ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[18 - 04 - 08, 04:28 م]ـ
الرياء بالأصحاب والزوار عند أهل الدين: كالذي يتكلف أن يستزيز عالما ليقال أن العالم فلان زار فلاناً وأن أهل العلم يترددون اليه، وبعضهم يرائي لكثرة الشيوخ ليقال لقي شيوخاً كثيرين وأجازه شيوخ كثيرون فيباهي بهم، نسأل الله السلامة.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[18 - 04 - 08, 07:49 م]ـ
حتّى أنّ المرائي قد يسرع في المشي لحاجته فإذا اطّلع عليه واحد من أهل الدين رجع إلى الوقار وإطراق الرأس خوفاً من أن ينسبه إلى العجلة وقلّة الوقار، فإن غاب الرجل عاد إلى عجلته، فإذا رآه عاد إلى خشوعه، ومنهم من يستحي أن يخالف مشيته في الخلوة لمشيته بمرأى الناس فيكلّف نفسه المشية الحسنة في الخلوة حتّى إذا رآه الناس لم يفتقر إلى التغيير ويظن أنّه تخلّص من الرياء وقد تضاعف به رياؤه فإنّه صار في خلواته أيضاً مرائياً.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[19 - 04 - 08, 03:20 م]ـ
المخلص لا يحزن إذا عجز عن الوفاء بالوعد: وكلت أحداً أن يعطي صديقك مبلغ من المال؛ ليفك به ضائقته، فلم يعطي المبلغ لصديقك!؟، عادي .. المبلغ وصل عند الله منذ أخلصت النية.
والمخلص ليس لديه فرق بين أن يوكل أحداً بالمال أو أن يقوم بإعطاء المال بنفسه، لا يهمه أن يعرف قريبه أو صديقه أن المال أو المساعدة منه هو.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[19 - 04 - 08, 03:21 م]ـ
المخلص لا يحزن إذا لم يتقبل الناس عذره: واحد راح قال لعمك أنك شتمته!؛ فذهبت لعمك وقلت له لم أقل ذلك؛ فلم يتقبل عذرك!؟، عادي .. إياك والحزن على أن صورتك قد تكون اهتزت أمامه.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[19 - 04 - 08, 07:32 م]ـ
إذا كانت الأعمال صالحة والعبادات مقبولة فلا بد من أن تؤثر في صفاء القلب ونوره وإشراقه, وصلاح الأعمال بأن تكون تامة الأجزاء والشرائط, وأن يؤتى بها خالصة لله تعالى, فإذا كان العمل فاقداً لهذين الشطرين فلا يكون له نور القلب ولا يؤثر في صفاء القلب وتجليته. فما نراه في أنفسنا وقلوبنا من أنه ليس للعبادات فيها أثر, ولم نحس لها نوراً في الباطن, ولا أثراً في الخارج, مع أن أكثر عباداتنا أو كلها واجدة للشطر الأول, وجامعة للأجزاء والشرائط الظاهرية, وبعبارة أخرى: إنها صحيحة ظاهراً ومع ذلك ففقدانها للنور إنما هو لفقدانها الإخلاص لله تعالى. وإلا فلماذا لا تنتهي من الفحشاء والمنكر بعدما كنا نصلي أربعين أو خمسين سنة, مع أن القرآن الكريم ينص بأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, ولماذا يتلاعب بنا الشيطان ويتدخل في جميع أمورنا مع أنه عهد إلى الله تعالى أن لا يغوي المخلصين: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلصين}، فليس ذلك إلا من جهة أن أعمالنا ليست مقترنة بالإخلاص.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[19 - 04 - 08, 07:39 م]ـ
كم من عابد اعتزل الناس وقعد في بيته وصرف أوقاته في العبادة وهو مبتهج بأن للناس فيه اعتقاداً حسناً
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[19 - 04 - 08, 07:41 م]ـ
قد يشتغل بالذكر المرائي في المجالس مع أنه ربما يجلس في الخلوة ساعات ولا تتحرك شفتاه بشيء من ذكر الله!، وأما الرياء في العمل كمراءاة المصلي بطول القيام وقراءة السور الطوال, خصوصاً إذا كان إمام جماعة, كي يعتقد الناس بفضله, وأنه حافظ لكثير من السور القرآنية, مع أنه إذا كان يصلي في بيته أو في خارجه في مكان لا يراه أحد يكتفي بأقصر سورة من السور القرآنية, وكذلك حاله في الخشوع والخضوع وطول السجود, فتكون في مرأى الناس أكثر منه في الخلوة.
وحيث أن المورد من خفايا أمر الرياء نوضحه بمثال آخر وتوضيح أكثر للأخوة: وهو أنه ربما يتفق للمرائي أن عقله يلهمه بأن الصلاة مثلاً التي تصليها في الملأ هي أكثر خشوعاً وأطول أذكاراً من الصلاة التي تصليها في البيت وبعيداً عن الأبصار, ولا شك بأن مثل هذه الصلاة باطلة لدخول الرياء فيها, فحينئذ ربما يتدخل الشيطان أو النفس في الموضوع فينصبان له فخاً خفياً قلما ينتبه إليه المصلي, وهو أن النفس والشيطان يكلفان المصلي أن يصلي في الخلوة أيضاً بالخشوع والأذكار الطويلة, ليعد جواباً للعقل بأن صلاتي في الملأ هي كما أصليها في الخلوة, فأية حجة علي بأن صلاتي صلاة المرائي؟ أليست صلاتي في مرأى الناس كصلاتي في بيتي؟ بل الصلاة مني في الخلوة ربما تكون أكثر خشوعاً وأطول أذكاراً منها في خارج البيت ومرأى الناس. ولكن المسكين غفل عن أن الشيطان والنفس لم يبقيا له صلاة صحيحة حتى في الخلوة وجوف الليل, وبعبارة أخرى: إن من علائم عدم كون العمل رياءً أن يكون العمل في مرأى الناس كالعمل في الخلوة لا أن يكون العمل في الخلوة مثل العمل في الملأ. فتدبر واغتنم.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[19 - 04 - 08, 07:53 م]ـ
من علاجات الرياء:
1 - السعي للوصول إلى درجة اليقين لأن من أضاء في قلبه نور اليقين بحضور الله، فرأى أن الله حاضر وناظر في كل مكان وكل حال - بعلمه وقدرته - فكيف سيؤدّي في حضوره عبادة للتقرّب إلى مخلوق؟، إذا جاء السلطان وخادمه وبادر شخص لتكريم السلطان إلاّ أنّ وجهه كان باتجاه الخادم هل هذا العمل عقلائي .. وهل يقوم به عاقل؟ اللهم إلاّ أن يكون حقيقة لا يرى السلطان ولذلك يتقرّب إلى خادمه، كذلك من المستحيل أن يكون شخص يرى أن الله حاضر ومع ذلك يتقرٍٍّب في حضوره إلى أحد عباده بأداء عبادة ما .. لا يمكن أن يصدر منه ذلك إلاّ في حالة الغفلة وعدم اليقين بحضور الله تعالى.
2 - أن يدرك أن رضا الناس غاية لا تُدرك وكلما فعل من أجلهم لا يرضون عنه، وليعلم أن الأمور كلّها بيد الله، فمن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.
3 - ليعلم أن الحوائج الدنيوية لا تتحصّل بالرياء ولكن كلّها بقضاء الله وقدره ولكن من اهتم بأمور آخرته كفاه الله أمر دنياه.
4 - لو كان راغباً في مدح الناس له فليرغب في مدح الله والأنبياء والملائكة وهو الأفضل.
¥