وفقنا الله وإياكم
ـ[العاصمي]ــــــــ[20 - 07 - 05, 03:48 ص]ـ
1 – بدءة ذي بدء، أرجو أن تنعم النظر في محل النزاع؛ فقد ظهر لي أنك خرجت عن الموضوع الأصلي حول إطراء الصوفية و مدحهم، إلى الطعن في بعض من وصفتهم بأئمة السلفيين، و فقدت صوابك، و ذهبت تضرب يمينا و شمالا، مع أنني قد ذللت لك الأمر، و فصلت كلامي إلى عشرين فقرة؛ فكان المرجو أن تتتبعها، و تبدي ما يظهر لك من الحق حيالها، لكنك استفتحت مقالك بالهجوم الكاسح ... و حمت حول تكفير الشيخ عبد الحفيظ الفهري – ابن عمة عبد الحي الكتاني -، وذكرت أنه وقع في كفر بإجماع الأمة - و تأمل قولي: حمت، و لم أقل كفرت -، و رميته بحرب المجاهدين ... و ذكرت أنني أنقل بلا علم، و لا معرفة، و لا اطلاع ... ثم ذهبت تلقي علي دروسا يلزم المؤرخ معرفتها ... و ذهبت تتظاهر بالجواب عن أسئلتي التي ألقيتها عليك تلطفا في استخراج إقرارك بالحق، لا انتظارا لما جلبته من الكلام المتهافت الذي تجادل فيه عن كفر أهل الوحدة ... و قد كان ظني فيك حستا؛ لما كنت تتظاهر به من نفي اعتقاد ابن عبد الكبير بوحدة الوجود، لكنك قد كشفت السر، و هتكت الستر؛ إذ وضح و لاح أنك لا تعتقد أن هذه الزندقة كفر محض صريح ...
و قد رأيتك أخطأت في غمرة انفعالك و اندفاعك في نسبتي – و أنا أربأ بك أن تنحدر إلى قصد التصغير و التحقير -.
و اعلم أنه لا يلزمني الجواب عن أكثر ما طولت به مقالك؛ حتى أنساك أن تركز على محل النزاع؛ فتجيب عن النقاط المفصلة، و أعيذك بالله أن تروم إلى البعد عن نقطة الارتكاز ... و أود منك أن تراجع بعض كتب أدب البحث و المناظرة؛ لتستذكر ضوابط المساجلة ...
و إنما ذكرت أنه لا يلزمني ذلك؛ لأنك أنت الذي تطوعت و تبرعت بجلب ذكر من حليتهم بأئمة السلفيين، و أوهمت أنك تجلهم، ثم طفقت الآن تعرض ببعضهم، بل تقرضهم، و ظهر أنه لم يعجبك ذب عبد الحفيظ – الذي ذكرت أنه وقع في كفر بإجماع الأمة، و ليس فوق الكفر ذنب – عن السنوسي، و الدكالي ...
و لا أدري – و الله – هل أنت جاد في جعلك الدكالي ... من أئمة السلفيين ... ثم نقضت غزلك من بعد إبرامه، أم أنك تتهكم بهذا الوصف الرفيع، و تبتذله، و تبذله لمن لا يستحقه، حتى و لو كان من سدنة الكفار ممن رميته بإفتاء الفرنسيين بدخول مراكش، ثم تطوع باستقبالهم و الترحيب بهم على أبواب مراكش ...
و لا يكاد ينقضي عجبي من حاجة شياطين الاحتلال إلى فتوى الدكالي؛ لاحتلال بلاد تربصوا نحو ثمانين سنة للانقضاض عليها ...
و لا أدري – تالله – ما الذي أقحم الدكالي و أدرجه في هذا السياق، و أنت الذي جلبته - و أنا إنما نقلت تحليتك إياه بإمام السلفيين عنك الزاما لك لا اعتقادا يكونه إماما لهم - كأن لك عليه ثأرا كنت تتحين الأخذ به ...
و أعيذك بالله أن تؤم و تقصد إلى تشويه صورة السلفيين؛ بإيهامك أن بعض أئمتهم عملاء ...
و أعجب لصنبعك؛ فهنا رميت الدكالي بالفواقر العواقر – مع عدك إياه من أئمة السلفيين!!! – ثم رأيتك تتكثر بمدحه لأئمتك، و لا تتعقب من حلاه بقوله: شيخنا الإمام محدث الإسلام، أبو شعيب بن عبد الرحمن الصديقي الدكالي المتوفي سنة 1350 ...
على أن الصواب – بلا ارتياب – أن الدكالي توفي سنة1356 ...
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 07 - 05, 04:25 ص]ـ
الأخ الأعز، أما اسمك فإن تصحيفي لم يكن سوى سبق قلم، وحاشا لله أن أروم استصغارك، وليس ذلك من شنشنتي. وأعتذر لك مقدما عن ذلك.
أما رميك لي بوحدة الوجود، فهذا غير صحيح، أنا لا أومن بوحدة الوجود ولست وجوديا، أعني المعنى الذي فهم من قائليه، أما ما فسرته، فلا يعدو أن يجعلها اصطلاحا.
أما الدكالي والفاسي، فلولا السياق لم ألمزهما، ولا غيرهما، وما زلت في كتبي أذكر محاسنهما التي لا يعرفها أحد، وكم من الباحثين أخذوا مني معلومات حول الدكالي لا يعرفها أحد بحمده تعالى، نظرا للوثائق التي امتلكتها حزله وحول غيره، والحاصل أن لكل عالم هفوة، والفائز من سبقت توبته وفاته، جعلنا الله تعالى ممن كانت عاقبتهم خيرا من أولاهم.
وكل ما ذكرته صحيح، وأنا مغربي أعرف تاريخ بلادي، ويشهد الله تعالى أنني لا أروم إلا الحق ما استطعت. وما ذكرته من مصادرتي عن المطلوب ناتج عن عدم التمعن، فتمعن واقرأ، أما ما نقلته من النقول الطويلة فلست مسؤولا عن جزئياته.
أما الألقاب المذكورة، فهي لمؤلف الكتاب، ومن جهة أخرى لا ينفي أحد أن للإمام الدكالي فضلا كبيرا في تدريس العلم ونشره، بحيث تخرج عليه الكثير من أئمة العلم، ولو لم يكن منهم سوى محمد بن عبد السلام السائح، ومحمد المدني اين الحسني، ومحمد الباقر الكتاني لكفاه شرفا، نسأل الله تعالى أن يغفر له، وجدي الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله استجازه قبيل وفاته بساعات كما ذكره لي.
وكذا عبد الحفيظ الفاسي رحمه الله، أولئك قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا نسأل الله أن يغفر لهم.
أما ادعاؤك لمزي لمشيخة السلفيين؛ فلا، وحاشا أن نلمز أهل العلم، ولكن اقتضت المناسبة ما اقتضت، وها هما المهدي العلوي، وإبراهيم الكتاني، كانا من الورع بمكان، وكانا مدرسين عالمين، مجاهدين، جهورين بالحق، ولا نزكي على الله أحدا.
وكم من صوفية ذلك الزمان كانوا خونة مارقين لا خير فيهم، وكم منهم كانوا مجاهدين فاضلين، وكذلك السلفيين، غفر الله لنا أجمعين بمنه وكرمه.
والحاصل؛ لحوم العلماء مسمومة، فالرجاء عدم الطعن سوى في إمام ضلالة مشاكس، أو عدو للدين، وأما من سواهما فلن تجد أحدا معصوما. ولكم مني جزيل السلام.
وإليك هدية هذه الصورة، تضم الواقفين: محمد بن العربي العلوي، ويليه المؤرخ عبد الرحمن بن زيدان العلوي، والطيب العقبي، أما الجلوس: فمحمد بن المفضل غريط، الأديب الكبير، على الأرجح، وأبو شعيب الدكالي، وعبد الحي الكتاني، وهذه صورة لا تجدها في محل.
¥