تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأنت في يوم من الأيام ستقف على حديث لم يشرح، فإذا نظرت في الشروح، وجردت على كل كتاب شرح أو أكثر من شرح، فإنك حيث إذن تتولد لديك هذه الملكة، ويفتح عليك بعض الأمور التي لا توجد في هذه الكتب، وهذا مجرب، لكن قد يقول قائل إذا بدأت بالبخاري، كيف أقرأ فتح الباري؟ وكم يحتاج فتح الباري من المدة حتى أنتهي منه؟ نقول يا أخي فتح الباري، لا شك أن صعوبة مثل: لحم الجمل بالنسبة للصبي فيه وعورة بالنسبة لطالب العلم، ونقول إقرأ قبله كما يقول أهل العلم: الكوامخ والجوارش مشهيات، إقرأ الكرماني مثلاً: الكرماني فيه فوائد وفيه طرائف تشد طالب العلم، حقيقة من بدأ بهذا الكتاب لا يتمالك أن يتركه حتى ينهيه، ويقرأه بالطريقة التي ذكرناها عندما يقرأ تفسير القرطبي بالأقلام الأربعة بالطريقة السابقة، فإذا قرأ الكرماني انفتحت نفسه وتعود على القراءة، لأن طالب العلم أول ما يبدأ بالقراءة، القراءة لاشك أنها تحتاج إلى صبر، تحتاج إلى حبس نفس، فإذا قرأ يقرأ في أول الأمر لو ساعة، ثم بعد من الغد النفس تجره وتسحبه إلى القراءة، لا سيما إذا بدأ بمثل هذا الكتاب، فإذا قرأ الكرماني فيه الطرائف، وفيه الغرائب، وفيه العجائب بالنسبة للرواة، ففيه استنباطات، وفيه أشياء، وعليه ملاحظات وأوهام، فاالذي يستشكله يضع عليه من الخطوط ما قدمناه سابقاً، ويراجع عليه ماذا قال ابن حجر: هل وافق الكرماني أو ماوافق؟

ثم بعد الكرماني يقرأ في شرح النووي على مسلم،وهو أيضاً من المشهيات، وهي ما في شرح الكرماني، وإن كان الكرماني قد يذكر في ترجمة راوي ويطيل فيها بخلاف غيره من الشروح، فيذكر في ترجمة هذا الراوي أطرف ما ذكر في ترجمته، وما يستغرب في ترجمة هذا الراوي سواء كان في علمه في عبادته في زهده في أخباره العجيبة التي ذكرت عنه، فالكرماني، النووي لاشك أنهما ييسران القراءة على طالب العلم، بعد ذلك إذا قرأ في هذين الكتابين لا مانع أن يقرأ في فتح الباري، ويجد النفس قد انفتحت لقراءته، وفتح الباري إذا خصص له وقت يحتاج إلى سنتين بالطريقة السابقة بالأقلام، وش المانع أن تفهم البخاري ويرسخ في ذهنك صحيح البخاري بمعانيه ولا يشكل عليك شيء سنتين؟ يعني متكاثر على البخاري سنتين، لأن بعض الطلاب يستعجل الفائدة، ثم بعد ذلك تنبيه أريد أن أنبه له الإخوة أنه لابد أن يكون شيء على حساب شيء، فإذا استرسل الإنسان وراء الشروح التي تحتاج إلى مدد متطاولة لاشك أنها سوف تكون على حساب المتون، وقد يغفل الطالب إذا بدأ بالشروح على هذه الطريقة عن أهم المهمات عن القرآن، مراجعة القرآن، تلاوة القرآن، فنقول لابد أن يقتطع للقرآن جزء يقتطعه من وقته من سنام وقته لا من فضوله جالس في انتظار، ولا عند إشارة ولا في مستوصف، ويفتح المصحف، لا، إنما يفرض للقرآن إن استطاع أن يقوم قبل صلاة الفجر ويقرأ حزبه من القرآن هذا أفضل بلا شك، وأحضر لقلبه، إن كان لا يستطيع فبعد صلاة الفجر إلى تشرق الشمس ينتهي من حزبه، لأنه في خضم هذا الكم الهائل من المقروءات وما يخطط له طالب العلم من الإضطلاع عليه قد يغفل عن القرآن، نعم الأوقات المفضولة أوقات الاستجمام لا مانع أن يقرأ طالب العلم في كتاب تاريخ مثلاً للإستجمام وللإعتبار، لأن كتب التواريخ فيها العبرة، وكذلك ينظر في كتب الأدب فيها متعة، وقد يحتاج إليها طالب العلم، ومرَّ بنا في علوم القرآن، وعلوم السنة ماكان مفتاحه في كتب الأدب، ولو أن الوقت يستوعب لذكرت أمثلة، ثم التوقف للأذان.

بعد الأذان: الحديث الذي نتحدث عنه عبارة عن متون وأسانيد وفقه واستنباط من هذه المتون، فالأسانيد وسيلة لإثبات هذه المتون، والغاية العظمى هو الإستنباط الذي على ضوءه يكون العمل، فإذا قرأنا في هذه الشروح ورأينا كيف استنبط أهل العلم من هذه الأحاديث، الأذهان تتفتق ويكون لديها الاستعداد للإستنباط والمزيد منه، لأن طالب العلم ليس مثل الآلة لا تزيد ولا تنقص، هذه الآلات خزن فيها تجد لا أكثر ولا أقل، لكن طالب العلم وهبه الله جل وعلا هذا العقل الذي به يستطيع النظر والموازنة فينظر إذا قلنا يقرأ في فتح الباري ووجد صاحب الفتح ينتقد الكرماني يدون هذا النقد على شرح الكرماني الذي سبق أن قرأه، ثم بعد ذلك نريد أن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير