ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[19 - 07 - 05, 10:21 م]ـ
أما زعمك أن الشيخ عبد الحي لم يكن له ذوق المحدثين، فقل لي يا أخي ماذا قرأت من كتبه؟، وماذا اطلعت عليه من أجزائه الحديثية؟، ومؤلفاته في الرجال، أم ما هي الدروس التي حضرتها له؟، فإن لم يكن كذلك فقد اغتبت رجلا من العلماء، ولحوم العلماء مسمومة كما ذكره ابن عساكر، ولمزت رجلا من آل البيت النبوي، والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بهم في حديث الثقلين الشهير، وفي القرآن: "قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى"، فسرها ابن عباس حبر الأمة بمودة آل البيت، كما لا يخفى على مطلع على كتب التفسير. فإن كان كذلك فلا نقاش.
وإلا؛ ألم تقف في مقدمة فهرس الفهارس على وصف الشيخ جمال الدين القاسمي له بالحافظ؟، ألم يكن القاسمي محدثا؟، ألم تقف في التراتيب الإدارية على وصف الشيخ أبي شعيب الدكالي رحمه الله تعالى له بالحافظ اللافظ؟، ألم تقف في شرح الألفية للعلامة أحمد شاكر وصفه له بشيخنا حافظ العصر؟، إن كنت أعلم من أولئك، فهلا سمحت لنا بشد الرحلة إليك والاستفادة؟، وإن لم تكن، ولم تطلع، فاتق الله.
أما القصة التي ذكرها الشيخ الهلالي رحمه الله، فهناك مزالق الأقدام، وعلى كل لا يؤخذ ذم المتعاصرين في بعضهم إلا بالتحري، والشيخ عبد الحي رحمه الله موقفه من الطرقية والطرقيين مشهور في مقدمة فهرس الفهارس التي دونها نجله الشيخ عبد الأحد رحمه الله.
ولنعد إلى السنوسي ومدرسة السلفية في المغرب وأهل الحديث، فكأنك أخي تخاطب رجلا معاديا للحديث وأهله، والسلفيين ومدرستهم، حاشا لله، إنني أخو العلامة المعتقل الشيخ الحسن بن علي الكتاني فك الله أسره، والذي يعد من أئمة هذه المدرسة الآن في المغرب، بل من أصدقهم وأنصفهم، وأوسعهم اطلاعا، وبعض تلامذته مسؤولون في هذا المنتدى المبارك، وأنا معروف بين أهل هذه المدرسة، وفي منزلنا كانوا يطلبون العلم ولم يقع بيني وبينهم إلا المحبة فيما يرضي الله تعالى، سواء في المغرب وفي المشرق، اللهم ما يكون من التطرف أو إذاية المؤمنين بما لا يوافقه الشرع من الهمز واللمز وغيره فكنت أخالف فيه، ثم كتبي تربوا عن الثلاثين مطبوعة وموجودة، ونحن نبحث بحث علم نتقصى فيه الحقيقة فقط، ونحن أبناء المدرسة والذابون عن الحديث وأهله.
ذكرتم أنني وقعت في السنوسي، حاشا لله تعالى أن أقع في عالم، وأنا أترحم عليه، وأثني عليه، بل وعلى من ذكرت أعلاه، لولا الحاجة لما ذكرت ما ذكرت عنهم من العوار، والسنوسي ما ذكرته عنه واقع لا يرتفع، وذكركم أن شاكر تلمذ له، فقل لي ما الذي قرأ عليه، إن قصدتم المذاكرة والإجازة فلم ينكرها أحد، وهب أن شاكرا قرأ عليه شيئا أنا الذي نفيته هو التصدر للتدريس.
وقولكم أني لمزت السنوسي وأن الفاسي قد مدحه، فاثبت العرش ثم انقش، لم ألمزه وحاشا، ومدح الفاسي ليس حجة على إطلاقه.
ثم ذكرتم أنه ليس من شروط الإمامة الشهرة بالتأليف ... قلت: ولا التدريس؟، إن قلتها ارتفع الكلام، وإن لم تقلها؛ ثبتت عليك الحجة.
وقلت: أين تصانيف أبي شعيب وابن العربي؟، قلت لهما تصانيف بعضها انتشر، ولكنك حدت وتركت نصف السؤال، وهو أنهما تصدرا للتدريس طول عمرهما، وكان لهما آلاف التلاميذ ...
وقولك بأن السنوسي جهر بالدفاع عن السنة، أقول لك: أين جهر بذلك؟، وكيف؟، ومن نقل عنه ذلك؟، وما هي تلك السنة التي جهر بها؟، وهب أنه جهر بالدفاع عن السنة ولا شك في أنه جاهر بالدفاع عن الكثير من السنن، فأين موقفه من الاستعمار؟، وماذا فعل؟، أم اسد على الضعفاء من المسلمين وفقهائهم، وأمام الاستعمار لا موقف له؟، فإن قلت كان له كذا، قلت لم يسمع بذاك أحد، فإن كان حقيقة لوجد في طرس أو في كتاب.
أما عبادة الأضرحة، والتغافل عن السنة بالأوراد المصطنعة، وتقديم الرأي على النص، فشاركه غيره من علمائنا في ذلك بما لو أسهبت فيه لطال المقام.
ثم ما هي البدعة؟، أهي الرقص، والذكر، والتسويد في الصلاة أو في غيرها، وتقبيل أيدي الكبار أو العلماء أو المربين، أم ما هو أعظم من ذلك من التخاذل أمام المستعمر، وتزيين أفعاله، وطمس سنة الجهاد، وترك المجال لأرباب الرياسة يفعلون ما شاؤوا من إفساد الدين وأهله، وطمس ناموس الإسلام .... إلخ، فإن قلت تلك منكرات وليست بدعة، قلت تشترك معها في الاصطلاح إن كنت تدريه.
¥