قد استطاعوا أن يحققوا بعض مطامحهم برئاسة مارجريت تاتشر. إن هذه الإنهزامية في تقديم الإسلام الحق كما أراده الله لنا سبب رئيسي في دفع كثير من العقول إلى الإعراض عن بعض النصوص. ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn31)) لذا يجب علينا أن نقف كثيراً مع آيات الولاء و البراء، و أقف هنا مع قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تخفي صدورهم أكبر .. )) فالله ينهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير