قال ابن القيم - رحمه الله - في كتاب الفوائد: «الصبر على الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة؛ فإنها إما أن توجب ألمًا وعقوبة، وإما أن تبعد لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتًا إضاعته حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضًا توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تُذهب ما بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضيع قدرًا وجاهًا قيامه خير من تضييعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة ... ، وإما أن تشمت عدوًا وتحزن وليًّا، وإما أن تقط?ع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تُحْدِثَ عيبًا فتبقى صفته لا تزول؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق».
10 - ملء الفراغ، وعدم هدر الوقت في الأشياء التي لا تجدي نفعًا، وقد قال الله
- سبحانه -: ? فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ? (الانشراح 7و8).
وقال رسول الله ?: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك).
وقال بعض الصالحين: إنني لأستحي أن أضيع شيئًا من عمري حتى النَفَسَ لو لم أستغلَّه بذكر الله ذهب اطمئنان قلبي وذهبت لذة عمري.
والوقت هو العمر فلا تضيع عمرك.
قال ابن الجوزي - رحمه الله -: «ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه فلا يضيع منه لحظة من غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل».
وروي عن الخطيب البغدادي - رحمه الله - أنه كان يمشي وفي يده كراس من العلم يطالعه كسبًا لوقته، وقد قال الشاعر:
إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى نقْصٌ من الأجل
11 - قراءة قصص الأنبياء والصالحين والعلماء المصلحين، لاسيما قصصهم أمام مغريات الدنيا؛ فإن ذلك يدفع بالنفس إلى الفضائل ويبعدها عن الرذائل.
ومن أبلغها قصة نبي الله يوسف - عليه السلام -، والتي سماها الله - سبحانه - أحسن القصص فقال: ? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ? (يوسف3).
12 - عدم قراءة القصص المثيرة للشهوات، أو الاستماع إلى كلام السفهاء الذين يستبيحون المزاح بما حرم الله؛ فالناس مؤاخذون بما يقولون، ولولا اللسان لاستقام الجنان، والأذن مدخل من مداخل الشيطان، توقع في قلب السامع ما يسترسل به مع خياله حتى يصل إلى الهلاك من حيث لا يدري.
13 - حمل هَمِّ هذا الدين، وليعتبر كل فرد من أفراد أُمة التوحيد والعقيدة هذا الدين خالصًا له من دون الناس، فإن الشاب المسلم إذا انشغل عن شهواته بمتابعة قضايا المسلمين ملأ وقته بالقضايا النافعة أصاب بإذن الله أجرًا عظيمًا، فنبينا ? قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
وإذا رأى الشاب الغيور على دينه وأمته ما يحدث لإخواننا في كل صباح ومساء في العراق وفلسطين والعالم الإسلامي كله ترك شهوته وغريزته واستحقر خيالاته التي يتخيلها في هذا الجانب، ولا أعني أن ينصب كل واحد من أفراد الأمة نفسه حاكمًا من دون الحكام، وقاضيًا من دون القضاة، بل دعوا الأمر لأُولي الأمر، واحملوا هَمَّ هذا الدين تَصْلُحُونَ وتُصْلِحُون.
14 - عدم الاستماع إلى الغناء الذي يثير الغرائز، ولاسيما المصور منه وما أشيع في هذا العصر مما يسمى (الفيديو كليب) وما شابهه، مثل (ستار أكاديمي) والمسلسلات، لاسيما المدبلجة، فإن متابعة هذه البرامج تفعل فعلتها بقلب الشاب المسلم، ولا تليق بشاب عفيف نزيه.
هذه كلمات للمصلحين، وهمسات بآذان الشباب الصالحين ودعوة إلى الله رب العالمين عسى الله أن ينفعني بها ? يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ى إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ?.