تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجزاكم الله خيرا.

ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 12 - 10, 10:05 م]ـ

الشيخ ماهر حفظه الله .... سؤال متطفل ..

قرأت فى صحيح بن خزيمة لكم تصحيح حديث "حفظت من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين .... "من رواية الحسن عن سمرة والحسن لم يصرح بالتحديث .. وقرأت كثيرا أن الحسن مدلس ولم يسمع من الحسن الا حديث العقيقة أو ما صرح بسماعه.

فممكن تبين لى هذا الامر أو تحيلنى على أية مؤلف لك ناقشت به هذه المسألة.

وجزاكم الله خيرا.

منقطع: الحسن لم يسمع من سمرة بن جندب إلا حديثاً واحدً، وهو حديث العقيقة، والباقي وجادة من كتاب سمرة الذي كتبه لبنيه، وهذا هو الراجح إن شاء الله، والذي يوفق بين أقوال من قال: إنه سمع منه، ومن قال: لم يسمع منه، ومن قال: سمع حديثاً واحداً، ومن قال: يروي وجادة من كتاب.

قال علي بن المديني: ((سماع الحسن من سمرة صحيح)) (1)، وقال البخاري: ((سماع الحسن من سمرة بن جندب صحيح)) (2)، وقال مسلم: ((سمع أبا بكرة وأنس بن مالك وسمرة)) (3)، وكذا صحح غير واحد من الأئمة سماعه منه، منهم: ابن خزيمة، وابن الجارود، والترمذي، والطحاوي.

بينما قال شعبة بن الحجاج: ((لم يسمع الحسن من سمرة)) (4)، وقال الأثرم: ((قلت لأبي عبد الله: ما تقول في سماع الحسن من سمرة؟ فقال: قد أدخل بينه وبينه الهياج 0 (5) بن عمران، وما أراه سمع منه)) (6)، وقال يحيى بن معين: ((لم يسمع من سمرة حرفاً قط)) (7)، وسئل عن لقائه فقال: ((لا)) (8)، وقال ابن حبان: ((لم يسمع من سمرة شيئاً)) (9)، وإلى هذا ذهب قوم آخرون منهم: ابن المنذر، وابن حزم.

وقال يحيى بن سعيد القطان: ((أحاديث سمرة التي يرويها الحسن عنه، سمعنا أنها من كتاب)) (10) وقال يحيى بن معين: ((لم يسمع الحسن من سمرة شيئاً، وهو كتاب)) (11)، وقال البرديجي: ((الحسن عن سمرة ليس بصحاح إلا من كتاب، ولا يحفظ عن الحسن عن سمرة في الصحيح حديثاً، يقال فيه حدثنا سمرة إلا حديثاً واحداً، وهو حديث العقيقة)) (12) وقال عبد الغني بن سعيد الأزدي: ((لا يصح للحسن عن سمرة إلا حديث واحد)) (13).

وقال الدارقطني: ((الحسن مختلف في سماعه من سمرة، وقد سمع منه حديثاً واحداً، هو حديث العقيقة)) (14) وقال البيهقي: ((أكثر أهل العلم بالحديث رغبوا عن رواية الحسن عن سمرة، وذهب بعضهم إلى أنه لم يسمع منه غير حديث العقيقة)) (15)، وقال النسائي: ((الحسن عن سمرة كتاباً، ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة)) (16)، وقال البزار: ((والحسن يقال إنه لم يسمع من سمرة إلا حديثاً واحداً، وإن كان تركه؛ لأنَّه رغب عنه، ثم إنه بعد تبين له صدقه فصار إلى منزله بعد فأخذ هذه الصحيفة فرواها عنه، والذي يصح أنه سمعه من سمرة حديثاً حدثناه إسحاق ... ثم ذكر حديث العقيقة)) (17).

فبعد هذا كله يمكن حمل قول من قال: سمع منه، على أنَّه سمع حديث العقيقة وهذا ثابت، ومن قال: يروي وجادةً من كتاب بنيه، ومن قال: سمع حديثاً واحداً فقط، فيحصل منه ذلك أنه سمع منه حديث العقيقة فقط، والباقي وجادة.

فعلى هذا يكون حديثاً منقطعاً ضعيفاً، إلا أنَّ هناك إشكالاً ليس بالهين، وهو أنه وقع في بعض روايات الحديث ما يدل على سماع الحسن من سمرة في هذا الحديث، فكيف يكون هذا وارداً مع ما تقدم، وجواب هذا الإشكال أنَّ الرواية التي جاء فيها ما يدل على السماع هي روايةٌ خطأ أخطأ فيها أحد الرواة، وباقي الرواة لا يذكرون هذا الأمر.

حيث روى هذا الحديث هشيم، قال: أخبرنا منصور ويونس، عن الحسن، عن سمرة بن جندب: أنه كان إذا صلى بهم سكت سكتتين: إذا افتتح الصلاة، وإذا قال: ((ولا الضالين)) سكت أيضاً هنيّة. أخرجه الإمام أحمد في ((مسنده)) 5/ 23.

وموضع الإشكال في قوله: ((إذا صلى بهم)) أي: ما يدل على أنه سمع منه هذا الحديث.

وظاهر الإسناد الصحة؛ إلا أنَّ ذكر ما يدل على السماع خطأ من أحد الرواة، وهذا مقطوع به، أما تحديد الخطأ من أي راوٍ فيحتاج لمزيد من التدقيق والنظر في الأسانيد. فقد يكون الخطأ من هشيم نفسه، حيث خالف كل من:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير