تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحماية المناعية لمحمد صلى الله عليه وسلم من تسليتي لكم]

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[26 - 01 - 06, 02:26 م]ـ

النبي صلى الله عليه وسلم والحماية المناعية

===============

بقلم:

محمد القاضي

مد ير مركز القبلة للموسوعات والبحث العلمي

=========================================

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه المستعان

النبيصلى الله عليه وسلم

والحماية المناعية

==================

================================================== ========

كانت عصمة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم إجراء إلهيا عادلا للحيلولة بين أعدائه وبين النيل منه صلوات الله عليه، وهو مقابل للنهوض النبوي المبارك بأمانة البلاغ، ومسئولية الدعوة – تلك المسئولية التي نشهد، ويشهد الثقلان والمَلَوان، أنه لم يُفَرَّط فيها طرفة عين، بل ربما بالغ فيها حتى طلب إليه رَبُّه أن يرفق بنفسه0 وفي الحق أن (إجراء الحماية) هو إجراء يصنعه كل كيان بالنسبة للمدافعين عنه سواء بالكلمة أو السلاح، وهم يعدونه حقاً لازماً لهؤلاء المدافعين، وليس تفضلا من جهات الحماية، إلا أنه حين يكون من قبل الله تعالى فهو هنا يتعلق بمحض الفضل الإلهي بعبد شرَّفه الله تعالى بمنزلة النبوة، واصطفاه لمقام الرسالة والتبليغ عنه سبحانه.

تكنيك رباني للحراسة:

إلا أن (التكنيك) الذي اتخذ في إجراءات الحماية الربانية لمحمد رسول الله ? يختلف عن سائر (التكنيك) الذي تتخذه كافة الجهات المعنية بأمر الحماية من البشر، حتى إن المفسرين يذكرون ما يفيد أن قول الله تعالى:

(وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة / 67]

كان إيذانا للنبي ? بإنهاء خدمة الحُرّاس الذين يحرسونه، فقد روي أصحاب السنن والمفسرون عن عائشة: " كان النبي ? يُحْرَس حتى نزلت هذه الآية: (والله يعصمك من الناس) قالت: فأخرج النبي ? رأسه من القُبَّة، وقال: يا أيها الناس انصرفوا، فقد عصمني الله عز وجل " فكأن (النموذج) الرباني للحماية، أضحى بديلا من النموذج البشري، ونعم البديل.

والمتأمل في المحاولات المتعددة التي حاولها الأعداء – ما بين مشركين ويهود ومنافقين – لاغتيال النبي صلوات الله عليه، يستنتج - من بين النتائج الكثيرة – نتيجة واضحة وضوح الشمس، وهي أن الخطة الربانية لحماية محمد ? لم تعتمد على المعطيات الواقعية، والسنن العادية، وإنما كان لها نموذجها الفريد الذي يُستمد أصلا من محض اللطف الإلهي، والنصرة الربانية، مصداقا لقوله تعالى:

(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) [التوبة / 40]

وقوله:

(وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ) [الأنفال / 62]

ولعل من الأمثلة التي تدل على هذه النوعية من الحماية ما لقيه أبو جهل بن هشام، إذ أقسم أن يشق رأس النبي ? ويَطَا رقبته وهو يصلي، " فأتي رسول الله ? وهو يصلي ليطا رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، فقيل له: مالك؟ قال: إن بيني وبينه خندقاً من نار، وهولاً، وأجنحة. فقال رسول الله ?: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً ".

وهكذا تمضى كافة محاولات الاغتيال التي تعرض لها النبي الكريم? ووسائل الدفاع غير العادية التي دوفع بها عنه، وبحسبنا في هذا المقام أن نعرض لثلاث من هذه المحاولات بشيء من التركيز والتدقيق مشيرين إلى أهم ملامحها، ثم إلى وسيلة الدفاع وأهميتها، ثم إلى أثر هذه الواقعة ودلالتها. وقد حاولنا أن تكون هذه الأمثلة مما قبله أصحاب الحديث وتكاثرت الرواة عليه، ولم يغمزوا روايته بما يوهنها، وهذه الأمثلة هي:

1 - محاولة سراقة بن مالك الجعثمي في الهجرة.

2 - محاولة عمير بن وهب عقب وقعة بدر.

3 - محاولة زينب بنت الحارث اليهودية بعد غزوة خيبر.

وهي – كما ترى – محاولات متفرقة تاريخياً تستوعب معظم حياة الدعوة الإسلامية، وتنتظم فترات من أخطر فتراتها.

الفارس والجائزة:

فأما سراقة فهو من " بني مدلج "، وهي قبيلة كانت تسكن على الطريق بين مكة والمدينة، وهو موقع يتيح لها الإشراف على هذا الطريق، والمعرفة بدروبه، ومن ثمة اتجهت لهم دعوة (قريش)، مع نظائرهم من الأعراب، ليستعينوا بهم في رد رسول الله ? إلى قريش، وكان قد بدأ طريقه في الهجرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير