ـ[باز11]ــــــــ[26 - 02 - 05, 08:18 ص]ـ
أحسن المشايخ على هذه الفوائد والنوادر والملح والأسمار التي نحتاجها
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[27 - 02 - 05, 01:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[01 - 03 - 05, 11:03 ص]ـ
بارك الله فيكما
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[01 - 03 - 05, 11:58 ص]ـ
111 -
فائدة مهمَّة في أنَّ القرآن و التوراة أصلان للكتب المنزلة، و السبب الذي جعل الجن و النجاشي و ورقة يقرنون بين القرآن و التوراة، و بين ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم و ما جاء به موسى، و لأجل هذا يقرن الله في كتابه بين الكتابين، أو بين الرسولين الكريمين
و هذا تفصيلُ ما أجملنا:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه -: (ثم إذا تدبرت القرآن و التوراة وجدتهما يتفقان في عامة المقاصد الكلية من التوحيد والنبوات والأعمال الكلية وسائر الأسماء والصفات و من كان له علم بهذا علم علمًا ضروريا ما قاله النجاشي: " إن هذا و الذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة "، و ما قاله ورقة بن نوفل: " إن هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى "، قال تعالى: {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} و قال تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك} وقال تعالى: {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}، و أمثال ذلك مما يذكر فيه شهادة الكتب المتقدمة بمثل ما أخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. ).
إلى قوله رحمه الله: (و أما حال المخبر عنه؛ فإن النبي والرسول يخبر عن الله تعالى بأنه أرسله و لا أعظم فرية ممن يكذب على الله جل و عز؛ كما قال تعالى: {ومن أظلم من افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله}، ذكر هذا بعد قوله: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدقا لذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله}.
فنقض سبحانه دعوى الجاحد النافي للنبوة بقوله {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى}، و ذلك الكتاب ظهر فيه من الآيات و البينات، و اتبعه كل الأنبياء والمؤمنين و حصل فيه ما لم يحصل في غيره، فكانت البراهين والدلائل على صدقه أكثر وأظهر من أن تذكر بخلاف الإنجيل وغيره.
و أيضا فإنه أصل، والإنجيل تبعٌ له إلا فيما أحله المسيح، و هذا كما يقول سبحانه {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سِحْران تظاهرا} أي: القرآن والتوراة، و في القراءة الأخرى {قالوا ساحران} أي: محمد والقرآن.
وكذلك قوله {إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا}، وكذلك قوله {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} وكذلك قول الجن: {إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم}.
[ COLOR=red] و لهذا كانت قصة موسى هي أعظم قصص الأنبياء المذكورين في القرآن وهي أكبر من غيرها وتبسط أكثر من غيرها .. ) شرح العقيدة الأصفهانية ص 245 - 251.
و قال في موضع آخر في معرض حديثه عن البراهين الدالة على نبوته صلى الله عليه و سلم، مبنيا أن الشياطين معزولون عن السمع بما حرست به السماء من الشهب: (كما قال عن الجن: {و أنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * و أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا}.
و قد ذكرنا تواتر هذا الخبر، و أن السماء حرست حرسا لم يعهده الناس قبل ذلك، و رأى الناس ذلك بأبصارهم، فكانوا قد عاينوا ما أخبرهم به من الرمي بالشهب التي يرمى بها لطرد الشياطين، فعزلوا بذلك عن سمع الملأ الأعلى، و كان ما عاينه الكفار من الرمي الشديد العام الذي انتقضت به العادة المعروفة من رمي الشهب = دليلاً على سبب خارق للعادة، و لم يحدث إذ ذاك في الأرض أمرٌ لم تجر به العادة إلا ادعاءه للرسالة، فلم يعرف قبله من نزل عليه الكلام كنزوله عليه؛ إذ كان موسى عليه السلام إنما أنزلت عليه التوراة مكتوبة لم تنزل عليه منجمة مفرقة ملقاة إليه حفظا، حتى تحتاج السماء إلى حراستها عن استراق سمعها.
و الزبور تابعٌ لشرع التوراة، وكذلك الإنجيل فرعٌ على التوراة.
لم ينزل كتابٌ مستقلٌّ إلا التوراة والقرآن، كما قال تعالى: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين}.
و لهذا يقرن سبحانه بين التوراة والقرآن كثيرًا كما في قوله: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} إلى قوله: {و هذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه}.
و قال: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}.
وقالت الجن: {إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى}.
و قال النجاشي لما سمع القرآن: " إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة") (الجواب الصحيح 5 - 350 - 353 مع حذف قليل).
و في النصين المنقولين فوائد أخرى لا تخفى على المتأمل.
و انظر أيضا في باب ما ذكرنا: الجواب الصحيح 2/ 351
.
¥