هذا العبقرى ألّف الصارم المسلول وغيرَه من حفظه فلله درّه
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[22 - 02 - 07, 01:03 ص]ـ
قال البزّار فى الأعلام العلية
"ومن أعجب الأشياء في ذلك أنه في محنته الأولى بمصر لما أخذ وسجن وحيل بينه وبين كتبه صنف عدة كتب صغارا وكبارا وذكر فيها ما احتاج إلى ذكره من الأحاديث والآثار وأقوال العلماء وأسماء المحدثين والمؤلفين ومؤلفاتهم وعزا كل شئ من ذلك إلى ناقليه وقائليه بأسمائهم وذكر أسماء الكتب التي ذكر فيها وأي موضع هو منها كل ذلك بديهة من حفظه لأنه لم يكن عنده حينئذ كتاب يطالعه ونقبت واختبرت واعتبرت فلم يوجد فيها بحمد الله خلل ولا تغير ومن جملتها كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول وهذا من الفضل الذي خصه الله تعالى به"
قلت: وقد قارنت بعض المواضع التى نقل فيها أبو العباس كلام بعض العلماء فى كتبهم من الصارم المسلول فخرجت بنفس النتيجة التى أشار إليها البزار
واخترت أصعب الكتب حفظا وهو الأم للشافعى وهذا نموذج منه:
قال أبو العباس فى الصارم: والمنصوص عنه في الأم انه قال اذا أراد الامام ان يكتب كتاب صلح على الجزية كتب وذكر الشروط الى ان قال وعلى ان احدا منكم ان ذكر محمدا او كتاب الله او دينه بما لا ينبغي ان يذكره به فقد برئت منه ذمة الله ثم ذمة امير المؤمنين وجميع المسلمين ونقض ما اعطي من الامان وحل لامير المؤمنين ماله ودمه كما تحل اموال اهل الحرب ودماؤهم وعلى ان احدا من رجالهم ان اصاب مسلمة بزنى او اسم نكاح او قطع الطريق على مسلم او فتن مسلما عن دينه او اعان المحاربين على المسلمين بقتال او دلالة على عورات المسلمين او ايواء لعيونهم فقد نقض عهده واحل دمه وماله وان نال مسلما بما دون هذا في ماله او عرضه لزمه فيه الحكم .... إلخ
وهذا النص نفسه من الأم للشافعى:
إذا أراد الامام أن يكتب كتاب صلح على الجزية _ثم ذكر الشافعى الشروط _
ثم قال:وعلى أن أحدا منكم إن ذكر محمدا صلى الله عليه وسلم أو كتاب الله عزوجل أو دينه بما لا ينبغي أن يذكره به فقد برئت منه ذمة الله ثم ذمة أمير المؤمنين وجميع المسلمين ونقض ما أعطى عليه الامان وحل لامير المؤمنين ماله ودمه كما تحل أموال أهل الحرب دماؤهم، وعلى أن أحدا من رجالهم إن أصاب مسلمة بزنا أو اسم نكاح أو قطع الطريق على مسلم أو فتن مسلما عن دينه أو أعان المحاربين على المسلمين بقتال أو دلالة على عورة المسلمين وإيواء لعيونهم فقد نقض عهده وأحل دمه وماله، وإن نال مسلما بما دون هذا في ماله أو عرضه أو نال به من على مسلم منعه من كافر له عهد أو أمان لزمه فيه الحكم .... إلخ
قارن بين النصين تجد الفارق قليل جدا ولعله من اختلاف النسخ لا من حفظه
وهذا نموذج آخر فى الأحاديث قال أبو العباس فى الصارم:
"الحديث الخامس ما روى عبد الله بن قدامة عن ابي برزة قال اغلظ رجل لابي بكر الصديق رضى الله عنه فقلت اقتله فانتهرني وقال ليس هذا لاحد بعد رسول الله
رواه النسائي من حديث شعبه عن توبة العنبري عنه
وهذا هو النص نفسه من سنن النسائى:
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ عَنَزَةَ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ
أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقُلْتُ أَقْتُلُهُ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ لَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وبالجملة هذا الإمام أتعب من بعده
فاللهَ أسأل أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأفره
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الكريم
وشيخ الإسلام ذكر في هذا الكتاب تخريجات أصحاب الشافعي، وبين اختلافهم عليه في فروع هذه المسألة، وأن بعضهم أخطأ في الحكاية عن الشافعي، وأن منصوص مذهبه خلاف ما فهموا منه، وبين موضع الخطأ عندهم، وبين السبب في وقوع الوهم عندهم، إلى غير ذلك من مواضع التدقيق التي تحتاج إلى ذكاء خارق، وخبرة واسعة.
وعادة البشر في الغالب أنه يندر أن يُبَرِّزَ الإنسان في الحفظ والذكاء معا، وهذا الإمام قد جمع الله عز وجل له بين الأمرين على أعلى ما يكون.
فسبحان من يعطي بلا حساب!!
وقد قال فيه بعضُ معاصريه:
( ........... ولقد صَدَّقَ بحفظه ما كنا نسمعُه عن الحفاظ الأوائل ....... )
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:46 ص]ـ
ومن مميزات هذا الكتاب كما في مقدمة تحقيقه:
1 - اشتمل الكتاب على أكثر من 250 حديثاً، وعلى أكثر من مائة أثر.
2 - اشتمل على أسماء علماء أهل السنة والجماعة وغيرهم، حيث وصل عدد الأعلام المذكورين في هذا الكتاب إلى أكثر من ستمائة علم.
3 - اشتمل على أسماء كتب من مصادر ومراجع مهمة بلغت أربعين كتاباً مصرحاً بذكر أسمائها، واشتمل على الكثير من الكتب والعديد من المصنفات التي لم يصرح بذكر اسمها، بل اكتفى بذكر أسماء مصنفيها.
رحمه الله
¥