دروس بعض الأشاعرة في جدة (ومنهم محمد الصابوني في مسجد بن لادن) أصابها تراجع شديد حتى أنقرض أكثرها والحمد لله , فقد قامت سوق علمية تكشف عوارهم.
بدأت مسائل علمية تُنَاقشُ بقوة (مصادر التلقي , أساليب الدعوة , موقف أهل السنة من أهل البدع , اسلوب التدين والتنسك , العلم والدعوة وكيف يتم التوفيق بينها ..... ).
كان درس الشيخ سفر الحوالي واحة غناء ورافة الأرجاء طيبة الأنداء.
الطلاب من حي الكندرة والبلد والكيلو والنزلة وغليل والسبيل والجامعة وكثير من الأحياء الأخرى , وأحياء شمال جدة بشتى فروعها.
بدأت التسجيلات الإسلامية تقبل حول مسجد الأمير متعب , فتحت دور المكتبات التجارية , قامت تجارة من غريب في جدة , تجارة للكتب والأشرطة العلمية , أكثر روادها ومؤيديها طلاب ومحبي الشيخ الحوالي.
لم تعد التجارة مقتصرة على الملاهي والمنكرات , ولا حاجات المنزل الضرورية والعادية , لقد قفزت لتكون حاجة الأمة لنشر الوعي والعلم والثقافة.
توزع الطلبة على الدورس العلمية بدأت الحياة تنساح على الأرض قليلاً.
سنن أحييت , بدع قمعت , مساجد بنيت , مكتبات خيرية وقفية عرفت , كلمات بعد الصلوات , مواعظ ومحاضرات , لقاءات علمية هنا وهناك , انتشرت الصحوة المباركة لتعم مساجد جدة بفضل الله وحده.
وهكذا عاد لمدينة جدة عصر شيء من مجدها العلمي السوي , الذي شهد نشاطاً ملحوظاً أيام الشيخ محمد نصيف الذي توفي عام (1391) , وكذلك العصر الذهبي لمسجد عَكّاش وإمامه السلفي الشهير (صاحب المصنفات العجيبة في الرد على الصوفية والشيعة والقبوريين ونحوهم) الشيخ محمد بن حسين الفقيه ت (1354).
************
من جوار البيت الحرام خرجت رسالة الشيخ الكبير الحوالي , (العلمانية وخطرها على العالم الإسلامي) , قلبت هذه الرسالة موازين وتحالفات كثيرة , مع فرق ومذاهب شتى!!.
هل أهل السنة والجماعة قادرون على فهم هذه المذاهب كما هي ونقدها!!.
أم أنهم مجرد بقايا من ركام تاريخي عفا عنه الزمن!!.
كانت بعض الأحزاب المنحرفة عن الإسلام من شيوعية وعلمانية وقومية نصبت نفسها (المخلص الوحيد القادر على فهم الحاضر والتعامل معه) , لكن تلك الأنوار السنية كشفت لكل ذي لب أن منهج أهل السنة والجماعة هو المخرج من الضلال والمنقذ من الأغلال , وأن السلف الصالح هم (الجماعة الأم).
وللأسف أيضاً أن بعض الجماعات الإسلامية البارزة ظنت أنها بمنهاجها (القادرة الوحيدة على الشمولية في فهم الإسلام) , وأنها صاحبة الحق والامتياز في مكافحة الأفكار الهدامة.
العلمانيون أصابهم نوع من الذهول , فكيف لشاب في مقتبل العمر أن ينشئ مثل هذا!!.
في سنين معدودة , انبرت الأقلام الشابة السلفية السنية لنشر عقيدة الإسلام , فتارة مع الملاحدة , وتارة مع القوميين , وتارة مع الخرافيين , وتارة مع الأشاعرة , وتارات مع الرافضة , وهكذا ..... يتقدم أهل السنة في كل ميدان (والله متم نوره ولو كره الكافرون).
************
من ذلك الركب المبارك كان الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن صمايل السلمي عضو مركز الدعوة والإرشاد بجدة الذي ناقش رسالة الدكتوراه , التي هي بعنوان (الليبرالية وموقف الإسلام منها) يوم الأربعاء (17/ 10/1427).
في تلك المناقشة الجميلة صرح الدكاترة المكلفون بمناقشة الرسالة بأنها غاية في التميز وأنهم وقفوا منها موقف المستفيد قبل المناقش!!.
جميل أن ينبغ من أهل السنة من يقارع الخصوم , ويبدي جمال السنة , وقبح البدعة , وينشر الخير بين الناس , بدلاً من نشر الظلم والإستعباد و والتحلل الخلقي بين الناس.
الحرية في الإسلام ليست شعاراً ظاهره يخالف باطنه , بل هي رحمة وخير من كل وجه.
والليبرالية التي تدعي الحرية , كل زادت دعوات أصحابها الرأسماليين, زادت معدلات الفقر والبطالة في العالم!!.
وكلما دعوا إلى الحرية الزائفة زادت معدلات العبودية لغير الله!!.
وكلما دعت الليبرالية للسلام , رأينا الجماجم تسحق تحت أقدام الحرية و بإسم الحرية!!.
كلما ازداد أتباعهم في العالم , رأينا النكبات التي تحل في القيم والأخلاق جراء البعد عن السنن الإلهية!!.
صدق الله تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).
خضر بن صالح بن سند
جُدَّة.
19/ 10/1427
ـ[أبوصالح]ــــــــ[12 - 11 - 06, 01:05 ص]ـ
الشيخ خضر بن سند ..
أحسن الله إليك ونفع الله بك.
مواقف كثيرة اختزنتها الذاكرة مع الشيخ عبدالرحيم.
اسأل الله أن يحفظه ويثبته على الحق
فما أجمل عفّة اللسان وصلابة الحق عندما تجتمعا.
ـ[أم البراء]ــــــــ[12 - 11 - 06, 01:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا السرد الجميل الماتع المفيد ..
ولكن لنكن صرحاء .. هل ما زالت جدة اليوم هي جدة الأمس؟ أين المصلحون، ورجال الهيئة لماذا يُمنعون؟!
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
¥