تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ننبه إلى أن كل شرح من الشروح له مزيته وله خصيصته. شرح الخطابي الذي هو أقدم الشروح إسمه "أعلام الحديث" أو "أعلام السنن" لا شك أن مؤلفه إمام وفتح مجال لغيره وفيه قصور وعواز شديد، وشرح الكرماني فيه مثل ذلك من القصور ما يسدد من الكتب التي جاءت بعده لكنه قلنا إنه يفتح الشهية، وفيه فوائد ولطائف وطرائف، وفيه أوهام.

إذا قرأ في شرح النووي ثم فتح الباري استفاد فائدة عظمى ثم بعد ذلك هناك كتب لا يستغنى عنها، فإذا كانت خصيصة فتح الباري تكمن في إحاطة الحافظ ابن حجر في الأحاديث التي يشرحها بجميع أطرافها فإن لغيره من المزايا ما لا يوجد فيه.

شرح الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ فيه نفس السلف، شرح معتمد إعتماد كلي على أقوال السلف، وهو أيضاً مجرد من أقوال الخلف وتعقيداتهم.

العيني يفيد طالب العلم في الناحية اللغوية والناحية العملية لأنه يطيل أيما إطالة في المسائل اللغوية، ويطيل أيضاً في الفقه والاستنباط إلا أنه فقيه حنفي، فقد يكون مدلول على خلاف ما يريد وخلاف ما يقرر فعلى هذا يستفاد منه أصل المسألة، وأما تقرير الحكم فالحكم هو النص.

شرح القسطلاني المسمى إرشاد الساري شرح لا يستغنى عنه , ولا يستغني عنه طالب العلم، لاسيما الذي يريد أن يفهم البخاري، لأن البخاري مروي بروايات متعددة، روى البخاري عن صاحبه، الصحيح رواه عن مؤلفه ما يقرب مئة ألف راوي، والبخاري كغيره من كتب المتقدمين في كل رواية يزيد المؤلف وينقص ويغير، فإرشاد الساري ميزته في بيان هذه الروايات، الحافظ ابن حجر اعتمد على رواية أبي ذر وأشار إلى ما عداها، وأما إرشاد الساري فأشار إلى جميع ما وقف عليها من الروايات وهذه ميزة له، ومفيد من هذه الحيثية على اختصاره، وهو في الجملة كأنه زبدة لفتح الباري وعمدة القاري، فيستفاد منه، ويستفاد لمعرفة ثبوت الخبر من كتب علوم الحديث، وعلوم الحديث مشتملة على أنواع: كل نوع يستفاد منه في ما يخصه، فمنها ما يتعلق بالأسانيد، ومنها ما يتعلق بالمتون، ومنها ما يتعلق بالظاهر، ومنها ما يتعلق بالباطن كالعلل، فيستفاد من كتب علوم الحديث، وكتب العلل في إثبات الأخبار وعدم إثباتها.

كتب العقائد: يتدرج فيها طالب العلم بدءً من مؤلفات المجدد ـ رحمه الله تعالى ـ الأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، وكشف الشبهات، وكتاب التوحيد، ثم الواسطية، ثم الحموية، الطحاوية، التدمرية على هذه الطريقة، وعلى هذا التسلسل يمسك المتن ويحفظ، ويراجع في أول الأمر شرح مختصر يحل له بعض الإشكالات، ثم يراجع ما هو أطول منه على ما تقدم في كيفية دراسة التفاسير وشروح الأحاديث، فإذا قرأ هذه المتون، مؤلفات الشيخ الإمام المجدد الأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، وكشف الشبهات، كتاب التوحيد، الواسطية، الحموية، التدمرية والطحاوية، أيهما يُقَدِم على الآخر؟ لا شك أن الحموية أسهل من التدمرية، لكن التدمرية لا بد منها، يقرأ بعد ذلك أو قبل التدمرية والطحاوية لو قرأ في سلم الوصول مثلاً وفي عقيدة السفاريني وراجع عليها الشروح، وفي هذين الكتابين وغيرهما من كتب التوحيد يختصر الشروح، قد يقول قائل: أنا أقرأ شروح التوحيد ثم بعد ذلك إذا انتهيت الفائدة موجودة لكنها أقل مما توقعت، نقول: إختصر .. إختصر فتح المجيد مالمانع، إختصر تيسير العزيز الحميد، أو أنقل زوائد هذا على هذا لأنه العلم بالتقليص وبالمعاناة هذه وبكثرة التعب يثبت، فعندك سلم الوصول أبيات قليلة شرحت في ألف وثلاثمائة صفحة مالمانع أن تختصر هذا الكتاب في ثلاثمائة صفحة فقط ويرسخ عندك الكتاب فتحفظ المنظومة وترسخ عندك معاني هذه الأبيات، وقل مثل هذا في منظومة السفاريني في عقيدته الدرة المضية مع شرح لوامح الأنهار البهية، أو لوامع الأنوار؛ لأنه في طبعته الأولى طبعة المنار سموه لوائح، وفي الطبعة الثانية لوامع، فالإختصار أنا عندي في غاية الأهمية لطالب العلم، ولا يختصر هذا بنية النشر على أنه مؤلف له جديد ينشره بين الناس، لا، بل أول من يستفيد منه نفس المختصر هذا، ولذا يقول الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: وإذا عزم لي تمامه فأول من يفيد منه أنا، صحيح أن المؤلف أول من يستفيد من كتابه لا على أن ينشره بين الناس، ولا مانع أنه إذا تأهل بعد ذلك وعرضه على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير