[ما هو العلاج]
ـ[أبو أحمد الجكني]ــــــــ[27 - 02 - 07, 11:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إخواني في الله أنا بدأت لتوي في طلب العلم إن جاز لي التعبير في ذلك حيث بدأت أتعلم عن طريق الأشرطة الصوتية، لكنني أواجه مشكلتين من زمن في هذا الموضوع وهما:
الأولى: أنني أنسى ما تعلمته وقرأته بعد فترة من الزمن وأرجع كأن لم أتعلم.
الثانية: دائما ما تأتيني وساوس أنني سأطلب العلم رياء وحتى يوقرني الناس وأتخيل فلانا يسأل مسألة فقهية وأنا أجاوب وفلانا آخر يمدحني مع أن نيتي في البداية كانت لرفع الجهل عن نفسي حيث علمت أن هذه هي نية طالب العلم،وقد ترددت كثيرا في طلب العلم بسبب هذه المشكلة إلى أن سألت أحد الشيوخ فقال لي بأن هذه الخواطر من الشيطان وعلي أن أطلب العلم.
وقد مضيت ولله الحمد بالأمس ولكنها ما زالت تأتيني هذه الوساوس.
فأجيبوني بالله عليكم كيف أتخلص من هذه الوساوس وكيف أقوي ذاكرتي وجزاكم الله كل خير
ـ[بلال عزوز التطواني]ــــــــ[28 - 02 - 07, 01:59 ص]ـ
بسم الله الحليم العليم العليم، وصلى الله على من جاء بالدين القويم والمنهج السليم.
أما بعد
فسأرد عليك ردا مؤقتا إلى أن يرد طلبة العلم الحقيقيون عليك أما ردي عليك فمن باب إذا عُدِم الماء جاز التيمم
أما بالنسبة للمسألة الأولى فالحل سهل يسير إن شاء الله
أول سبيل للعلاج: تقوى الله جل وعلا
يقول الحق جل في علاه (واتقوا الله ويعلمكم الله) فهذا وعد من الله لمن اتقاه بأن يرزقه العلم
وما أحسن بيتي الشافعي:
شكوت لوكيعٍ سوءَ حفظي ****فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم أن علم الله نور **** ونور الله لا يُهدى لعاصي (وفي رواية: لا يُؤتاه عاصٍ)
فما رأيت كالمعاصي سببا للنسيان والله يحكي عن صاحب موسى لما فقد الحوت فقال (و ما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) فكلما كنت من الشيطان أقرب كنت من العلم أبعد، وكلما كنت من الله أقرب كنت من الله أقرب
العلاج الثاني لداء النسيان دعوة الرحمن، خلق الإنسان بأن يرزقك فقه السنة والفرقان، بفهم من سبق وكان.
فالدعاء سلاح فعال ودواء لا مثيل له ولكنك لن تجده في الصيدليات (ابتسامة) فعليك بالدعاء فهو مجاني ومضمون
يقول الحق تبارك اسمه وتقدّست أسماؤه (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) فالدعاء الدعاء أيها الحبيب والتمس ساعات الإجابة
وكم يأخذني العجب حين أتذكر قصة ابن تيمية وهو من هو حين كانت تستصعب عليه مسألة فكان يخرج للفلاة ويمرغ وجهه في التراب ويقول: اللهم يا مفهم سليمان فهّمني ويا معلَّم داود علمني
فيفتح الله عليه ويحل المسألة
العلاج الثالث للنسيان التقييد أي تقييد الفوائد والشرائد والنواذر وإذا قرأت كتابا لخِّصه قدر المستطاع
الشِقّ الآخر من العلاج: قيام الليل!!!!!
ستستعجب وتستغرب وتقول قيام الليل؟؟؟؟!!!!!!!
نعم وربي إن قيام الليل مثبت للقلوب، مفتِّح للذاكرة، مُعين على الحفظ ............
وهذا القسم يدخل ضمن قسم التقوى ولكني أفردته نظرا لأهميته
ومن بين الأسباب المعينة على التذكر وعلاج النسيان: العمل بما علِمت
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يحفظون عشر آيات ولا يمرون للتي بعدها إلا بعد أن يعملوا بالعشر الأولى وقد صح هذا عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين رغم أنوف الروافض
علاج آخر وهو تعليم الناس ما تعلمت وقد قيل قديما: العلم يزيد بالإنفاق وستجِد أثر هذا بعد التجربة فإن التذاكر وتبليغ الناس ما تعلمت له أثر عجيب في التذكر فترْسُخ الأمور والمسائل في ذهنِك
وهناك أمور أخرى كتحديد الوقت المناسب للقراءة والحفظ وأفضل الأوقات لذلك ما بعد صلاة الفجر وبعد غروب صلاة المغرب .............
أما بالنسبة للمسألة الثانية: فأقول
لا زال العلماء يتخوفون من الرياء والعجب ..... ولكن يكفيك أخي أن تجاهد نفسك وأن تستصغِر نفسك وتعلم أن ثناء الناس عليك لن ينفعك أبدا
وقد ورد عن أحد السلف (أظنه من السلف) أنه قال: ما جلست في مجلس ونيتي فيه أن أظهر وأن أبزغ بين الناس إلا خرجت مستصغرا مذلولا
فاعلم أن الله جل في علاه هو الذي يرفع من يشاء ويخفِض من يشاء فلن يضرك ثناء الناس إن سَخِط الله عليك، ولن يضرك ذم الناس لم إن رضي الله عنك
ولكن إياك أن يُسقِطك الشيطان في شباكه فتترك طلب العلم بحجة أنك لا تستطيع إخلاص النية
فهذا من وساوس الشيطان ففضل العلم لا تعدِله فضيلة فيما أعلم (إلا أن يكون الجهاد في سبيل الله وهذا أيضا يحتاج إلى العلم لكي يكون صوابا مسددا)
وقد جاء عن أحد السلف أنه قال: طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله
فجاهد نفسك ما استطعت و عليك بالدعاء بأن تكون من المخلصين وكن دوما يقضا حذرا من الشيطان وجنوده فآنذاك ستجد نفسك وقد حققت الإخلاص
وختاما أود أن تعلم أن كاتب هذه الأسطر قد تمثل فيه قول القائل:
طبيبٌ يُداوي الناس وهو عليلُ
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
¥