تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخيرا؛ فإننا يشهد الله تعالى نحب الحديث وأهله، والعمل به، ونسأل الله تعالى أن يحشرنا مع أهل الحديث، ونكره البدعة وأربابها، ونحسب نفوسنا على أعدائها، ونسأل الله تعالى أن يباعد فيما بيننا وبين المبتدعة، ولو تبين لنا عداء أحد للسنة والحديث، وأهلهما، لتبرأنا منه وإن كان أقرب الناس إلينا، والسلام.

ـ[العاصمي]ــــــــ[19 - 07 - 05, 04:54 ص]ـ

و عليكم السلام، و رحمة الله، و بركاته.

أخي الفاضل، وفقني الله و إياك للانقياد للحق، و التمسك به ...

بدءة ذي بدء، أسوق إليك ما كتبته في ترجمة الشيخ، و سأقسمه إلى فقرات؛ حتى لا يتشعب بي الحديث ...

1 - وفتح عليه الفتح الأكبر عام 1308، وأصبح يظهر من العلوم ما أبهر شيوخه فمن دونهم، سواء من علوم الظاهر ومن علوم الباطن، وأشهر طريقته الكتانية الأحمدية التي انفرد بها، وادعى بلوغه مقام الختمية الأحمدية الكبرى.

ما هذا الفتح الأكبر ... و ما هذا المقام الذي ادعاه ... أهو مقام ختم الولاية الذي ادعاه قبله محمد بن علي الترمذي الصوفي ... أم هو ما عبر عنه بقوله – كما سيأتي في الفقرة – الفاقرة - الخامسة -:

معرفة لو سمعها الحكيم الترمذي والحاتمي؛ لقالا: هذه ضالتنا. وألقى كل منهما عصا التسيار وجلسا.

أترك لك مجال توجيهه و تخريجه، راجيا لك سلوك سبيل المنصفين، متنكبا مهيع المتعسفين المتكلفين.

2 - أجمع مترجموه أنه فريد عصره خلقا وخُلقا، وعلما وعملا.

هذه مبالغة ظاهرة، و الرجل مختلف فيه، و حسبك أن الشيخ عبد الحفيظ الفاسي قد ذكر أن علماء فاس عظمت فيه منهم القالة ... بل قد نقل بعضهم أن أخاه عبد الحي طعن عليه طعنا شديدا ...

3 - كما كان محدثا حافظا؛ يعد نادرة وقته في علوم الحديث، بل كان أعلم من كل ذي علم في علمه.

لا أظنك ترتاب في أن هذا خلاف الواقع، و أنه من الإطراء الذي لا يصدقه الواقع، و أقصى ما يعتذر عن راقمه، أن يوصف بأنه كلام إنشائي بعيد عن المنهج العلمي، و الواقع التاريخي.

بل أخوه عبد الحي – على العمر الطويل الذي أمضاه في تتبع الاجازات و الأثبات – لا يعدو أن يكون مسندا ... و لم يكن عنده ذوق المحدثين، و لا تحقيق الحفاظ المبرزين ... و قد كشف بعض حاله، صاحبه القديم أحمد الغماري ...

و لا يعزب عن عارف بهذا الشأن، أن شروط الحافظ لا تتحقق في الشيخ محمد بن عبد الكبير، بله أن يكون أعلم من كل ذي علم ... و أين هو و أمثاله أمام أئمة الأثر الأكابر؛ مثل حسين بن محسن الأنصاري، و شمس الحق العظيم آبادي، و البشير السهسواني، وأبي العلا عبد الرحمان المبارك فوري، و عبد الرحمان المعلمي، و أحمد بن شاكر ...

ـ[العاصمي]ــــــــ[19 - 07 - 05, 04:59 ص]ـ

4 - أما التصوف؛ فكان مستغرقا في مقام الأحمدية، يكتب في المعارف اللدنية على طريقة الحاتمي والجيلي وابن سبعين، إليه المرجع في فك غوامض أقوالهم، وحل مقفل علومهم.

هذا ما سطرته – أنت – و رقمته، واضح لائح، فصيح صريح في قفوه آثار ابن عربي ... و أشكاله من الملاحدة الزنادقة ...

- و قد صرح بهذا من لازمه نحو عشرة أعوام =الشيخ عبد الحفيظ الفاسي في معجم الشيوخ؛ فقال:

..... متبحر في التصوف، غواص على دقائقه، ناهج في ذلك منهج أرباب الحقائق، و أصحاب وحدة الوجود؛ كالشيخ الأكبر الحاتمي، و الجيلي، و ابن سبعين، و ابن الفارض، و أمثالهم .....

أما ما قد يوجد في كلامه مما يخالف ذلك ظاهرا؛ فله نظائر كثيرة في كلام أمثاله من أهل الوحدة، و لعله كتبه في المدة التي كتم ما كان معتنيا بإظهاره من علوم الحقائق وبثها أمام الملأ – كما سيأتي في الفقرة – الفاقرة – السادسة -.

5 - يستدل لغوامض علوم الباطن بالكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، حتى قال في رسالته "الولاية الذاتية" بعد حديثه عن استغراقه فيها أولا: "ولو دمنا على ذلك الحال؛ لغيرنا القوانين الملكية من حيث الترتيب الشرعي، لأنه يصير كل من جالسنا عارفا، لا بالمعرفة المنقولة عن فلان وفلان، بل معرفة لو سمعها الحكيم الترمذي والحاتمي؛ لقالا: هذه ضالتنا. وألقى كل منهما عصا التسيار وجلسا، وكان التلاميذ يرون أن ذلك هو البداية، مع أن ذلك كان من أقصا نهايات العارفين ... ".

صدق القائل في نعته ... ضعف ظاهر، و دعوى عريضة.

و مادح نفسه يقرئنا السلام.

6 - وكتم ما كان معتنيا بإظهاره من علوم الحقائق وبثها أمام الملأ.

ما هو جنس هذه العلوم ... التي كتمها ... لا أرتاب أنها من جنس الهنبثات التي أوحيت إليه من وراء أشجار الدردار ...

و لا أريد أن أفصل؛ فأطيل، و القوم قد تواصوا بكتم السر وحفظه ... و لن تجد مفشيه إلا أحد رجلين:

- إما أنه غلب عليه الحال أو السوداء – و ما أقربهما -؛ فكشف السر، و هتك الستر ...

- و إما أن يكون قد تشجع ... خاصة إن كان قد أكثر من أكل الحشيش؛ فانبرى لكشف الحقيقة الكبرى التي أحجم عن البوح بها أكثر القوم ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير