(5) ما مدى وجاهة النقد الموجه لكل حديث من الأحاديث المطعون بها على وجه التفصيل؟ وما الفهم الصواب الذي يقدم للمسلمين اليوم مراعيا فهم الحديث على ضوء فهم أصول الإسلام وقواعده الكلية؟
الدراسات السابقة ونقدها
من الدراسات السابقة المتصلة بموضوع هذه الرسالة ما كتبه المحدّثون في النصف الأول من القرن الماضي عندما كانت موجة الطعن في أولها، ومن أهم هذه الكتابات:
(1) الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة، تأليف الشيخ المحدّث عبد الرحمن بن يحيى المعلّمي اليماني.
(2) ظلمات أبي رية أمام أضواء السنة المحمدية، تأليف الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة.
(3) دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتّاب المعاصرين، تأليف الأستاذ الدكتور محمد محمد أبي شهبة.
(4) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، تأليف الدكتور الشيخ مصطفى السباعي.
لكن السمة العامة لهذه الدراسات الدفاع عن السنة بشكل عام ومناقشة الطاعنين بها فيما يتعلق بجوانب علوم الحديث المختلفة، وكان حظ أحاديث الصحيحين من الدرس والمناقشة قليلا لكنه متناسب مع حجم النقد في ذلك العصر، بحيث تحتوي كل دراسة على دراسة عدد قليل منها لا يزيد على أصابع اليدين، وجل هذه الأحاديث من التي كثر الكلام حولها قديما وحديثا، وليس الكلام فيها خاصا بمعارضة السنة بالقرآن.
ثم ظهرت بعد ذلك طائفة أخرى من الدراسات، من أهمها:
(1) موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية، تأليف الباحث الأمين الصادق الأمين.
(2) موقف المدرسة العقلية الحديثة من الحديث النبوي الشريف، تأليف الباحث شفيق بن عبد الله شقير.
(3) السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام: مناقشتها والرد عليها، تأليف عماد السيد الشربيني.
(4) عرض الحديث على القرآن، بحث للأستاذ الدكتور ياسر الشمالي.
وما قيل في الطائفة الأولى من الدراسات يقال في هذه إلا أن اهتمام الباحثين بالنقد التطبيقي زاد قليلا خاصة في كتاب الشربيني، ولم يكن حظ معارضة السنة بالقرآن إلا القليل. أما بحث الدكتور ياسر الشمالي فقد تناول ظاهرة نقد الحديث على ضوء القرآن بالدرس والتقويم من ناحية أصولية وتطبيقية، ويصلح بحث الدكتور أن يكون تأصيلا نظريا لموضوع الرسالة؛ فأغنى عن أن أفرده بمبحث مسقل في هذه الدراسة، وسوف أستفيد منه في مناقشة شبهات الطاعنين في تضاعيف الرسالة إن شاء الله.
ميزات هذه الدراسة
وأهم ما يميّز هذه الدراسة الآتي:
(1) استيعاب الجهود النقدية السابقة والبناء عليها وتطويرها بما يتناسب وتطور موجة الطعن المعاصر.
(2) الاهتمام بتقويم طرائق النقد عند الطاعنين المعاصرين الذين ظهروا بعد المرحلة الأولى وتقويم دراساتهم على ضوء البحث العلمي الموضوعي.
(3) جمع أحاديث الصحيحين الخاصة بأسباب النزول والتفسير التي طعن بها المعاصرون بدعوى مخالفة القرآن، ومناقشة هذه الطعون وبيان قيمتها الحقيقية في ميزان النقد العلمي.
(4) إبراز جهود العلماء السابقين في ضبط فهم النص الحديثي ونقده على ضوء القرآن، وبيان قيمتها العلمية، والمقارنة بينها وبين محاولات المعاصرين النقدية.
منهجية البحث
تقوم هذه الدراسة على إعمال ثلاثة مناهج بحثية ()، هي:
(1) المنهج الوصفي: الذي يقوم على استقراء الدراسات المعاصرة التي طعن مؤلفوها في أحاديث الصحيحين بدعوى مخالفة القرآن، وعرضها بشكل مرجعي موضوعي يعتمد إبراز ما يتعلق بالطعون الموجّهه لأحاديث الصحيحين بسبب تعارضها مع القرآن.
(2) المنهج التوثيقي: وذلك باستخراج الأحاديث موضع الدراسة والطعون الموجّهه لها، وتصنيفها في مجموعات تشتمل كل مجموعة منها على الأحاديث التي تتقارب وجوه النقد الموجه لها تجنبا للتكرار وتعميقا للفائدة وجعلها أكثر إقناعا.
(3) المنهج التحليلي: وذلك بتفسير النصوص الطاعنة في الأحاديث وتفكيك عباراتها لإدراك حقيقة الطعن وسببه والأساس النظري الذي يقوم عليه، ثم تقويم هذه الطعون بمحاكمتها إلى قواعد العلم لبيان الغث والسمين منها، ثم استنباط المناهج البحثية التي خدمت دراسات الطاعنين ونقدها على ضوء قواعد البحث العلمي وشروطه.
صعوبات البحث
¥