فلذا تراه محرما أبدا ومو ... ضع حله منه فليس بدان
يبغي التمتع مفردا من حبه ... متجردا يبغي شفيع قران
فيظل بالجمرات يرمي قلبه ... هذي مناسكه بكل زمان
والناس قد قضوا مناسكهم وقد ... حثوا ركائبهم الى الأوطان
وحدت بهم همم لهم وعزائم ... نحو المنازل أول الأزمان
زفعت لهم في السير أعلام الوصا ... ل فشمّروا يا خيبة الكسلان
ورأوا على بعد خياما نشرفا ... ت مشرقات النور والبرهان
فتيمموا تلك الخيام فآنسوا ... فيهن أقمارا بلا نقصان
من قاصرات الطرف لا تبغى سوى**** محبوبها من سائر الشبان
قصرت عليه طرفها من حسنه ... والطرف في ذا الوجه للنسوان
أو أنها قصرت عليه طرفه ... من حسنها فالطرف للذكران
والأول المعهود من وضع الخطا ... ب فلا تحدن عن ظاهر القرآن
ولربما دلت اشارته على الثـ ... ـاني فتلك اشارة لمعان
هذا وليس القاصرات كمن غدت ... مقصورة فهما اذا صنفان
يا مطلق الطرف المعذب في الألى ... جردن عن حسن وعن احسان
لا تسبينّك صورة من تحتها ... الداء الدوي تبوء بالخسران
قبحت خلائقها وقبح فعلها ... شيطانه في صورة الانسان
تنقاد للأنذال والأرذال هم ... أكفاؤها من دون ذي الاحسان
ما ثم من دين ولا عقل ولا ... خلق ولا خوف من الرحمن
وجمالها زور ومصنوع فان ... تركته لم تطمح لها العينان
طبعت على ترك الحفاظ فما لها ... بوفاء حق البعل قط يدان
ان قصر الساعي عليها ساعة ... قالت وهل أوليت من احسان
أو رام تقويما لها استعصت ولم ... تقبل سوى التعويج والنقصان
أفكارها في المكر والكيد الذي ... قد حار فيه فكرة الانسان
فجمالها قشر رقيق تحته ... ما شئت من عيب ومن نقصان
نقد رديء فوقه من فضة ... شيء يظن به من الأثمان
فالناقدون يرون ماذا تحته ... والناس أكثرهم من العميان
أما جميلات الوجوه فخائنا ... ت بعولهن وهن للأخدان
والحافظات الغيب منهن التي ... قد أصبحت فردا من النسوان
فانظر مصارع من يليك ومن خلا ... من قبل من شيب ومن شبان
وارغب بعقلك أن تبيع العالي الـ ... ـباقي بذا الأدنى الذي هو فان
إن كان قد أعياك خود مثل ما ... تبغي ولم تظفر الى ذا الآن
فاخطب من الرحمن خودا ثم قد ... م مهرها ما دمت ذا إمكان
ذاك النكاح عليك أيسر أن يكن ... لك نسبة للعلم والايمان
والله لم تخرج الى الدنيا للذ ... ة عيشها أو للحطام الفاني
لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ ... أخرى فجئت بأقبح الخسران
أهملت جمع الزاد حتى فات بل ... فات الذي ألهاك عن ذا الشان
والله لو أنّ القلوب سليمة ... لتقطعت أسفا من الحرمان
لكنها سكرى بحب حياتها الد ... نيا وسوف نفيق بعد زمان
فصل
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ ... ـتر لنفسك يا أخا العرفان
حور حسان قد كملن خلائقا ... ومحاسنا من أجمل النسوان
حتى يحار الطرف في الحسن الذي ... قد ألبست فالطرف كالحيران
ويقول لما أن يشاهد حسنها ... سبحان معطي الحسن والاحسان
والطرف يشري من كؤوس جمالها ... فتراه مثل الشارب النشوان
كملت خلائقها وأكمل حسنها ... كالبدر ليل الست بعد ثمان
والشمس تجري في محاسن وجهها** والليل تحت ذوائب الأغصان
فتراه يعجب وهو موضع ذاك من ... ليل وشمس كيف يجتمعان
فيقول سبحان الذي ذا صنعه ... سبحان متقن صنعة الانسان
لا اليل يدرك شمسها فتغيب عنـ ... ـد مجيئه حتى الصباح الثاني
والشمس لا تأتي بطرد الليل بل ... يتصاحبان كلاهما اخوان
وكلاهما مرآة صاحبه اذا ... ما شاء يبصر وجهه يريان
فيرى محاسن وجهه في وجها ... وترى محاسنها به بعيان
حمر الخدود ثغورهن لآلئ ... سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها ... فيضيء سقف القفصر بالجدران
ولقد روينا أن برقا ساطعا ... يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك ... في الجنة العليا كما تريان
لله لاثم ذلك الثغر الذي ... في لثمه إدراك كل أمان
ريانة الأعطاف من ماء الشبا ... ب فغصنها بالماء ذو جريان
لما جرى ماء النعيم بغصنها ... حمل الثمار كثيرة الألوان
فالورد والتفاح والرمان في ... غصن تعالى غارس البستان
والقد منها كالقضيب اللدن في ... حسن القوام كأوسط القضبان
في مغرس كالعاج تحسب أنه ... عالي النقا أو واحد الكثبان
لا الظهر يلحقها وليس ثديها ... بلواحق للبطن أو بدوان
لكنهن كواعب ونواهد ... فثديهن كألطف الرمان
والجيد ذو طول وحسن في بيا ... ض واعتدال ليس ذا نكران
يشكو الحليّ بعاده فله مدى الـ ... أيام وسواس من الهجران
¥