[الانتصار للمصطفى المختار _ الحلقة الأولى]
ـ[أسلم اليعربي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 06:47 ص]ـ
بدءاً بخير مايبدؤ به، حمد الله تعالى،بدأ به كتابه وأثنى به على نفسه بين ثنايا وحيه
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين
الحمدلله الذي له مافي السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة يعلم مايلج في الأرض وما يخرج منها وماينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى ىله وصحبه
كان الله عز وجل ولم يكن معه شيء،فكل شيء عداه مخلوق خلقه الله بعد أن لم يكن
خلقه الخلاق العليم فلم يكتسب من خلقه صفة الخلق بل هو الخلاق قبل أن يخلقهم
ثم هو سبحانه المولى الحليم يكلؤهم بالليل والنهار يرزقهم بوافر نعمه وهو الغني عنهم إذ هو الرزاق قبل ان يرزقهم
رحمات تنزل من قبله عز وجل من السماء يكتنف بها عباده أنى لهم أن يعدوها أو يحصوها فضلا عن أن يشكروها.
نعم في النفس والمال والأهل نعم تترى في المحيا والممات والمعاد.
وغاية مراده عز وجل من خلقهم تكليف بتشريف تكليف لهم بالتذلل له سبحانه وإخلاص العبادة له لاشريك له
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
تكليف بتشريف فليس بعد شرف العبودية لله وتوحيده سبحانه شرف فهل يستوي الموحد لله الخلاق العليم الرزاق ذي القوة المتين ومن دعا من دونه ربا هو مربوب واتخذ إلها هو مألوه
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب)
(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وليس مثل نعمة الهداية الى سبيل الرشاد والدلالة على زاد المعاد
فالهداية أيا كانت إلهاماً أو إرشاداً هي أعز وأجل ما تفضل به المنعم العظيم فلا غنى عن معرفة العبد ربه الجليل إلا كما يستغنى سائر ليل ببيداء أو في جوف شعب وليس في الأفق ومض سنى عن جذوة من نار أو قبس من نور يبصر الدروب ويسلك بوميضه سبيل النجاة.
ولهذا أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وشرع الدين وأقام البرهان والدليل.
قال جعفر ابن محمد: علم الله عجز خلقه عن طاعته، فعرفهم ذلك، لكي يعلموا أنهم لا ينالون الصفوة من خدمته، فأقام بينهم وبينه مخلوقاً من جنسهم في الصورة، وألبسه من نعمته [7] الرأفة والرحمة، وأخرجه إلى الخلق سفيراً صادقاً، وجعل طاعته طاعته، وموافقته
اصطفى من الناس بشرا خلقهم من طين ثم هم من ماء مهين يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق
اصطفاهم لتبليغ رسالته والنصح لعباده معصومون مطهرون لا يبلغ منزلتهم ولا حتى الملائكة المقربون.
ثم هو سبحانه اصطفى منهم أولي عزم هم المقدمون ثم منهم اصطفى النيرين الخليلين
إبراهيم الذي وفى ودعوته التي دعا وله المولى استجاب وبشارة عيسى التي بها الله تفضل
عن العِرْباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنّي عِنْدَ الله لَخَاتِمُ النَّبِيّينَ، وإنَّ آدَمُ لمُنْجَدِلٌ في طِيْنَتِه وسأُخْبِرُكُم بأوَّلِ ذلك:
أنَا دَعْوَةُ أبي إِبْرَاهِيم، وبِشَارَةُ عِيْسَى،)
لما بنى الخليل عليه السلام الكعبة دعا لأهل مكة فقال: {س2ش129رَبَّنَا وَ?بْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَـ?تِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ?لْكِتَـ?بَ وَ?لْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ?لعَزِيزُ ?لحَكِيمُ} قال السدي عن أشياخه: هو محمد صلى الله عليه وسلم.
(الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس)
اصطفاه الله وكرمه فهو عند الله محمد بن عبدالله رسول الله وخاتم النبيين حلية الأولياء وإمام المتقين وحبيب رب العالمين
سراج الله المنير أطل على الدنيا يتلألأفي حلكة ظلام احتدمت به الدنيا فلا تكاد ترى في الأفق ومض سنا لإنار الله به البلاد وقلوب العباد فكان كالغيث إذا همى على أرض مقفرة فلم تلبث أن اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج فكشف الله به الغمة واظهر المحجة ونصر الملة وحقن الدماء وحفظت الأموال وصينت الأعراض فلا يزال هداه إلى قيام الساعة رحمة للعالمين من رب العالمين
وقد كان دون هذا الخير قبله خرط القتاد ثم هو دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى
اتى وليس يلوح على صفحة الدنيا بارقة ايمان إنما هي عبادة أوثان أو صلبان أو نيران
أو بهتان فتجلى به الحق وبان
(أومن كان ميتاً فاحييناه وجعلنا له نورا يمشيء به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) قال غير ما واحد من المفسرين النور هو محمد صلى الله عليه وسلم يهتدى به