وأول ما نزلت من القطار رأيت الناس يحملون قناديلا في ساعات الفجر المبكر مهرولين إلى داخل المدينة فتبعتهم فرأيتهم يطوفون حول بقرة مصنوعة من الذهب، عندها أدركت أن الهند لم يكن بها ما أبحث. بعدها عدت إلى ايطاليا حيث مكثت شهرا كاملا في المستشفى كدت أن أفقد حياتي لما حملت من المرض من الهند لكن الله سلم، والحمد لله.
نزلت من المستشفى إلى البيت وبدأت أفكر عن الخطوات التي سأتخذها بعد هذه الرحلة الطويلة، فقررت أن أبقى مستمرا في طريقي في البحث عن الحقيقة. رجعت إلى الدير وبدأت أمارس حياة الرهبنة في أحد الأديرة في روما حيث طلب مني كبير الرهبان إعطاء الكلمة والوعد في تلك الليلة فكرت طويلا، وفي الصباح قررت عدم إعطائهم الكلمة وتركت الدير، شعرت أن شيء ما دفعني للخروج من الدير، بعدها قررت التوجه إلى القدس لإيماني بقدسيتها. فسافرت إلى القدس عبر البر مارا بالبلدان التي مررت بها إلى أن وصلت سوريا، ولبنان، وعمان، والقدس، أمضيت أسبوعا في القدس، وبعدها عدت إلى ايطاليا فزادت تساؤلاتي، عدت إلى البيت وفتحت الإنجيل في هذه اللحظة شعرت بأنه لا بد لي أن أقرأ الإنجيل من البداية فبدأت بالتوراة ماراً بقصص أنبياء بني إسرائيل في هذه المرحلة بدأت تتبلور عندي المعاني الحقيقية للرسالة التي بعثها الله. وبدأت أشعر بها، وينتج عن هذا أسئلة لم أجد لها أجوبة حاولت أن أجد لهذه التساؤلات أجوبة من خلال مكتبتي المليئة بالكتب المتعلقة بالإنجيل والتوراة. حينئذ تذكرت صوت الأذان الذي كنت اسمعه في تنقلاتي بين البلدان ومعرفتي بأن المسلمين يؤمنون بإله واحد لا إله غيره، وهذا الذي كنت أعتقده، فقلت: بأن لا بد لي من التعرف على الإسلام فبدأت أقتني كتبا عن الإسلام وكان عندي القرآن الكريم باللغة الإيطالية كنت اشتريته من خلال رحلاتي.
بعد إطلاعي على هذه الكتب وجدت أن الإسلام ليس كما هو مفهوم عند كثير من الغرب بأنه دين قتل وتسلط ولكن وجدته دين رحمة ووجدت أنه قريب في المعنى الحقيقي للتوراة والإنجيل، فقررت أن أعود إلى القدس لأنني أؤمن بأن القدس مهبط الرسالة السابقة ولكن هذه المرة استعملت الطائرة من إيطاليا إلى القدس. نزلت في المكان الذي ينزل فيه الرهبان والزوار تحت رعاية الهوسبيس الأرمني في البلدة القديمة. لم أحمل في حقيبتي إلا قليل من الملابس والقرآن المترجم والإنجيل والتوراة. فبدأت أقرأ أكثر فأكثر وأقارن بين ما في القرآن وما في التوراة والإنجيل فوجدت أنه قريبٌ من رسالة موسى وعيسى عليهما السلام الحقيقية، بدأت أتكلم مع أناس مسلمون سائلاً إياهم عن الإسلام حتى قابلت صديقي العزيز وسيم حجير وتكلمنا معاً عن الإسلام وقابلت كثيراً من الأصدقاء وكانوا يشرحوا لي عن الإسلام. بعد حين قال لي الأخ وسيم أنه سيعقد لقاء بيني وبين أحد الأخوة الدعاة إلى الله، فكان اللقاء مع الأخ العزيز أمجد سلهب فكانت بيننا محادثة طيبة عن الدين الإسلامي ومن أكثر الأشياء التي أثرت بي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ لما فيها من التشابه مع قصة في البحث عن الحقيقة، ولقد جمعنا لقاء آخر مع الأخ أمجد وكان معه رفاقه ومن بينهم فضيلة الشيخ هشام العارف ـ حفظه الله ـ فدار الحديث عن الإسلام وعظمته وكان عندي بعض الأسئلة فأجاب عنها فضيلة الشيخ. فبقيت أتردد عند الأخ أمجد وكان يوضح لي كثيرا من المسائل، حينئذ كان أمامي خيارين إما أن أتبع الحق أو ارفضه ولم يكن باستطاعتي الرفض بعد أن آمنت أن الإسلام هو الطريق الصحيح، في هذا الوقت كنت جالسا وحدي وكأني أشعر بأن الوقت قد حان للتلفظ بكلمة التوحيد وأن أنطق بالشهادة فإذا بالأخ أمجد قد جاءني وكان موعد الأذان لصلاة الظهر قد حان فما كان مني إلا أن تلفظت بـ "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ـ فعانقني الأخ أمجد وهنأني بالإسلام وسجدنا سجود شكراً لله على هذه النعمة، وطلب مني الاغتسال والذهاب إلى المسجد الأقصى لصلاة الظهر وهناك وبعد انتهاء الصلاة قابلت المصلين بالشهادة التي من الله بها علي، وبعدها بدأت أطلب العلم وقد وفقني الله أن أطلب العلم على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
والحمد لله على الإسلام والسنة.
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إعداد: أبو عثمان التميمي
أمجد بن عمران سلهب
http://www.aqsasalafi.com/vb/showthread.php?t=973
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 06:04 م]ـ
الحمد لله الذي هداه للإسلام
ـ[فادي قراقرة]ــــــــ[19 - 01 - 06, 09:16 م]ـ
بارك الله فيكم
هذه قصة من بين عدة قصص لأناس كانوا على الكفر فمن الله عليهم بمنه و رحمته و كرمه بأن أصبحوا مسلمين سلفيين و لله الحمد
الحمد لله على نعمة الإسلام
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 12:51 ص]ـ
لقد تذكرت عندما رأيت موضوعك رؤيا رأيتها ولا أعلم تأويلها فمن له خبرة بالتأويل فليفدنا
وهي أني رأيت نفسي في مسجد في المملكة العربية السعودية وأكاد أطير من الفرح لأنني سأطلب العلم هناك
فرأيت بعضاً من أصدقائي وفي مقدمتهم رجل لا أعرفه عليه سمت أهل العلم فسلمت عليه ثم ثنيت بالسلام على صديق لي فإذا به يقول لي بالعامية الكويتية ((إنت تدري على منو سلمت توك)) أي ((اتدري على من سلمت للتو)) فقلت له ما مفاده أن يخبرني لاحقاً لأنني كنت مشغولاً بالسلام على الناس وأذكر أني قلت له بالعامية ((يبيلي جولة معاك تعرفني على أهل المنطقة)) أي أحتاج إلى معك في المنطقة
وسلمت على البقية وجاء رجل فجلس خلف المكتب الموجود في المسجد فقال ((سيأتي الشيخ بعد قليل وستكون المحاضرة عن قصة سلمان الفارسي من منكم يعرف قصة سلمان الفارسي؟))
فأنزلت رأسي لأني لا أحفظها جيداً فالتفت خلفي فإذا بجماعة يرفعون أيديهم لم أميز منهم إلا رجلاً واحداً هو من مشايخي
فقال الرجل ((أنا أقول لكم قصة سلمان)) وانقضت هنا الرؤيا ولم تأخذ مني سوى خمس دقائق وكأني أغمضت عيني ثم فتحتها وأحسست ببرودة في صدري وراحة عجيبة
ملاحظة لست صوفياً
¥