وكان عدد الرواة الذين درستهم من ناحية الجرح والتعديل ودراسة رواياتهم (287) راويا، وعدد الذين تم دراستهم من ناحية الجرح والتعديل دون دراسة مروياتهم (51) راويا، فيكون عدد الرواة المقبولين من الطبقة الثانية والثالثة هو (337) راوياً, أو يزيد. والله أعلم.
مصطلح "مقبول" عند ابن حجر وتطبيقاته على الرواة في السنن
الأربعة
إعداد الطالب
محمد راغب راشد الجيطان
إشراف
د. حسين عبد الحميد النقيب
الملخص
يختص هذا البحث بدراسة مصطلح " مقبول " وهو من المصطلحات الخاصة بالحافظ ابن حجر في كتابه التقريب, ثمّ تخريج مرويات كل راوٍ من كتب السنن الأربعة, وقد حدد الحافظ شروطه؛ من قلة الحديث، وأن لا يثبت ما يترك حديثه من أجله, وأن يتابع, وجعله الحافظ في المرتبة السادسة من مراتب رواة التقريب, لكن الحافظ لم يبيّن مراده من هذا المصطلح, فانبرى لذلك العلماء؛ فمنهم من اعتبر حديث الراوي المقبول حسناً لذاته, ومنهم من اعتبر حديثه حسناً لغيره ويرتقي بالمتابعات والشواهد, هذا من جهة, ومن جهة أخرى هناك من وجه انتقادات لاذعة لهذا المصطلح وخاصة صاحبي تحرير التقريب.
ومن خلال البحث والدراسة توصلت إلى أنّ الحافظ قصد من الشرط الأول وصف الراوي بأنّه قليل الحديث, ومن الشرط الثاني قصد خلوه من الجرح والتعديل، ولكن ومن خلال سبر روايات مائتين وسبعة وثمانين راويا؛ وجدت أنّ عدد الرواة الثقات منهم تسعة رواة، وعدد الرواة الضعفاء ثمانية رواة، وما تبقى من الرواة والبالغ عددهم مائتين وسبعين راويا هم مجاهيل، هذا من جهة، وأما بالنسبة لشرط المتابعة -والذي لم يلتزم به الحافظ- كان عدد المتابعات لأحاديث الرواة المجاهيل مائة متابعة، منها اثنتان وثلاثون متابعة صحيحة، وثمان وستون متابعة ضعيفة، وكل ذلك أوضحته في جداول خاصة في الفصل الثالث، وأما بالنسبة لخلاصة القول في الراوي المقبول فالأصل فيه الجهالة وهي عند ابن حجر أقل الدرجات، وبناء على ذلك يكون حديث الراوي المقبول- المجهول- ضعيفا، ولا يرتقي وإن توبع من متابعة صحيحة لقلة روايته، وهذه القلة في الرواية كانت سببا من أسباب ضعفه وعدم شهرته وسكوت العلماء على راويها أمثال سكوت البخاري مع علمه بالراوي وبحديثه وبالمتابعة التي له إن وجدت.
وبان لي من خلال الدراسة أنّ مائة وتسعة وستين راوياً يستحقون لفظ ليّن الحديث، لخلو أحاديثهم من متابعات أصلا كما نص الحافظ في مقدمة التقريب: "وإلا فليّن الحديث"، فإن أضفنا من توبع بمتابعة ضعيفة زاد العدد قطعا.
إذن الراوي المقبول الذي وافق شروط الحافظ الثلاثة، هو الوجه الآخر للراوي المجهول، وحكم حديثه الضعف وإنْ توبع بمتابعة صحيحة، توصلت لذلك بالأدلة والبراهين، وأقوال النقاد وصناعتهم الحديثية، وبدراسة وتخريج أكثر من ثلاث مائة وأربعين رواية.
وكان عدد الرواة الذين درستهم من ناحية الجرح والتعديل ودراسة رواياتهم مائتين وسبعة وثمانين راويا، وعدد الذين تم دراستهم من ناحية الجرح والتعديل دون دراسة مروياتهم اثنين وخمسين راويا، فيكون عدد الرواة المقبولين من الطبقة الثانية والثالثة هو ثلاث مائة وأربعين راوياً, أو يزيد. والله أعلم.