تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقتطفات للإمام الشافعي]

ـ[ابراهيم النوبي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 06:40 م]ـ

هذه هي الدنيا:

تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكلاب

وعبد قد ينام على حرير ... وذو نسب مفارشه التراب

دعوة إلى التنقل والترحال:

ما في المقام لذي عقل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغترب

سافر تجد عوضا عمن تفارقه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب

إني رأيت ركود الماء يفسده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب

والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عرب

والتِّبرُ كالتُّرب مُلقى في أماكنه ... والعود في أرضه نوع من الحطب

فإن تغرّب هذا عَزّ مطلبه ... وإن تغرب ذاك عزّ كالذهب

الضرب في الأرض:

سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبا

فإن تلفت نفسي فلله درها ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا

آداب التعلم:

اصبر على مر الجفا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته

ومن لم يذق مر التعلم ساعة ... تجرع ذل الجهل طول حياته

ومن فاته التعليم وقت شبابه ... فكبر عليه أربعا لوفاته

وذات الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته

متى يكون السكوت من ذهب:

إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت

فإن كلمته فرّجت عنه ... وإن خليته كمدا يموت

عدو يتمنى الموت للشافعي:

تمنى رجال أن أموت، وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد

وما موت من قد مات قبلي بضائر ... ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد

لعل الذي يرجو فنائي ويدّعي ... به قبل موتي أن يكون هو الردى

لا تيأسن من لطف ربك:

إن كنت تغدو في الذنوب جليدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيدا

فلقد أتاك من المهيمن عفوه ... وأفاض من نعم عليك مزيدا

لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليدا

لو شاء أن تصلى جهنم خالدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيدا

فوائد الأسفار:

تغرب عن الأوطان في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تَفَرُّجُ هم، واكتساب معيشة ... وعلم وآداب، وصحبة ماجد

الوحدة خير من جليس السوء:

إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ... ألذ وأشهى من غوى أعاشره

وأجلس وحدي للعبادة آمنا ... أقر لعيني من جليس أحاذره

أدب المناظرة:

إذا ما كنت ذا فضل وعلم ... بما اختلف الأوائل والأواخر

فناظر من تناظر في سكون ... حليما لا تلح ولا تكابر

يفيدك ما استفادا بلا امتنان ... من النكت اللطيفة والنوادر

وإياك اللجوج ومن يرائي ... بأني قد غلبت ومن يفاخر

فإن الشر في جنبات هذا ... يمني بالتقاطع والتدابر

العلم مغرس كل فخر:

العلم مغرس كل فخر فافتخر ... واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس

واعلم بأن العلم ليس يناله ... من همه في مطعم أو ملبس

إلا أخو العلم الذي يُعنى به ... في حالتيه عاريا أو مكتسي

فاجعل لنفسك منه حظا وافرا ... واهجر له طيب الرقاد وعبّسِ

فلعل يوما إن حضرت بمجلس ... كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس

نور الله لا يهدى لعاص:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور ... ونور الله لا يهدى لعاص

لمن نعطي رأينا:

ولا تعطين الرأي من لا يريده ... فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه

الذل في الطمع:

حسبي بعلمي إن نفع ..

ما الذل إلا في الطمع!

من راقب الله رجع ..

ما طار طير وارتفع

إلا كما طار وقع!

الحب الصادق:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع

في كل يوم يبتديك بنعمة ... منه وأنت لشكر ذلك مضيع

فضل التغرب:

ارحل بنفسك من أرض تضام بها ... ولا تكن من فراق الأهل في حرق

فالعنبر الخام روث في موطنه ... وفي التغرب محمول على العنق

والكحل نوع من الأحجار تنظره ... في أرضه وهو مرمى على الطرق

والكحل نوع من الأحجار تنظره ... فصار يحمل بين الجفن والحدق

أيهما ألذ؟:

سهري لتنقيح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية وطيب عناق

وصرير أقلامي على صفحاتها ... أحلى من الدّّوْكاء والعشاق

وألذ من نقر الفتاة لدفها ... نقري لألقي الرمل عن أوراقي

وتمايلي طربا لحل عويصة ... في الدرس أشهى من مدامة ساق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير