تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأولاً: ينبغي إذا عَرَفْتَ المسألة التي ستقرأ لشيخ الإسلام فيها أن تراجع كتب المذهب الحنبلي حتى يتم تصور المسألة على الصواب. فإذا تصورت المسألة ومأْخذ المسألة وضابطها في الباب الذي وردت فيه بعد ذلك ترجع إلى كلام شيخ الإسلام وتقرأ فإذا قرأت كلام شيخ الإسلام بطوله وميَّزْت حسب تطبيق الدرس السابق في كلامه في الاستطراد وفي التأصيل والتفريغ ... إلخ تذكر الخلاصة لرأي شيخ الإسلام بعد قراءة المبحث كاملاً هذا أو الخلاصة التي [تستنتجها] لأن من كلام شيخ الإسلام ما تجد أنك لا تخلص معه برأي واضح لكن إذا نظرت وتأملت ربَّما خَلَصْتَ في مسائل كثيرة () إذا خلصت إلى هذا الرأي تراجع في المرحلة الثالثة تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية وما ذكروه من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وأعني بهم ابن القيِّم -رحمه الله- وابن مُفْلح -رحمه الله- فإن ابن القيم كتبه مشهورة كزاد المعاد وأعلام الموقعين ... إلى آخرها وأما ابن مُفْلح فإنه يذكر كثيراً في كتابه الفروع وفي الآداب الشرعية يذكر رأي شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: "قال شيخنا". وهذا يعني أن هذه المسألة التي أوردها صاحب الفروع أنها هي قول شيخ الإسلام ابن تيمية الذي خَلَصَ إليه وعَرَفَهُ تلامذته عنه -رحمهم الله تعالى- كذلك هناك كتب خاصَّة ذكرت اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية كالاختيارات وكمختصر الفتاوى وفي الإنصاف أيضاً للمِرْداوي يذكر في كثير من المسائل اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وفي لفظ الاختيارات ما يُشعِر بأنه يختار من أقوال غيره وهذا يكفي في أنه لا يتفرَّد بقولٍ من الأقوال ثم اختار إذا قلنا اختار شيخ الإسلام يقتضي قول القائل: اختار.

أنَّ هناك أقوالاً اختار منها وهذا واقع وصحيح فإن هذه الاختيارات مبنية على معرفته وعلمه بأقوال مَنْ سبقه من أهل العلم في تلك المسائل فإنه ليس لشيخ الإسلام مسألة خرق فيها الإجماع ألبته بل ما مِنْ مسألة إلا وقد سُبق إلى القول فيها إما سبقه جمهور أو سبقه كثير أو سبقه قلة، المهم أنه لا يخترع المسائل وإنَّما يتابع مَنْ قبله ولا يتفرد في المسألة بقولٍ لم يُسبق إليه بعد ذلك تأتي إلى مُراجعة الكلام مرة أخرى حتى يتفق لك مع خلاصة الرأي الذي أورده ابن القيِّم وابن مُفْلح وصاحب الاختبارات يتفق لك مراد شيخ الإسلام فتبدأ من البداية، هذه هي آخر مرحلة وأنت تتصور الحكم الذي خَلَصٍَ إليه شيخ الإسلام ابن تيمية. بعد ذلك إذا بدأت ستعرف كيف يذهب ويجيء، ويتموَّج في إيراد الأدلة وفي إيراد التعليلات والقواعد والمقاصد حتى يكون عند طالب العلم:

أولاً: فهم لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.

ثانياً: معرفةٌ ودُرْبةٌ في كيف تُعالج المسائل الفقهية.

... المسألة الأخيرة: إذا اختلفت الفتاوى والنقول عن شيخ الإسلام فمثلاً في الفتاوى: مجموع الفتاوى الذي جمعه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة- تجد أنه ربَّما وجدت فتواوين متناقضتين يعني إحداهما على قول والأخرى على قول آخر. هذا إذا عَرَفْتَ المتقدم من المتأخر منهما فإن كلام شيخ الإسلام المعتمد هو المتأخِّر من الفتواوين، المتأخر زماناً لا موضع في الفتاوى المتأخر زماناً وإذا لم تدرك وهو الأكثر فإنك ترجع إلى الكتب التي أسلفتُ لك فيما ذكره ابن القيِّم وابن مُفْلح وصاحب الاختيارات يكون هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وهذا خلاصة هذا المبحث المهم وهو الذي عُنْوِن له بـ كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة –رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة- ولا شك أن هذا يعطيك لفتة في أن العلم ينبغي أن يُؤْخذ بحقِّه وأن يُؤْخذ بجدٍّ ولا يُؤْخذ (بالآمال) فإن العلم اليوم صارعه الشباب والصِّغار ولكن العلم في السابق لا يصارعه إلى الرِّجال الفحول وهذا من نكد الزمان وأهله، لكن ينبغي لطلبة العلم الحريصين أن يكونوا على بينة مما ذكرنا وأن يسْعَوْا في أخذ العلم كما أخذه العلماء السابقون فإنه بذلك تقوى المَلكة وتَبْرؤُ ذِمَّةُ المَرْء في النظر في نصوص الشريعة حتى إن التجرؤ على النظر في نصوص الشريعة دون استعدادٍ ودون أخذ للمسألة بحقِّها لاشك أنه يَجُرُّ المرء إلى الإثم لأنه يقول على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يعلم لأنه ليس عنده وسائل العلم.

نسأل الله لي ولكم أن يَشْرح صدورنا

وأن يوفِّقنا وأن يُلْهمنا القول والعمل والصواب فيهما

وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ.

ـ[عبدالله باوزير]ــــــــ[29 - 04 - 07, 10:30 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[29 - 04 - 07, 11:12 م]ـ

محمد عبدالكريم محمد جزاكم الله خيرا

ـ[أبو الريان المكي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 08:03 ص]ـ

[ quote= محمد عبدالكريم محمد;585554] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شريط الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ فرغته إليكم ولا تنسونا من صالح الدعاء

كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة (1)؟؟

جزاكم الله خيرأ ونفع الله بكم الاسلام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير