تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث مهم في العشر الأواخر للشيخ يحيى بن موسى الزهراني]

ـ[ماهر]ــــــــ[25 - 10 - 05, 12:07 م]ـ

أحكام العشر الأواخر من رمضان

كتبه

يحيى بن موسى الزهراني

إمام الجامع الكبير بتبوك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، عليه من ربه أزكى صلاة، وأعطر تسليم، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، مصابيح الدجى، ونجوم الهدى، ومن ابتعهم واقنفى أثرهم، إلى يوم الدين. . أما بعد:

فهذه جملة من أحكام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، أقدمها حديقة يانعة، ليقتطف منها الخطيب والإمام وحتى المأموم، لتعم الفائدة أرجاء المسلمين، لا سيما وهي أحكام تهم المسلم في مثل تلك الأيام المباركات من شهر الرحمات والبركات، وحان اون الشروع في المقصود فأقول وبالله التوفيق:

أولاً / ليلة القدر:

لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها أفضل الرسل والأنبياء وخاتمهم وأخرهم، وجعلها خير الأمم قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران].

وقد أنزل لهذه الأمة الكتاب المبين، والصراط المستقيم، كتاب الله العظيم، كلام رب العالمين، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر]، وقال تعالى: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} [فصلت].

فقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر وهي ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريباً، ألا وهي ليلة القدر، قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر} [القدر]، وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان]، وسميت بليلة القدر لعظم قدرها وفضلها عند الله تبارك وتعالى، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك، كما قال تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان].

سبب تسميتها ليلة القدر:

أولاً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عزوجل وبيان إتقان صنعه وخلقه. . .

ثانياً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف لقوله تعالى: {وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر} وليلة خير من ألف شهر قدرها عظيم ولاشك.

ثالثاً: وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [متفق عليه]. وهذا لايحصل إلا لهذه الليلة فقط، فلو أن الإنسان قام ليلة النصف من شعبان، أو ليلة النصف من رجب، أو ليلة النصف من أي شهر، أو في أي ليلة لم يحصل له هذا الأجر. [الشرح الممتع 6/ 494].

يقول الشيخ ابن عثيمين: أن الإنسان ينال أجرها وإن لم يعلم بها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً " ولم يقل عالماً بها، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم.

علامات ليلة القدر:

1ـ قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان البر بعيداً عن الأنوار.

2ـ زيادة النور في تلك الليلة.

3ـ الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.

4ـ أن الرياح تكون فيها ساكنة أي: لاتأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسباً.

5ـ أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة.

6ـ أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير