تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أهل العلم والخبرة والاختصاص أن يقدمه للناس يستفيدون منه، فعندي مسألة الاختصار خير معين للتحصيل، وإذا قلت أنها من أقرب الطرق لا سيما لمتوسط الحافظة، أما قوي الحافظة فهذا إذا قرأ ما عنده مشكلة، من الناس من إذا قرأ الكتاب ـ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ـ مرة واحدة إستوعب الكتاب، وبعض الناس إذا قرأ مرتين إنتهى، وبعض الناس يقرأ مئة مرة ما يستوعب الكتاب، فمثل لا بد له أن يعاني ويتعب على الكتاب، والاختصار من أفضل الوسائل، ذكرنا هذا بالنسبة لتفسير ابن كثير، ونذكره في مثل هذه الكتب، ونذكره في شروح كتب الأصول مثلاً، لأن كثير من طلاب يقول مثلاً أنا أعاني، عجزت ما مسكت شي، أو كتب النحو، نقول: تقرأ الورقات وتسمع شروح الورقات فتستفيد، فتتأهل للمرحلة التي بعدها، والمرحلة التي بعدها يكون فيها الاختصار، تأتي إلى مختصر التحرير، فقد لا تفهم المختصر لأنه صعب، كَلّ، أو تأتي إلى مختصر الروضة للطوفي، ثم بعد ذلك هذان الكتابان مشروحان بشرحين مبسوطين، فشرح مختصر التحرير ـ إسمه الكوكب المنير ـ، هذا في أربعة مجلدات، والمختصر في صفحات يسيرة، مالمانع في أن تنظر في هذا الشرح، وتنظر في المتن مسألة مسألة، وماذا قال الشارح، فتحاول أن تفهم هذا الشرح، فتعيده مرتين. . . ثلاث، فتصوغه بأسلوبك، بدل ما هو في ثلاث صفحات. . أربع صفحات، تصوغه في أسطر، فإذا انتهيت من الكتاب المكون من أربعة مجلدات، تكون قد اختصرته في مئتي صفحة. . ثلاثمئة صفحة، وبهذا يثبت العلم، وينحفر في الذهن، وقل مثل هذا في مختصر شرح الروضة، للمؤلف نفسه، والشرح من أنفس الكتب في هذا الباب، ماتستطيع أن تستوعب ألف وسبعمائة صفحة من القطع الكبير، لكن إذا اختصرت وأنهيت من هذا الكتاب تستوعب، ولا بد أن ننبه إلى أن من استطال الطريق لن يحصل علم. لا بد أن يطول الطريق، لأن العلم لا بد أن يطلب من التمييز إلى الوفاة، فأنت إذا حفظت المتون، وقرأت في الشروح المختصرة بعد الحفظ، ثم بعد ذلك تختصر الشروح المطولة.

كتب العقائد التي ذكرناها على هذا الترتيب وهذا التسلسل إذا انتهيت أنت مؤهل لأن تقرأ أي كتاب في العقائد، نعم إذا يكن لديك معرفة بعلم الكلام، يبقى عندك إشكالات في مثل منهاج السنة، وفي مثل درء تعارض العقل والنقل، وفي مثل تقض التأسيس، فنقول: يا طالب العلم، لا تكلف نفسك بفهم كل شيء يقوله شيخ الإسلام في هذه الكتب الثلاثة، لأنها تعوقك عما هو أهم منها، يعني في شرح السنة عندك في المجلد الأول أو الثاني ما يقرب من ثلاثمئة صفحة أشبه ما تكون بالطلاسم، إلا شخص عنده دربه في الكلام، وله معاناة في هذا الفن، وقل مثل هذا في درء تعارض العقل والنقل مملوء من هذه المباحث، فما تفهمه أعد النظر فيه وكرره، والذي لا تفهمه إمرار، ولا يلزم أن تقف عليه، لأن من الكبار من يمر هذه المباحث، وضع عليها علامة الصعوبة، بالقلم المعين لهذه المباحث، وليكن في يده قلم خامس، بلون خامس، يضع على الموضع علامة بأنه لا يرجع إليه، وعلم الكلام كما شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: المنطق علم غث، كلحم جمل، على رأس جبل، لايحتاجه الذكي، ولا يفيد منه الغبي، نعم يحتاجه من يريد أن يرد على الفلاسفة وعلماء الكلام، لكن كم تحتاج الأمة إلى مثل هؤلاء لأجل أن نقول لطلاب العلم: كلكم إقرءوا في هذا، ويكون هذا على حساب المقاصد التي هي علوم الكتاب والسنة، والسواد الأعظم من طلاب العلم لا يحتاجونه، وكتب شيخ الإسلام وابن القيم لايستغني عنها طالب علم، منها ما لا يمكن تصنيفه تحت عنوان، أو تحت فن من الفنون، فإذا تدرج طالب العلم في الفنون قد يغفل عن هذه المهمات، وهو بحاجة إلى هذه الكتب التي تعالج أدواء القلوب، فإذا مشى على الترتيب المعروف لتحصيل العلم الذي يتعلق بعلم الجوارح متى يرجع إلى هذه الكتب التي تعالج أمراض القلوب؟ متى يقرأ الجواب الكافي لا بن القيم؟ متى يقرأ في حادي الأرواح؟ متى يقرأ في مدارج السالكين؟ متى يقرأ في إغاثة اللهفان؟ متى يقرأ ـ وهو بأمس الحاجة ـ إلى زاد الموقعين؟ أو زاد المعاد؟ فلا بد أن يقتطع لها جزءاً من وقته، وقل مثل في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتكون بجواره الأقلام التي ذكرناها لتتم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير