تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من السنة أيضاً أن من خرج إلى صلاة العيد، أن يخرج من طريق، ويعود من طريق أخرى غير التي خرج منها، موافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لحديث جابر رضي الله عنه قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق " [أخرجه البخاري]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيدين من طريق، رجع في غير الطريق الذي خرج منه " [أخرجه ابن حبان وابن خزيمة وأحمد بإسناد حسن، انظر صحيح ابن حبان 7/ 54]، هذا هو المستحب لمن خرج إلى العيدين، ما لم يكن في ذلك مشقة على الناس، فإن كان في ذلك مشقة، كالزحام الشديد، أو من الناس من العودة من طريق آخر أو ما شابه ذلك، فلا بأس من العودة من نفس الطريق، لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه " [متفق عليه].

4 - أخذ الزينة عند الخروج للصلاة:

ومن سنن يوم العيد، أنه يسن للمسلم عند خروجه للصلاة أن يلبس أحسن ثيابه، ويستعمل أفضل العطور، وأحسن ذلك المسك، لأنه كان دهن النبي صلى الله عليه وسلم، ولأنه صلاة اجتمع لها الناس فيسن التطيب لها لقطع الروائح الكريهة التي قد تعلق بالمسلم فالطيب يقطع تلك الروائح.

كذلك يسن لبس أفضل الثياب وأنظفها وهذا في كل صلاة، لأن الله تعالى أمر عباده بذلك، فقال تعالى: " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد " [الأعراف 31]، لكن هنا أمر جدير بالاهتمام والتحقيق، وهو أن النساء لا يجوز لهن الخروج إلى مصلى العيد وهن آخذات زينتهن، لأن الزينة للمراة فتنة لها وبها، وعلى ذلك يجب على المرأة المسلمة أن تأخذ الحذر من لباس الزينة أثناء خروجها من بيتها، لا سيما الأماكن التي يوجد بها رجال أجانب.

5 - تذكر الفقراء والمرضى:

في يوم العيد، يوم الفرح السرور، يوم الغبطة وتوزيع الجوائز من الله الغفور الرحيم، وعندما يلبس المسلم أحسن الثياب، وعندما يقوم بتهنئة أهله وجيرانه، عليه أن يتذكر أن له اخوة مرضى قد لزموا الأسرة البيضاء، فمنهم من لزم المستشفى مدة طويلة من الزمن، قد فارق الدنيا وهو على قيد الحياة، انحبس عن أهله بسبب مرضه، فعلى المسلم أن يُشعر أولئك المرضى أنه معهم قلباً وقالباً، فيزورهم بين الفينة والأخرى، وبين المناسبة والتي تليها، وفي المناسبات الهامة العامة كالأعياد، حتى يدخل البهجة والسرور على نفوسهم، ويزيل الحزن من قلوبهم، ويرسم السعادة على شفاههم، والبسمة على وجوههم، فيتذكرون العيد ويشعرون بالسعادة والفرح، وكأنهم أسوياء أصحاء، ولما في زيارة المريض من أجر وثواب عند الله تعالى، ولما في ذلك من تخفيف من المعاناة التي يعانيها المرضى.

كذلك على المسلم أن يتذكر إخوانه الفقراء وخصوصاً الأرامل واليتامى الذي لا يستطيعون أن يعيشوا فرحة العيد كما يعيشها غيرهم من الأغنياء والموسرين والمقتدرين، فيتصدق عليهم ولو بأقل القليل ليدخل الفرحة على قلوبهم، حتى يستطيعوا الخروج للعيد ومعايدة جيرانهم وأهليهم، فالمسلم أخو المسلم، يشعر بما يشعر به أخوه، من فقر وحاجة، فيعطي ذا الحاجة، ويعين الملهوف، ويجبر مصيبة المصاب، ويهنئ صاحب الفرح، فالمؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد، وهم كذلك بإذن الله تعالى، والحمد لله الذي منَّ علينا بهذا الدين العظيم، دين الرأفة والشفقة والمحبة والمودة، دين التكافل الاجتماعي، والتعاون البناء على البر والتقوى، دين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دين خير كله، وفلاح كله، ونصر كله، دين يحث على التعاون والتآخي، فالحمد لله على نعمة الإسلام.

6 - صلة الأرحام:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير