ممن قرظوه من أئمة العصر، وإما لم تفهمه فليس بعشك فادرجي.
وتخريج أحاديث الشهاب القضاعي، ورد لهج الصبابة فيمن قبل يدي المصطفى من الصحابة، وفي حديث أول الوقت رضوان الله، وفي حديث أكثر أهل الجنة البله، والطلعة الزهراء في خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء، وفي حديث وضع اليد على الرأس، وشرح غرامي صحيح في الاصطلاح، والمنافحات عن أسرار المتابعات في الحديث، والمسالك المتبوعة في الأحاديث الموضوعة، والمفاتيح لقراء المصابيح .... إلخ، والقائمة تطول.
فإن كنت قرأت تلك الكتب، ولك ملكة في الفن، نظرنا معك. وإن لم تكن كذلك فبأي دين تستبيح عرض الرجل؟، ثم أيلزم من العالم حتى لا تنتهك عرضه أن يكون محدثا حافظا؟، اللهم إن هذا بهتان عظيم، يعظكم أن تعودوا لمثله.
2 - وقد سقت لك شهادات أعلام الوقت فيه، وأتيتَ بكلام السيد أحمد الغماري رحمه الله، فاستشهدتُ لك بقول والده، فحدت وقلت: إنه طرقي؟. سبحان الله ما هذه الحيدة، أنا استشهدت على الابن بقول والده، وقلت لك: قف على وصفه للشيخ عبد الحي بالرباني ...
3 - وطالبتني بإبراز كتبه في العلل وتمييز الصحيح من السقيم، فٍارشدتك إلى ما هو فوق.
4 - وقلت: من هم الحزبيون الجهلاء .... قلت: الذين ألغوا الحكم بما أنزل الله، وحرموا تعدد الزوجات، وطعنوا في البخاري ومسلم، وأفسدوا الدين والدنيا، والكتب الآن ملأى بذكر جرائمهم باسم الوطنية، راجع كتاب "دار بريشة"، المطبوع منذ سنوات تر العجائب، وتر أسماء الحزبيين. أما الحزبيون الصالحون المصلحون فأنقل لك آخر الرد مثالا واحدا وهو من كلام العلامة الأستاذ محمد المختار السوسي، إن شاء الله تعالى.
5 - قلت بأن الشيخ عبد الحي حشد طرقيي الجزائر، وارتمى في أحضان الكافر المحتل، وبا يع ابن عرفة ..... سبحان الله ما أجرأك على النار.
أما حشده للطرقيين، فلأنه أراد صناعة قوة بهم تحمي الإسلام في شمال إفريقيا، وتكون وسيلة ضغط على المستعمر، لأن فرنسا تعهدت في عقد الحماية بأن لا تمس الدين الإسلامي ولا معاهده ولا قوانينه، وراجع الخطاب التأسيسي الذي ألقاه الشيخ عبد الحي الكتاني في المؤتمر، فلقد نشرته جريدة السعادة كاملا تاريخه. وذكر فيه أهدافه الحقيقية من التجمع.
فإن قلت: كان يداري. قلت: أشققت عن صدره؟. خاصة أن ظاهر حاله ينبئ بذلك ...
6 - وقلت: كان يؤلب على أهل السنة في الجزائر. قلت: من هم أهل السنة الذين كان يؤلب عليهم، وبماذا كان يؤلب عليهم؟، وأين تلك المحاضرات التي كان يؤلب بها عليهم؟.
أفيدك علما يا صديقي؛ أن السلفية في الجزائر لم تكن سلفية الحديث والآثار كما تفهمها، إنما كانت سلفية محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، وراجع الموسوعة الكاملة لكتابات ابن باديس، والموسوعة الكاملة لكتابات البشير الإبراهيمي، تر ما لا تعرفه. نعم، بعد استقلال الجزائر، وانتقال طلبة العلم إلى الحجاز وغيره، انتشرت السلفية بالمفهوم الذي تعرفه وتنافح عنه، ثم إن السلفية في الجزائر بمفهومها الذي ذكرته كانت ضيقة النفوذ، ضعيفة، لا كما تتصوره وتصوره للناس. ولا أشك في أنك تعتبر سلفية محمد عبده والأفغاني برزخا إلى العلمانية.
ولا كذلك سلفية المغرب، إنما هي سلفية من ذكرت، لا سلفية الآثار والحديث، وتلك السلفية لم تنتشر إلا نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بالمغرب، هذا هو الحق وما سواه هو الباطل.
أما مبايعته لابن عرفة؛ فكان ماذا؟، وقد بايعه جل علماء المغرب، لأن سبب بيعة ابن عرفة هو ضجر علماء البلاد من القوانين الجديدة التي كانت تسن، وكانت مخالفة للشريعة الإسلامية، راجع على سبيل المثال: "الدفاع عن الصحيحين دفاع عن الإسلام"، و"تعليم الفتيات لا سفور المرأة"، للعلامة محمد بن الحسن الحجوي تستفد، وراجع كتابا طبع حديثا بعنوان: "دفاع المغاربة عن الاستقلال والديمقراطية"، يتضح لك السبب جليا في بيعة ابن عرفة، وراجع ما كتب حول تلك البيعة، ونصوص أطراف النزاع يتضح لك السبب إن كنت حليما.
ثم لو كان الشيخ عبد الحي رحمه الله تعالى حليفا للاستعمار، لما صودرت أمواله وممتلكاته، وطمس ذكره، وشوهت أنباؤه، ولنال أبناؤه أرفع المناصب، فلم يكن أحد من أولياء الاستعمار، حتى صغار الضباط، إلا وكان له منصب ومكانة بعد الاستقلال، وكان ما كان مما لست أذكره ....
¥