تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في هذه الأيام الفاضلة، أيام عيد الفطر المبارك، يحسن التذكير بصلة الأرحام، فصلة الرحم سعة في الرزق، وطول في الأجل، وبركة في العمر، كما صح الخبر عن نبي البشر، وأما قاطع الرحم فهو ملعون في كتاب الله، وعلى لسان محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: " والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار "، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خلق الله تعالى الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن عز وجل، فقال: مه؟ فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال تعالى: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك " قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم " [متفق عليه]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا مع ما يدخره له من العقوبة في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم " [حديث صحيح أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد]، فاجتهدوا في صلة أرحامكم، وصلوا آباءكم وأمهاتكم، وأبنائكم وبناتكم، وإخوانكم وأخواتكم، وأعمامكم وعماتكم، وأخوالكم وخالاتكم، وكل من له حق عليكم، وليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها، فصلوا أرحامكم، ولو قطعوكم، فبرءوا ساحتكم أمام الله تعالى بوصل الرحم، ولا يمنعنكم من قطعكم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: " لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " [أخرجه مسلم].

7 - الفرح الزائد واستماع الحرام:

جميع الناس يظهر الفرح والسرور بيوم العيد، فهو يوم فرح ولا شك، لكن ما نشاهده من فرح زائد، يظهره بعض ضعاف النفوس وخصوصاً من الشباب فهذا لا يليق بالمسلم الصادق، فنرى الشباب في الشوارع وعلى الأرصفة في حركات سخيفة ماجنة، لا تمت للدين بصلة، وهم يتراقصون ويترنمون على أصوات الموسيقى المحرمة، واستماع للفساق والفاسقات ممن نسوا الله تعالى، وتركوا أوامره وفعلوا نواهيه، ومنهم من تراه بسيارته يجوب الشوارع بسرعة جنونية أو يفعل حركات بهلوانية مريعة مخيفة لإمتاع المشاهدين من جماهير المغفلين، ولا ريب أن ذلك منكر عظيم، وأمر خطير، فأعياد المسلمين ليست مجرد لهو ولعب وطرب وغناء وطبول، وحفلات راقصة، ولكنها صلاة وذكر وشكر لله تعالى، أما أعياد الكفار فهي مشتملة على الغناء والطبول والرقص واللعب، وليس في أعيادهم صلاة، فليس إظهار الفرح بتلك الصور المخجلة الفاضحة القادحة في الدين والمخلة بالشرف والحياء، رجال يتشبهون بالنساء، ونساء في الشوارع والأسواق، ونساء خراجات ولاجات، كاسيات عاريات، لا يرجون لله وقاراً، فعباءات على الكتف وأخرى ذات الزمام وكاشفة المفاصل والعظام، وملابس كاشفة عن الساقين والفخذين، وأنقبة مظهرة للزينة، مبينة للعينين والخدين، وعطور وأطياب مذهبة لألباب الرجال، فأي دين هذا؟ وأي شرع هذا؟ وأي إسلام يدعون هذا؟ وناهيك بالأطفال، فهم يسهرون إلى بزوغ الفجر، وقد أشغلتهم مغريات الحياة من ألعاب نارية، وإزعاج للجيران، وتمرد وعصيان، والآباء والأمهات تراهم سكارى وما هم بسكارى، ولكن الإهمال واللامبالاة أعمت بصائرهم، وأنستهم أبوتهم وأمانتهم التي ائتمنهم الله عليها من النساء والذرية، فسبحان الله الخالق العظيم، ما أحلمه على العصاة والمجرمين، قال تعالى: " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون " [النحل 61].

ومن سنن العيد المهجورة ما يلي:

1 - التكبير يوم العيد، ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد

، قال الله تعالى: " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ".

وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيرا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير