ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 03 - 03, 05:35 م]ـ
17 - قال ابن القيم: (فإن المحبة إما محبة اجلال وتعظيم كمحبة الوالد واما محبةتحنن وود ولطف كمحبة الولد وإما محبة لأجل الاحسان وصفات الكمال كمحبة الناس بعضهم بعضا ولا يؤمن العبد حتى يكون حب الرسول عنده اشد من هذه المحاب كلها)
جلاء الافهام ص: 302
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 03 - 03, 10:21 م]ـ
18 - في شرح الحديث (ماض في حكمك، عدل في قضاؤك) جاد يراع ابن القيم بكلام جميل في باب القدر و القضاء و عدل الرب مع عبيده، فتكلم بكلام موجز مفصل جامع في كتابه الفوائد، و قد فصله في الكتاب الكبير (شفاء العليل)
قال رحمه الله في الرد على القدرية و الجبرية:
(فان قيل فالمعصية عندكم بقضائه وقدره فما وجه العدل فى قضائها فان العدل فى العقوبة عليها غير ظاهر قيل هذا سؤال له شأن ومن أجله زعمت طائفة ان العدل هو المقدور والظلم ممتنع لذاته قالوا لان الظلم هو التصرف فى ملك الغير والله له كل شيء فلا يكون تصرفه فى خلقه الا عدلا وقالت طائفة بل العدل انه لا يعاقب على ما قضاه وقدره فلما حسن منه العقوبة على الذنب علم انه ليس بقضائه وقدره فيكون العدل هو جزاؤه علي الذنب بالعقوبة والذم إما فى الدنيا وإما فى الآخرة وصعب على هؤلاء الجمع بين العدل وبين القدر فزعموا ان من أثبت القدر لم يمكنه ان يقول بالعدل ومن قال بالعدل لم يمكنه ان يقول بالقدر كما صعب عليهم الجمع بين التوحيد واثبات الصفات فزعموا انه لا يمكنهم اثبات التوحيد الا بانكار الصفات فصار توحيدهم تعطيلا وعدلهم تكذيبا بالقدر وأما أهل السنة فهم مثبتون للأمرين والظلم عندهم هو وضع الشيء فى غير موضعه كتعذيب المطيع ومن لا ذنب له وهذا قد نزه الله نفسه عنه فى غير موضع من كتابه وهو سبحانه وان أضل من شاء وقضي بالمعصية والغى على من شاء فذلك محض العدل فيه لانه وضع الاضلال والخذلان فى موضعه اللائق به كيف ومن أسمائه الحسني العدل الذي كل أفعاله وأحكامه سداد وصواب وحق وهو سبحانه قد أوضح السبل وأرسل الرسل وأنزل الكتب وأزاح العلل ومكن من أسباب الهداية والطاعة بالاسماع والابصار والعقول وهذا عدله ووفق من شاء بمزيد عناية وأراد من نفسه ان يعينه ويوفقه فهذا فضله وخذل من ليس بأهل لتوفيقه وفضله وخلي بينه وبين نفسه ولم يرد سبحانه من نفسه أن يوفقه فقطع عنه فضله ولم يحرمه عدله وهذا نوعان أحدهما ما يكون جزاء منه للعبد على اعراضه عنه وايثار عدوه فى الطاعة والموافقة عليه وتناسى ذكره وشكره فهو أهل ان يخذله ويتخلى عنه والثاني ان لا يشاء له ذلك ابتداء لما يعلم منه انه لا يعرف قدر نعمة الهداية ولا يشكره عليه ولا يثنى عليه بها ولا يحبه فلا يشاؤها له لعدم صلاحية محله قال تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين وقال ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم فاذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان ذلك محض العدل كما اذا قضى على الحية بان تقتل وعلى العقرب وعلى الكلب العقور كان ذلك عدلا فيه وان كان مخلوقا على هذه الصفة وقد استوفينا الكلام فى هذا فى كتابنا الكبير فى القضاء والقدر والمقصود أن قوله ماض فى حكمك عدل فى قضاؤك رد على الطائفتين القدرية الذين ينكرون عموم أقضية الله فى عبده ويخرجون أفعال العباد عن كونها بقضائه وقدره ويردون القضاء الى الأمر والنهى وعلى الجبرية الذين يقولون كل مقدور عدل فلا يبقى لقوله عدل فى قضاؤك فائدة فان العدل عندهم كل ما يمكن فعله والظلم هو المحال لذاته فكأنه قال ماض ونافذ فى قضاؤك وهذا هو الأول بعينه)
الفوائد ص: 48 - 50 ط البيان الدمشقية
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 03 - 03, 10:29 م]ـ
19 - قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
(من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان
ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز
ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام
ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة
ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء
ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف ومنهم من يعرفه بالقهر والملك ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته
وأعم هؤلاء معرفة من عرفه من كلامه
فإنه يعرف ربا قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال منزه عن المثال برئ من النقائص والعيوب له كل اسم حسن وكل وصف كمال فعال لما يريد فوق كل شيء ومع كل شيء وقادر على كل شيء ومقيم لكل شيء آمرناه متكلم بكلماته الدينية والكونية أكبر من كل شيء وأجمل من كل شيء أرحم الراحمين وأقدر القادرين واحكم الحاكمين
فالقرآن أنزل لتعريف عباده به وبصراطه الموصل إليه وبحال السالكين بعد الوصول إليه
الفوائد ص: 316 - 317 - ط البيان
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 03 - 03, 10:35 م]ـ
20 - قال ابن القيم:
دخل الناس النار من ثلاثة أبواب:
1 - باب شبهة اورثت شكا في دين الله
2 - وباب شهوة اورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته
3 - وباب غضب أورث العدوان على خلقه
21 - و قال: أصول الخطايا كلها ثلاثة:
1 - الكبر وهو الذى أصار ابليس الي ما أصاره
2 - والحرص وهو الذى أخرج آدم من الجنة
3 - والحسد وهو الذى جرأ أحدا بني آدم علي أخيه فمن وقى شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر فالكفر من الكبر والمعاصى من الحرص والبغى والظلم من الحسد
الفوائد ص: 105
¥