تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف تولد فكرة للبحث العلمي .. (فائدة قيمة)]

ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[10 - 11 - 09, 06:02 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تولد فكرة البحث؟

هذا الموضوع من أهم ما يجب طرقه بل وتدريسه في الدراسات العليا، فالناظر في مناهج كثير من الجامعات - الغربية خاصة - يجد اهتماماً بهذا الموضوع، وقد صدرت فيه كتابات كثيرة، لكنها ليست باللغة العربية ولذلك حري بطالب العلم وبخاصة في مجال العقيدة والمذاهب المعاصرةوالأديان يلم بلغة أجنبية واحدة على الأقل، وقد عرفتُ أحد الباحثين المسلمين من أمريكا قدم بحث ماجستير في الجامعة الإسلامية بالمدينةوأفادني بأن أغلب مصادره كانت باللغة الأجنبية، والبحث كان عن أهل الكلام وآرائهم ...

ثم فيما يخص صلب الموضوع فهذه بعض الأفكار، على أن أحاول الجمع المنظم لمادته وترجمة ما يتعلق به مما صدر في غير اللغة العربية، خدمةً للإخوة والأخوات الباحثين والباحثات وعلى الله قصد السبيل ..

1 - التركيز على جزئية محددة والبعد عن الأفكار العامة الفضفاضة.

2 - كثرة القراءة والمطالعة في المصادر:

* مصادر المادة.

* مادةالمؤتمرات والندوات التي غالباً ما تُجمع في كتاب أومجلة أو فهرس.

* حضورالندوات الفكرية والمشاركة في نقاشاتها.

3 - قراءة توصيات الباحثين في نهايات أطروحاتهم، فقد تذكر أفكار جديرة بالبحث، أو يقترح إكمالبعض الجوانب في البحث لم تستوعب ...

4 - إذا وردت فكرة على الذهن تذيل بالتساؤلات التي تجيب عنها تلك الفكرة، لمعرفة مقدار ماينبغي تناوله أو تركه.

5 - تحديدمحاور الفكرة المراد بحثها، وهذا تابع لما سبق، والتقيد بعدم الخروج عنها.

6 - كتب الأئمة مليئة بالأبواب (أو الموضوعات) التي تصلح للبحث والتدقيق من حيث العرض والمناقشة، فالمحك هو في تحديد تلك الموضوعات، وتحديد خطة بحثهاودراستها ..

إن مرحلة تسجيل بحث لنيل درجة علمية تسبقه خطوة مهمة جداً ألا وهي اختيار موضوعا للبحث، وهذه الخطوة في الحقيقة تشمل ثلاثة استراتيجيات وليست واحدة فقط التي هي اختيار الموضوع، وهي:

1 - اخيتار موضوع معين.

2 - اختيارطبيعة الموضوع ونوعه، أي هل هو من نوع الردودومناقشة أفكار يخالفها الباحث، أو يدافع عنها وينصرها، وهل يرى في نفسه المكنةوالقدرة والصبر على الرجوع إلى مصادر من يخالفهم ويتحمل كتاباتهم وما إلى ذلك ..

3 - تحديد الوجهة الخاصة لمعالجة مسألة علمية واسعة، أومطروقة من زاوية أو زوايا معينة.

هذه كلها قضايا ينبغي أن يضعها الباحث نصب عينيه، وينطلق انطلاقة بعد ذلك ثابتة واضحة المعالم والأهداف.

وهنا ثلاثة تنبيهات:

الأول: على الباحث أن يختار موضوعا يهمه وينجذب إليه، ولا يكن همه هو التسجيل فقط؛ لأنه سيعاني من الموضوع الذي لا يرتضيه في نفسه صعوبات جمة، أخطرها عدم انشراح النفس للبحث والعمل.

الثاني: يختار الباحث موضوعاً يشعر معه بالسعةوالسلاسة، أما ما يستشف منه الحرج والكلفة فلا يفكر فيه أصلا.

الثالث: اعتماد الباحث على الله وحده، ثم على قناعاته وفق وسعه وقدرته، فلا يكن للمشرف أو المرشد سلطان عليه في إلزامه بما لايريده؛ لأن المفروض في الباحث في هذه المرحلة المتقدمة من العلم أن تكون له شخصيته المستقلة والواثقة؛ فمن نتائج التسليم الكلي للمشرف أو للمرشد أن يتحمل المسؤلية وحده في المناقشة، وكم حضرتُ تنصل بعض المشرفين من مسؤولية بعض الأخطاءالمنهجية أو العلمية التي ألزموا بها طلابهم، وترْكِهم طلابهم يواجهون النقد اللاذع دون نصير أو مشفق!!

وهذه الآن بعض الخطوات لاختيار موضوع لبحث علمي، أرجو الله أن ينفع بها ..

فعند اختيار موضوع معين يراعى الآتي:

أولاً: الإلمام بالموضوع المراد بحثه أو المعرفة المسبقة بالموضوع:

فيسأل الباحث نفسه: هل عنده فكرة عن الموضوع (ولو كحد أدنى)؟

وتدخل هنا: الخبرة بالتخصص من حيث متعلقات الموضوع على مستوى الأفكار والقضايا التي تتعلق به أصلا أو تفريعاً، وعلى مستوى التوثيق، أي المراجع والمظان المختلفة.

وهذا يؤدي إلى الخطوةالتالية، وهي: تقدير واقع تلك المتعلقات من حيث الوفرة أو الندرة، فمثلاً: يسأل الباحث: هل مادة ذلك الموضوع متوفرة بحيث تغطي حجم رسالة علمية، أم أنها لا تتجاوزحجم المقالة.

وكذلك المصادر والمراجع الضرورية على الأقل ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير