و قد هتكت سترك، و كشفت سرك في مقالاتك التي لا مكان لها عند أهل الحديث و السنة، و قد تجشمت عناء تقديم رؤوس البدع المغلظة، و كثير منها من المكفرة، و قد قرأ الناس وصفك للقبوري المشرك الهالك، الملحد في الحرم، و ناشر الشرك و الافك في الحجاز، محمد بن علوي المالكي = بمحدث الحجاز!!! – و هو حقا و صدقا محدث الحجاز بتخفيف الدال و كسرها -،، و وصفت محمدا الرشيد – المعروف بتعظيمه للكوثريين – بمحدث نجد العالم الأعز!!!، و وصفت السقاف الجهمي الساقط المجرم بالمؤلف المناظر!!! و حليت المبتدع العنيد محمود سعيد بن ممدوح بالعالم المحدث!! ....
و هذا مما يدل على سقوطك، و اجتماعك – و إياهم – في أمور ... وإلا لما أطريتهم، و لما جئت بهذا الكلام الساقط الغث، الجالب للغثيان ...
لقد ارتقيت مرتقى صعبا ... و أنت جويهل، لم تشم لدقائق علم الحديث رائحة، و قد ظهر لي أنك من زمرة أهل القص و اللصق، و لذلك يرى المبتلون بقراءة هنبثاتك تناقضات عجيبة، و قد تقدم طعنك في أبي شعيب الدكالي – شيخ جماعة من أعلام الكتانيين -، و رميته بالفواقر العواقر ... ثم حليته في ترجمة جدك المنتصر بشيخ الاسلام!!!
و قد جزمت و قطعت أن عبد الحفيظ الفهري قد وقع في كفر باجماع الأمة، و رميته ببلايا و رزايا يستعاذ بالله منها ... ثم ترحمت عليه ...
و حشدك و حشرك لأسامي تلك الكتب لعبد الحي؛ مما كشفت به عن بعدك السحيق عن تصور ماهية فن العلل، بله أن ترتقي إلى هذا المرتقى الصعب الذي لست أهلا للارتقاء إليه.
و عجبي لم ينته من سياقك لكتاب الرحمة المرسلة - مع ما حشرته - في كتب العلل، و هو من دلائل جهلك، و آيات بعدك عن تذوق هذا الشأن؛ فان في ما زبره فيه من العواقر الفواقر، و السقط الفاحش، و الكلام المتداعي المتهافت، و تصحيح ماهو من جنس المنخنقة و المتردية = ما لا يخفى إلا على أمثالك من الأصاغر ...
أما مائتفكته و اختلقته من أن حشده للطرقيين، قصد به صناعة قوة بهم تحمي الإسلام في شمال إفريقيا، وتكون وسيلة ضغط على المستعمر، لأن فرنسا تعهدت في عقد الحماية بأن لا تمس الدين الإسلامي ولا معاهده ولا قوانينه، وراجع الخطاب التأسيسي الذي ألقاه الشيخ عبد الحي الكتاني في المؤتمر، فلقد نشرته جريدة السعادة كاملا تاريخه. وذكر فيه أهدافه الحقيقية من التجمع =فاختلاق واضح لائح من الفشار الذي لا ينطلي إلا على طرقي أنوك أحمق، و هو من أمارات إفلاسك من معرفة ما كان يجري بالمغرب عامة، و بالجزائر خاصة، و فضائح عبد الحي قد ملأت البطائح ...
و من تعاجيبك ... إحالتك على خطاب نشرته جريدة السعادة، التي رميت عبد الحفيظ الفاسي – ابن عمة عبد الحي – بما رميته به، حتى قطعت بوقوعه في الكفر المجمع عليه ... ثم تأتي – الآن – تدافع عن ابن خاله بالاستناد على خطاب نشرته جريدة السعادة!!!
و من نافلة القول أن أكاشفك بأن عبد الحي قد نشر كثيرا في هذه الجريدة التي رميت ابن عمته بالثبور، و عظائم الأمور؛ لقيامه على تحريرها ... = فماذا أنت قائل – الآن – في ابن خاله؟!
و هذا ما جعل بعض إخواننا الألباء – و هو الشيخ البشير بن عصام – يبدي عجبه قائلا: لو توضحون لنا مسألة علاقة الشيخ عبد الحي بالمحتل الفرنسي، فإنها من المسائل التي سال حولها مداد كثير بين مثبت وناف.
وقد وقع بين يدي صورة للشيخ مع المقيم العام الفرنسي فهالني الأمر كثيرا.
كما حدثني بعض من حضر تلك العصور، بأمور غريبة حقا في هذا الباب.
و حق له أن يعجب، خاصة إذا سمع حكما قاطعا حاسما جازما بأنه لم يكن يتقلد منصبا في زمن الفرنسيين إلا جاسوس =فكيف بمن كان يسايرهم و يعاشرهم، و يتصور معهم ...
أما كلامك عن سلفية الجزائر؛ فمن أظهر دلائل جهلك، و تقحمك فيما لا تفهمه – بله أن تحسنه - ...
و بدءة ذي بدء، أذكرك بأنني لم أصف جمعية العلماء بالسلفيين، و إنما حليتهم بأهل السنة؛ لمدرك يخفى على أمثالك من المجازفين، ممن يحشر في أئمة السلفيين من يرميه بالعمالة و الخيانة، و إفتاء!! الكفار بدخول مراكش، ثم النبرع و التطوع باستقبالهم و الترحيب بهم ... ثم تنقض غزلك المتداعي؛ فتصفه بشيخ الإسلام!!!
¥