واستمع إلى الأفظع من هذا وذاك حيث قال شاتلي أحد المستشرقين: «إذا أردتم أن تغزو الإسلام وتكسروا شوكته وتقضوا على العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة والتي كانت السبب الأول والرئيس لاعتزاز المسلمين وشموخهم وسبب سيادتهم وغزوهم العالم، عليكم أن توجهوا جهودكم هذه إلى نفوس الشباب المسلم، وأن تميتوا في نفسه روح الاعتزاز بماضيه وتاريخه وكتابه القرآن، وعليكم أن تحولوهم عن ذلك بواسطة نشر ثقافتكم وتاريخكم، ونشر روح الإباحية، وتوفير عوامل الهدم المعنوي، حتى لو لم نجد إلا المغفلين والسذج والبسطاء لكفانا ذلك؛ لأن الشجرة يجب أن يتسبب لها بالقطع أحد أغصانها».
ولما كانت العطلة الصيفية أحد أسباب الفراغ لدى الشباب والشاعر يقول:
إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة
أنتم يا شباب الإسلام عماد الأُمم المتحضرة، وعصب حياة الوعي، والقادر الوحيد على صد أعداء الله بكل الوسائل، ولأنهم إذا تابعوا شهواتهم فقد تخلوا عن دينهم، وإذا تخلوا عن دينهم شاعت الفوضى وانقرض هذا الدين الحنيف، وانهدم هذا الصرح المنيف.
فيا شباب الإسلام هل تدركون ما يريده لكم أعداؤكم؟
إنهم لا يريدون أن يغرقوكم في شهواتكم فحسب، بل يريدون سلب حميَّتِكم وغيرتكم تجاه محارم الله ومحارمكم.
اعلموا يا شباب الإسلام أن الذي يكبت شهوته عن مرادها قادر على التمسك بجميع أوامر ربه، والذي يدع نفسه تسترسل في غَيِّها وهواها وشهوتها لا يستطيع أن يتمسك بشيء من هذا الدين، بل يُفَرَّطِ في أسمى وأفضل عبادة في الدين ألا وهي الصلاة.
وللاستعفاف وسائل وأساليب، منها:
1 - ضرورة الزواج المبكر.
2 - كَسْرُ حِدَّةِ النفس بالصوم الشرعي، حيث قال نبينا ?: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجَاء».
وقد سبق معلم البشرية الأول سيدنا محمد ? أطباء الجسم بهذه المقولة المباركة.
3 - تجنب النظر إلى الصور والمقاطع الصوتية أو المرئية، لا سيما في عصر (البلوتوث)، وعدم استقبال الملفات المجهولة.
4 - عدم الاختلاط بالجنس الآخر. فإن كنت شابًا فابتعد عن الأماكن التي تكثر بها النساء، وإن كنتِ شابَّةً فابتعدي أختاه عن تجمعات الشباب؛ فإن الاختلاط يؤدي إلى الانحطاط، وهو باب من أبواب الشيطان إلى القلوب، يدخله باسم الحب العفيف، أو الهوى العذري، ولولا هذا النظر المحرم لما حصل عشق ولا هوى.
5 - عدم الاسترسال بالمعاصي بحجة إشباع الغريزة ثم التوبة، فإنه تزيين من الشيطان لعملك، وما يدري الإنسان ماذا يكسب غدًا، وما يدري بلحظة الموت متى تأتيه، فالمبادرة بالتوبة بعزم وتصميم وعمل وليس بنية مبيتة.
قال الشاعر:
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها
وراعها وهي في الأعمال سائمة
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
إن الطعام يقوي شهوة النهم
فإن هي استحلت المرعى فلا تسم
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
6 - عدم الاسترسال مع الإنترنت والتعرف على أناس لا يُعْرَفُ صالحهم من طالحهم وصحيحهم من سقيمهم، فإن ذلك يجر إلى الرذائل.
7 - صحبة الأخيار، والابتعاد عن الأشرار، وكما قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
ومن آداب الصحبة أن لا يسترسل الإنسان مع صاحبه حتى يقصر مع أهله وذويه، يقدسه تقديس الملائكة، وإذا نشب بينهما خلاف بينهما عاداه كما يعادي الشياطين.
قال النبي ?: «احبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وابغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما».
ولأن الصاحب باب من أبواب الخير كما أنه باب من أبواب الشر يدخل الشيطان إلى القلوب بواسطة الأصحاب كما أن تعظيم حدود الله وشعائره يكبر في النفوس بواسطة الأصحاب.
8 - عدم الاسترسال مع الخيال وأحاديث النفس التي تجر الإنسان وراء شهواته، وتوقعه في الآثام والمعاصي، وإذا لم يكبح نفسه عن الخيالات الشيطانية من أول الأمر فستجره إلى أمراض الدنيا أو عذاب الآخرة بعد أن يقضي ساعة من اللذة يقضي العمر في حسرة وندامة وخيبة.
9 - غض البصر وعدم إتباع النظرة بنظرة. قال - تعالى -: ? قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ? (النور30).
¥