ثم يأتي هذا الشاب المتعالم فيفهم كلام الشيخ خطأ، فيرد عليه بوقاحة وصلافة، أو بجهل وتعالم، ويأتي مشارك آخر فيمازح بعض الفضلاء بطريقة لا تليق، ويأتي ثالث فيحرف الموضوع عن مساره عمداً أو جهلاً؛ ويفعل الرابع نوعاً رابعا من اللعب أو العبث أو أسباب التأخير، والخامس خامساً وغيرهم غير ذلك.
أين هؤلاء من أدب الطلب والطلاب، وأين هم من حقوق أهل العلم والفضل وذوي الأسنان والتجارب؟!
وهكذا ضاق كثير من الفضلاء بما رأوه وصبروا وصابروا، ولكن عِيل صبرهم، وهم بشر مثلنا لا يختلفون عنا في البشرية لا في قليل ولا كثير، فلمَ نستغرب نفاد صبرهم؟!
نعم لقد انقطعوا عن المشاركة – بحسب ما يظهر – فغابت تلك الأسماء اللامعة، وغربت تلك الكواكب الدرية، وانمحت تلك البحوث العلمية العميقة العالية؛ وما أعظمها من خسارة.
إن أهل الملتقى - أعني القائمين - عليه قد وضعوا ضوابط للكتابة في الملتقى، ولكنها بحسب اجتهادهم، وبحسب ما يقدرون عليه، وفقهم الله؛ فهي غير كافية، ولو كانت كافية من الناحية النظرية فإنها – من الحيثية العملية - ليست الحل الوحيد لمشاكل الملتقى.
إننا إذ نطالب الطائفة المقصرة من المشتركين، بحسن الأدب وحسن المشاركة وتوقير الفضلاء والمشايخ من أهل العلم، وأن لا يتكلموا إلا بما يعلمون، وأن لا يدخلوا فيما لا يعنيهم، ولا يدلوا بدلوهم فيما لا قِبل لهم به، وأن يتثبتوا كثيراً قبل المشاركة في المقالات وأن يتعلموا قبل أن يعلِّموا، وأن يتريثوا قبل أن يتسرعوا؛ أقول: إننا إذ نطالبهم بذلك كله فإنه ليس يسيراً عليهم أن يستجيبوا الاستجابة الكافية، ولسنا نطمع في قوة هذا الحل، ولسنا نتفاءل كثيراً في نفعه وجدواه.
ولكن ثَمَّ حل أيسر من هذا وأقرب، وهو أن نطالب المشايخ وأهل الفضل والعلم والأدب والتحقيق، أن يصبروا لوجه الله، وأن يعودوا إلى الملتقى، وعودهم أحمد، وأن يتحملوا - لوجه الله - ما قد يؤذيهم من تصرفات عوامّ أعضاء الملتقى أو غيرهم ممن يخطئ عمداً أو غفلة وتسرعاً؛ وأن يستعينوا في هذا الباب الدعوي العظيم بالله وحده، وأن لا يُغْفلوا مراعاة جانب الحكمة في الدعوة وركني الصبر والبصيرة فيها؛ وأن يحتسبوا على الله ثواب الصابرين.
وأما المقترح فهو أن يفتح، في الملتقى، للفضلاء المذكورين، منتدى خاص بهم، يشتركون فيه وحدهم، دون غيرهم، فيتم إشراكهم بطريقة فنية خاصة، ويخيروا بين أن يتم اشتراكهم بأسماء جديدة، أو بأسمائهم القديمة أنفسها؛ وتحفظ لهم حقوقهم وتعرف لهم مكانتهم؛ فلا يقدر أحد أن يتطاول على أحد منهم في سائر المنتديات.
وأما شروط القبول في هذا المنتدى المقترح فسهلة يسيرة بإذن الله، إنها تعتمد على الخبرة الحاصلة من الملتقى وعلى التزكية وأمور يعرفها المختصون في هذا الباب؛ ولعلها لا تختلف كثيراً عن الطريقة القديمة الأولى في الانتساب إلى الملتقى.
هذا ما أردت أن أبلغه؛ وعسى أن يكون مفتاحاً لباب كبير من الخير؛ وأنا فعسى أن لا أكون قد أسأت سمعاً فأسأتُ جَابةً، أو أكون قد آذيت أحداً أو تجاوزت حداً.
كتبت هذا الذي كتبتُ، حرصاً على هذا المجمع العلمي المبارك وخوفاً عليه من مستقبل الأحوال والأيام، وأهل الجهل والهوى؛ ورجاء أن يرجع الملتقى لسابق عهده وتالد مجده، ومن الله العون والتسديد؛ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وسلم.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
"
ـ[العاصمي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 03:59 م]ـ
آمين.
لا فضّ فوك، ولا أفلح شانئوك، وسلمت بنانك، وبورك يراعك، أيّها الفاضل المفضال ...
وأرجو من المشرف الفاضل أن يثبّت الموضوع؛ فإنّه جدير بالصدارة، دالّ على ما حازه صاحبه من بصارة، باستحقاق وجدارة ...
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 01 - 06, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخ محمد وسدد خطاكم ... هناك اقتراح للمشرفين ... أن يلغي المشرف العام خاصية التحميل الاجباري للمشتركين فقط ... فكل انسان يود تحميل أي ملف من الملتقى ... يجب عليه أن يكون من المشتركين في الملتقى ... وهذا فتح باب التسجيل الاجبار لمن أراد أن يستفيد من المنتدى.
ولعل الشيخ محمد يقترح بعض الضوابط للتعامل مع المشاركات السيئة على سبيل الاقتراح .. لعل الله ينفع به هذا الملتقى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عصام البشير]ــــــــ[24 - 01 - 06, 09:16 م]ـ
إننا إذ نطالب الطائفة المقصرة من المشتركين، بحسن الأدب وحسن المشاركة وتوقير الفضلاء والمشايخ من أهل العلم، وأن لا يتكلموا إلا بما يعلمون، وأن لا يدخلوا فيما لا يعنيهم، ولا يدلوا بدلوهم فيما لا قِبل لهم به، وأن يتثبتوا كثيراً قبل المشاركة في المقالات وأن يتعلموا قبل أن يعلِّموا، وأن يتريثوا قبل أن يتسرعوا؛ أقول: إننا إذ نطالبهم بذلك كله فإنه ليس يسيراً عليهم أن يستجيبوا الاستجابة الكافية، ولسنا نطمع في قوة هذا الحل، ولسنا نتفاءل كثيراً في نفعه وجدواه.
ولكن ثَمَّ حل أيسر من هذا وأقرب، وهو أن نطالب المشايخ وأهل الفضل والعلم والأدب والتحقيق، أن يصبروا لوجه الله، وأن يعودوا إلى الملتقى، وعودهم أحمد، وأن يتحملوا - لوجه الله - ما قد يؤذيهم من تصرفات عوامّ أعضاء الملتقى أو غيرهم ممن يخطئ عمداً أو غفلة وتسرعاً؛ وأن يستعينوا في هذا الباب الدعوي العظيم بالله وحده، وأن لا يُغْفلوا مراعاة جانب الحكمة في الدعوة وركني الصبر والبصيرة فيها؛ وأن يحتسبوا على الله ثواب الصابرين.
أحسنت إلى الغاية، شيخنا الكريم.
والحق أننا لا نستطيع مطالبة العامي الجاهل بما لا يدركه فهمه، ولا يصل إليه عقله.
ولكننا نرشده ونبين له، فإن أحسن فهو المطلوب، وإن أساء فذاك الأصل فيه.
لكننا بالمقابل نطالب العالم وطالب العلم بالحلم، والصبر على الأذى ومواصلة نشر العلم وبث الخير.
ثم إنه لا يصح إلا الصحيح، ولا يبقى إلا الحق.
وما زلت أتعجب من طالب العلم الذي يترك الملتقى لأدنى تعليق من أحد العوام أغضبه أو أحزنه!
فأين الصبر على مشاق الدعوة وأهوالها؟
وأين مخالطة المسلمين والصبر على أذاهم؟
اللهم ألهمنا السداد والتوفيق في العلم والعمل.
¥