تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم طلب الدعاء من الآخرين]

ـ[روقي]ــــــــ[13 - 08 - 05, 09:50 ص]ـ

السؤال:

ما حكم طلب المسلم من أخيه المسلم الدعاء ممن يتوسم فيه الخير، ويكون ذاهباً إلى الحج أو سفر غيره، فيطلب منه الدعاء له بظهر الغيب لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أثنى على أويس، وحث الصحابة رضوان الله عليهم على طلب الدعاء منه حديث أويس القرني أخرجه مسلم رقم 2542 وهل كره شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك، وخص الحديث بأويس، أفيدونا وفقكم الله.

الجواب:

الحمد لله

طلب الدعاء من الرجل الذي ترجى إجابته إما لصلاحه وإما لكونه يذهب إلى أماكن ترجى فيها إجابة الدعاء كالسفر والحج والعمرة وما أشبه ذلك، هو في الأصل لا بأس به، لكن إذا كان يخشى منه محذور، كما لو خشي من اتكال الطالب على دعاء المطلوب، وأن يكون دائماً متكلاً على غيره فيما يدعو به ربه ـ أو يخشى منه أن يُعجَب المطلوب بنفسه، ويظن أنه وصل إلى حد يطلب منه الدعاء فيلحقه الغرور، فهذا يمنع لاشتماله على محذور وأما إذا لم يشتمل على محذور فالأصل فيه الجواز لكن مع ذلك نقول لا ينبغي، لأنه ليس من عادة الصحابة رضي الله عنهم أن يتواصى بعضهم بعضاً بالدعاء، وأما ما يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر: (لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك) أخرجه أبو داود رقم 1498، والترمذي رقم 3557 فإنه ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما سؤال بعض الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء، فمن المعلوم أنه لا أحد يصل إلى مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد طلب منه عكاشة بن محصن أن يدعو له فجعله من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، فقال: أنت منهم أخرجه البخاري رقم 6541، ومسلم رقم 216، 218، 220 ودخل رجل يسأله أن يسأل الله الغيث لهم فسأله أخرجه البخاري رقم 1013، ومسلم رقم 897.

وأما إيصاء النبي للصحابة أن يطلبوا من أويس القرني أن يدعو لهم فهذا لا شك أنه خاص به، وإلا فمن المعلوم أن أويساً ليس مثل أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي، ولا غيره من الصحابة، ومع ذلك لم يوص أحداً من أصحابه أن يطلب من أحدهم أن يدعو لهم.

وخلاصة الجواب أن نقول: إنه لا بأس بطلب الدعاء ممن ترجى إجابته، بشرط ألا يتضمن ذلك محذوراً، ومع هذا فإن تركه أفضل وأولى.

لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين

ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[14 - 06 - 10, 04:57 م]ـ

جزاكم الله خيرا

فلقد تهت في البحث عن هذه الفائدة

ـ[الباعجي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 07:27 ص]ـ

أذكر أني سألت شيخنا الفاضل عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله عن حديث (لاتنسنا من دعائك ياأخي)

هل هو ضعيف؟ فأجاب أن ضعف الحديث لا يعني ضعف المدلول.

فأعجبتني اجابته لأن الكثير من حين يعلم بضعف الحديث من طريق واحد ولم يستعرض طرقه

وكلام العلماء في شرحه ينفي حكمه.

ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 02:23 م]ـ

بارك الله فيك على الفائدة

ـ[أبو سلمان العراقى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:39 م]ـ

قد أباح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا النوع من التوسل فقال: ومن قال لغيره من الناس ادع لى أو لنا وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضا بأمره ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبى صلى الله عليه و سلم مؤتم به ليس هذا من السؤال المرجوح.

و لكنه رحمه الله قيد ذلك بشروط درءاً للمفاسد فقال بعد كلامه السابق: وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان اليه فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به فى ذلك بل هذا هو من السؤال المرجوح الذى تركه الى الرغبة الى الله ورسوله أفضل من الرغبة الى المخلوق وسؤاله وهذا كله من سؤال الأحياء السؤال الجائز المشروع.

مجموع فتاوى ابن تيمية – الجزء الأول ص 193

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير