فهو كتاب عظيم؛ إلا أنه لما كان مرجعاً ضخماً أطال مؤلفه بذكر المسائل والاعتراضات، ولم يرتَّب ترتيباً منسجماً بل تفرقت فيه المسائل والموضوعات .. الأمر الذي حدا بالإمام الغزالي رحمه الله لاختصار «المختصر» وترتيبه أحسن ترتيب، وتهذيبه أحسن تهذيب؛ حرصاً منه على تقريبه للراغبين، وتسهيلاً للحفظ على الطالبين.< o:p>
فهو من جملة كتب المذهب الشافعي الأمَّات التي من حقها أن يحتفل بها ويعتنى بشأنها.< o:p>
ومن توفيق الله تعالى ورغبةً في خدمة هذا الكتاب المبارك قام محققنا الدُّكتور أمجد رشيد محمد علي باختيار هذا السفر الكريم ليكون أطروحته لنيل الدكتوراه، فبذل الوسع في العناية به، حتى أخرجه محققاً تحقيقاً علمياً، فازداد بذلك حسناً على حسن، وصار ولله الحمد كتاباً نفيساً داني الجنى، وتحفةً ثمينةً، إذ حققه وضبطه ضبطاً محكماً، وعلق على ما لا بد من التعليق عليه.< o:p>
وها هي دار المنهاج تزفّ هذا السفر الجليل لقرائها الكرام راجين من الله القبول.< o:p>
والله الموفِّق والمؤيِّد< o:p>
39- حاشية الجرهزي
على «المنهج القويم على مسائل التعليم» < o:p>
تأليف:
الإمام العلامة الفقيه المحقق عبد الله بن سليمان الجرهزي (1128 - 1201 هـ)
عني به:
اللجنة العلمية بمركز دار المنهاج للدراسات والبحث العلمي< o:p>
موضوع الكتاب: فقه شافعي
رقم الطبعة: الأولى من نوعها
عدد المجلدات: 1
مقاس الكتاب: 25 سم
نوع الورق: أبيض
نوع التجليد: مجلد فني
عدد الصفحات: 900 صحيفة
عدد ألوان الطباعة: لونان
وزن النسخة الواحدة: 1300غ
سنة الإصدار: 1431هـ - 2010م
سعر النسخة:
• بالريال السعودي: 60 ريالاً
• بالدولار الأمريكي: 16 دولارات< o:p>
إنَّ «المنهج القويم بشرح مسائل التَّعليم» لتاج الفقهاء المتأخِّرين، وعمدة العلماء المحقِّقين ابن حجر الهيتميّ .. قد تضافرت همم فحول الفقهاء على إيضاح طرَّته، وكشف اللِّثام عن وضاءة طلعته، فتفنَّنوا في تحبير الحواشي عليه، وأبدعوا في التِّبيان، وأوضعوا في حلبة الإتقان.< o:p>
وكان ممن سلك مهيع هؤلاء النُّبلاء، وتأسَّى بصنيع هؤلاء النُّجباء، فأماط الأستار عن محيّا هذا الشرح: العلاَّمة عبد الله بن سليمان الجرهزي الزبيدي، فأتحف كلَّ شافعيٍّ بحاشيته، وأبان فيها عن جودة فقهه وعبقريَّته.< o:p>
ولئن كان «المنهج القويم» قد حظي بالعناية الفائقة الَّتي تتناسب مع رفعة الماتن والشَّارح، وتوافي عظيم الانتفاع بهما .. فإنَّ الحواشي على تعدُّدها ليست متساوية في الأساليب، ولا متَّحدة في المقاصد، ولا متضارعة في تناول الجزئيَّات، بل يصدق عليها قول العلماء: (ما أغنى كتاب عن كتاب).< o:p>
ولا سيَّما وأنَّ من قواعد الحواشي: أنها لا تلتزم إيضاح كلِّ النُّصوص، بل ذلك شأن الشُّروح.< o:p>
لذلك فقد تعثُر على كنوز علميَّة في هذه الحاشية، وعلى فوائد أُخرى في تلك ... وهلُمَّ جراً.< o:p>
ولحاشية الجرهزي خصائص ترفعها على بساط الأهمِّيَّة إلى درجة أنَّ بها نقولاً عزيزة تغيب عن كثيرٍ من الطَّلبة، وهي متَّسمة بطابع التَّحقيق، وناشرة من ثناياها عبق التَّدقيق.< o:p>
وأهمُّ هذه الخصائص على الإطلاق، وأعمُّها فائدة بالاتفاق: أنَّ العلاَّمة الجرهزي يعيِّن المعتمد عند الشَّافعيَّة من القولين أو الأقوال في المسألة، ويشفعها بذكر ما يدعم المعتمد غالباً، وهذا الصَّنيع من أجلِّ المقاصد، وأنفع الفوائد، ولا سيَّما لطلبة العلم المبتدئين؛ إذ يرشدهم إلى القول المنصور في المذهب، الجدير بالاعتماد.< o:p>
وبعد:< o:p>
فإن دار المنهاج قد جعلت جلَّ اهتمامها منصباً على استخراج الكتب من عالم المخطوطات، ونظمها في سِمْط المطبوعات، بعد القيام بتحقيقها التَّحقيق العلميّ المرضيّ، بواسطة لجنة علميَّة متخصِّصة؛ خدمة للعلم ونفعاً للأُمَّة، في زمن استشرى الجشع الماديّ، فأخرج تراثنا مشوَّهاً يدعو بالويل والثُّبور، وعظائم الأمور، وما يَشُذُّ عن ذلك إلاَّ من يعرف قدر العلم، ويجلُّ تراث الأقدمين.< o:p>
والله ولي التوفيق< o:p>
¥