تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذي يتأمل نصوص السنة وهديه صلى الله عليه وسلم في النوم يجد أن المعدّل الطبيعي للإنسان العادي في العموم الغالب هو نوم (سبع ساعات في اليوم) يقل العدد في حدّ أدنى إلى (5) ساعات! ويرتفع في حدّ أقصى إلى (10) ساعات في اليوم الواحد. وذلك على حسب اختلاف طول الليل والنهار بين فصلي الشتاء والصيف.

جاء في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه. ويصوم يوما، ويفطر يوما "

وفي حديث النزول الإلهي لله جل وتعالى إلى السماء الدنيا ثبت النص بأن الله تعالى يتنزّل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي ندب فيه القيام لله ومناجاته.

وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه من حديث خوات بن جبير رضي الله عنه موقوفا قال ” نوم أول النهار حرق، وأوسطه خلق، وآخره حمق ” وسنده صحيح.

على ضوء هذا نستطيع أن نقوم بعملية حسابية لاحتساب عدد ساعات النوم الطبيعي للإنسان العادي كما يلي:

1 - فترة القيلولة، وهي النوم في وسط النهار عند الزوال وما قاربه من قبل أو بعد. ويقدر وقت القيلولة في حدٍّ أعلى (ساعة) تقريباً.

2 - النوم الليلي: تقدّر عدد ساعات النوم الليلي - من بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر - بـ (7) ساعات. في فصل الصيف و (9) ساعات تقريباً في فصل الشتاء.

فيصير مجموع ما ينامه الإنسان:

- (8) ثمان ساعات في فصل الصيف.

- (10) عشر ساعات في فصل الشتاء.

وإذا اعتبرنا أن الإنسان حريص على قيام الليل واستغلال الثلث الأخير من الليل فيكون بذلك معدّل نومه:

- (5 - 6) ساعات في فصل الصيف.

- (7 - 8) ساعات في فصل الشتاء.

اعتقاد خاطئ!

يعتقد بعض الناس أنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ.!!

فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر.

فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيرها.

* الهدي النبوي في النوم. . آداب وأسرار.

لمّأ كان الإنسان يقضي ثلث عمره في النوم وكان النوم هو موتة صغرى لا يستطيع حينه الانسان أن يقوم بأي عمل، وحياة المؤمن الحريص إنما هي مزرعة للآخرة وهو لا ينفك عن هذه الموتة التي تمنعه عن العمل، جاء الهدي النبوي ليجعل من هذه الموتة عملاً يُتقرّب به إلى الله جل وتعالى، لكن لا ينال هذه القربة إلا من هُدي.

فجاء الهدي النبوي في النوم هدياً كاملاً شاملاً يعين على سمو الروح وصحة البدن.

ويمكن أن نقسم الهدي النبوي في ذلك إلى قسمين:

- آداب قبل النوم.

- آداب الاستيقاظ من النوم.

أولاً: آداب قبل النوم.

1 - إطفاء السرج.

وخاصة التي تعتمد في إضاءتها على النار وإغلاق الأبواب وحفظ الأطعمة في أماكن الحفظ، لحديث جابر رضي الله عنه: " «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: أطفِئوا المصابيحَ إذا رَقَدْتم، وغَلِّقوا الأبواب، وأوْكوا الأسقيةَ وخَمِّروا الطعامَ والشراب ـ وأحسِبُه قال ـ ولو بعُودٍ تَعرُضهُ عليه». رواه البخاري. وفي بعض الروايات زيادة (واذكروا اسم الله)

قال ابن دقيق العيد: في الأمر بإغلاق الأبواب من المصالح الدينية والدنيوية حراسة الأنفس والأموال من أهل العبث والفساد ولا سيما الشياطين، وأما قوله ” فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ” فإشارة إلى أن الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان عن الاختلاط بالإنسان، وخصه بالتعليل تنبيها على ما يخفى مما لا يطلع عليه إلا من جانب النبوة.

وقد جاء في بعض الآثار أن الجن والشياطين لا تفتح شيئا مغلقاً!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير