تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويكون معك أقلام أربعة أو خمسة بألوان، وأنت تنظر في تفسير القرطبي مثلاً: وهو أطول تفسير في أحكام القرآن، وفيه من الفوائد شيء كثير، لكنه على مذهب الأشاعرة، وأيضاً فيه من الأحاديث الضعيفة والواهية والموضوعة شيء كثير، لأنه ليس من أهل الصناعة، فتقرأ تفسير القرطبي وعندك الأقلام الملونة، فالمسألة مسألة جرد، لأن الكتاب من عشرين مجلد، فإذا أردت أن تقف عند كل مسألة لاتنتهي، فتأخذ القلم الأحمر فتقول: قف عند مبحث تريد حفظه، لأن بعض المباحث يمر عليك في هذا التفسير أوفي غيره لابد أن تحفظه لأنه لا يمكن أن يمر بك مرة ثانية، وهذا تستفيد منه في كل العلوم ينير لك طريقك، بعض التوجيهات في بعض الكتب يفتح الله جل وعلا بها على هذا المؤلف بحيث لا توجد عند غيره، فمثل هذه تقول: قف بالقلم الأحمر، وفي طرة الكتاب مثلاً تقول اللون الأحمر صفحة كذا، وقد تأتيك مسألة صعبت عليك وتريد أن تراجعها لتفهمها باللون الأخضر قف، وتذكر الإصطلاح في طرة الكتاب: الأحمر لما يراد حفظه، الأخضر لما يراد مراجعته، فتحتاج تراجع لأجل أن تفهم، فإذا ما فهمت بنفسك تراجع أهل العلم يحلون لك هذا الإشكال، ثم قد تجد مقطعاً يعجبك أسلوبه وتريد أن تستفيد منه في إنشاءك، وفي إلقاءك وفي تعليمك فتأتي بالقلم الأسود وتقول قف، لتعود إليه مرة ثانية، فتنقله إلى مذكرتك ... وهكذا، فبهذه الطريقة في سائر الكتب المطولة يستفيد طالب العلم لأن هذه المطولات لا يمكن أن تعامل معاملة متون، فتفهم كل شيء فيها، لأن أهل العلم لما صنفوا المصنفات وجعلوا منها المختصرات لتحفظ، وجعلوا منها المطولات لتُفْهِم ويستفاد منها، ويستعان بها على فهم هذه المختصرة، فالكتب عند أهل العلم على أنواع: منها المتون، ومنها الشروح، ومنها الحواشي، ومنها النكت، وبعض الطلاب يسمع النكت على كتاب كذا، يظنه الأخبار الطريفة المضحكة، فليس الأمر كذلك، بل هي المسائل المشكلة: يعني ليست حاشية تتعرض لكل شيء، وإنما هي في مسائل دون مسائل، فهذا المطولات تقرأ بهذه الطريقة، فهنا انتهينا من التفسير، نأتي إلى الحديث.

الحديث يبدأ فيه بالأربعين النووية، لأن ابن عباس يقول: الرباني هو الذي يبدأ بصغار العلم قبل كباره، فتبدأ العتبة الأولى لهذا السلم الذي ترتقيه لنيل هذه المطالب بالأربعين النووية وهي أحاديث جوامع من كلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتحفظ الأربعين وتراجع عليها الشروح الموثوقة من قبل أهل العلم، والمختصرة أيضاً، ثم تقرأ في العمدة في العرضة الأولى تقرأ كتاباً ميسراً على العمدة لأن العمدة ألف في شرحها كثير، فتقرأ عليها شرحاً مبسطاً كشرح الشيخ عبدالله بن بسام (تيسير العلام) يقرأه ويستفيد منه، سهل جداً كتاب شبه مدرسي، ثم يقرأ بعد ذلك على العمدة شرح ابن دقيق العيد، أو يؤجل حتى يقرأ في كتب أخرى، فشرح ابن دقيق العيد في غاية الصعوبة، إن استطاع أن يتعامل مع شرح ابن دقيق العيد ويخرج منه بحيث لا يشكل عليه شيء فهذا تعلم السباحة، فيقرأ أي كتاب من شروح السنة، بعد هذا يحفظ البلوغ ويقرأ في شروحه فيجمع في سبل السلام وتوضيح الأحكام للشيخ عبدالله البسام، فإذا جمع بينهما استفاد فائدة عظيمة، لأن شرح الصنعاني شرح متين يمكن أن يربى عليه طالب علم بخلاف الشروح التي أشبه بالمذكرات التي لايستشكل منها شيء، فهذه لايربى عليها طالب العلم، لكنه ينتفع منها وفيها فوائد، وفيها ما يعين طالب العلم، فإذا قرأ بلوغ المرام لأنه مخدوم، وقرأ معه في المتن نفسه المحرر لابن عبدالهادي، وقارن بين الكتابين، ونظر في زوائد هذا، وزوائد هذا، واستخرج الزوائد على الكتابين، ونظر في أحكام ابن حجر وابن عبدالهادي وقارن بينهما، وبحث ليصل إلى القول الصائب من هذين القولين مع مراجعته للشروح، وبعد ذلك يتأهل للكتب المسندة الكبرى، فيقرأ في البخاري، في مسلم، في بقية الكتب الستة، ويراجع على كل كتاب منها شرح، وإن أراد أن تكون قراءته بالشروح سرداً وجرداً، لأن الفائدة من قراءة المطولات مثل: شروح البخاري تولد عند طالب العلم ملكة يستطيع بواسطتها أن يتعامل مع الأحاديث، لذا كل الأحاديث مشروحة، مباشرة إذا سمعت حديث مباشرة ترجع إلى شرحه فترى كلام أهل العلم له،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير