تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سعادة العلم كيف تحصل؟]

ـ[الضبيطي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 08:30 م]ـ

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ... وأما سعادة العلم فلا يورثك إياها إلا بذل الوسع وصدق الطلب وصحة النية.

وقد أحسن القائل في ذلك:

فقل لمرجي معالي الأمور بغير اجتهاد رجوت المحالا

وقال الآخر:

لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال

وقال مسلم في صحيحه: قال يحيى ابن أبي كثير: لاينال العلم براحة الجسم. وقد قيل من طلب الراحة ترك الراحة. ولولا جهل الأكثرين بحلاوة هذه اللذة وعظم قدرها لتجالدوا عليها بالسيوف ولكن حفت بحجاب من المكاره وحجبوا عنها بحجاب من الجهل ليختص الله لها من يشاء من عباده والله ذو الفضل العظيم.

انظر مفتاح دار السعادة ج1 ص108.

ـ[محمد خاطر]ــــــــ[27 - 03 - 07, 12:36 م]ـ

بارك الله فيك على هذه الفائدة الرائعة ...

ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[17 - 04 - 07, 03:24 م]ـ

جزاك الله خير

ـ[محمد الحربي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 06:37 م]ـ

لذة العلم

عبد الله بن سليمان العبدالله (ذو المعالي)

الإنسان متقلِّبٌ في اللذات بين لذتين:

الأولى: حسِّيَّة.

الثانية: عقلية:.

و أسماهما العقلية، و غايتها العلم.

فالعلم لذة من اللذائذ العقليَّة، و هو ذو لذة رفيعة نفيسة.

لذة العلم لها مجالان:

الأول: لذة حال تحصيله و طلبه.

و هذه اللذة أنواع:

الأول: لذة باعتبار المقصد (أي النية)؛ و الناس في نية الطلب أقسام:

أحدها: أن يكون طلبه لله (فهذا مأجور).

ثانيها: أن يكون طلبه لغير الله (فهذ يأثم)

ثالثها: أن يكون طلبه لا لله و لا لغير الله (فهذا لا يثاب و لا يعاقب).

و الأخيرة هي (حال أكثر النفوس، فإن الله خلق فيها محبة للعلم و المعرفة و إدراك الحقائق، و قد يخلق فيها محبة للصدق و العدل و الوفاء بالعهد، و يخلق فيها محبة للإحسان و الرحمة بالناس، فهو يفعل هذه الأمور لا ليتقرَّب بها إلى أحد من الخلق، و لا ليطلب مدحَ أحد و لا خوفاً من ذمه ...

و المقصود _ هنا _ أن محبة هذه الأمور الحسنة ليس مذموماً بل محموداً، و مَنْ فعل هذه الأمور لأجل هذه المحبة لم يكن مذموماً و لا معاقباً و لا يقال إن هذا عمله لغير الله، فيكون بمنزلة المرائي و المشرك، فذاك هو الشرك المذموم، و أما مَنْ فعلها لمجرَّد المحبَّة الفطرية فليس بمشرك و لا هو _ أيضاً _ متقرِّباً بها إلى الله حتى يستحق عليها ثواب مَنْ عملَ لله و عبده) أهـ.

[انظر: مسألة فيما كان للعبد محبة لما هو خير و حق و محمود في نفسه، لشيخ الإسلام (445 –450) ضمن مجموع (دراسات عربية و إسلامية مهداة إلى أديب العربية محمود شاكر].

الثاني: لذة باعتبار التحصيل (أي ما حصَّلَه من العلم).

الثالث: لذة باعتبار القَدْر (أي ما ناله الطالب من قَدْرٍ و مكانة بسبب الطلب).

و كلها لا تخلو من مراعاة.

الثاني: لذة بعد إدراك قَدْرٍ منه، و حال العمل به.

فهذان مجالان للعلم يَتَحَصَّل للطالب فيهما لذته و حلاوته.

و المراد باللذة العلمية: استلذاذ مسائل العلم و تذوق حلاوته، و تحمُّل المشاق في تحصيله، و إيثاره على أعراض الدنيا.

و ضابطها: ألاَّ تكون مُشْغِلَةٌ عن الأمور الأهم في العلم و طلبه، و عن أصول الفنون بفروعها.

و لِيُعْلَم: أن لذة العلم مُقَيَّدة ٌبأمرين:

الأول: أن يكون بقصد و تؤدة.

الثاني: أن يكون بتوسُّطٍ.

إن غالب طلاب العلم حين يَحْلُو له العلم و يتذوَّق لذته ينجرف مع تلك اللذة فيقع في إهمال مهامٍ كبار، و هذا خلل جَلَلٌ.

فلابد من مراعاة هذين القَيْدَيْن، و الحذر من رونقة العلم و لذته المُفْضِيَة إلى ترك أمور أكبر.

و لهذه اللذة صور:

الأولى: اشتغال جملة من الطلاب بفنون ثانوية، و ترك الفنون الأصيلة.

و ليس مرادي ذم الاشتغال بالفنون الكمالية، و إنما مرادي: أن يشتغل الطالب بالعلوم الآلية و يعرض الإعراض _ الكلي أو الجزئي _ عن علوم الغاية.

الثانية: الاشتغال بمسائل فنٍّ فرعية جزئية دقيقة مع إهمال أصول ذلك الفن و أُسس مسائله.

الثالثة: الصعود إلى العلوم الكبار لمن لم يتقن بدائيات العلم.

إلى صُوَرٍ عديدات.

و لذة العلم مُنَالَةٌ بأمور:

الأول: الإخلاص لله في الطلب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير